مسؤولة في مركز الدوحة لحرية الإعلام: سنرفع انتهاكات دول الحصار إلى المنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية
الدوحة ـ «القدس العربي»: قالت مديرة إدارة المحتوى في مركز الدوحة لحرية الإعلام، حنان اليافعي، إن المركز سيقوم بعرض كل انتهاكات دول الحصار المفروض على قطر منذ بداية الأزمة في يونيو/ حزيران 2017 على المنظمات الحقوقية والإعلامية الدولية والإقليمية، مؤكدة أن الفترة الأخيرة من الأزمة الخليجية شهدت تصعيدا خطيرا لخطاب الكراهية الذي ساهمت في نشره المؤسسات الاعلامية لدول الحصار.
وقالت في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» إن «مركز الدوحة لحرية الإعلام قام برصد وتوثيق كل تلك الانتهاكات بهدف رفعها للمنظمات والجهات المعنية محليا ودوليا وإقليميا».
وأضافت بشأن الآلية التي يتعامل بها مركز الدوحة لحرية الإعلام مع مثل هذه الانتهاكات، أن هناك «تنسيق متواصل مع شركائنا من المنظمات الإعلامية والحقوقية في قطر وخارجها، من أجل رصدها وتوثيقها في شكل تقارير».
وأشارت في الوقت ذاته إلى استعراض «مضامين هذه الانتهاكات خلال اللقاءات الرسمية التي يجريها المسؤولون في المركز مع الهيئات والمنظمات الدولية، مثلما جرى في السابق مع البعثة الفنية للمفوضية السامية لحقوق الإنسان التي زارت قطر مطلع عام 2018، وأيضا الزيارة التي أجرتها بعثة الاتحاد الأوروبي بمنطقة الخليج لقطر في ديسمبر/ كانون الأول 2018، إضافة إلى أننا في تشاور متواصل مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر بشأن تلك الانتهاكات وتداعياتها».
وحول ما جرى في بطولة آسيا لكرة القدم في الإمارات، أوضحت «قد رصدنا أصداء التعامل غير الأخلاقي مع الطاقمين الفني والإداري في الملاعب وخارجها، والعراقيل التي وضعت في طريق اللاعبين، والاتهامات التي أثيرت حولهم بشأن التجنيس، ومحاولة التأثير عليهم نفسيا وإعلاميا لتعطيل مشاركتهم وأدائهم خلال البطولة، وأيضا، تابعنا ما تعرضت له الجماهير غير القطرية التي اختارت تشجيع منتخبنا، ومنعها من رفع الأعلام أو احتفال بعد كل فوز، بل والتحقيق مع بعضهم وترحيلهم من الإمارات، وغير ذلك من الانتهاكات الخطيرة».
وأشارت إلى أن بطولة آسيا كشفت «كيف تم تسخير وسائل الإعلام الرسمي وتجييش رواد الفضاء الإلكتروني في نشر خطابات معادية ضد دولة قطر والتشويش على مشاركتها في البطولة، ونشر خطابات الكراهية والتحريض والإساءة للرموز والشخصيات والمجتمع القطري، وهذا كله تحت مظلة التعصب وتسييس البطولة وتحريف دور الرياضة وأهدافها النبيلة في التقريب بين الشعوب إلى نشر الكراهية وكل ما يفرق بين أبناء النسيج الخليجي الواحد».
وزادت أن «الإعلام في دولة قطر لم ينجر إلى هذا المستنقع، ولم ينجرف إلى ما كان يتمناه الآخرون، من منطلق المسؤولية وما يؤمن به من قيم وأصالة».
وتابعت: «من منطلق رسالة المركز في رصد الانتهاكات المختلفة وتوثيقها، تابعنا البطولة الآسيوية، وما صاحبها من عراقيل إدارية وفنية وجماهيرية، وعبرنا عن المناصرة اللازمة في مثل هذه الحالات، خاصة ما يتعلق بمنع الإعلاميين والصحافيين في وسائل الإعلام القطرية من دخول دولة الإمارات والتحقيق معهم في المطار وتعطيل إجراءاتهم وكل ما صاحب ذلك من تعسف واضطهاد».
وكانت اليافعي قد تحدثت عن الانتهاكات المستمرة منذ فرض الحصار على قطر، وما تخلل هذه الفترة من تصعيد خطير في خطابات الكراهية والتحريض والإساءات الإعلامية، وذلك أثناء حلقة نقاشية بعنوان «دور الإعلام في التصدي لظاهرة التعصب الرياضي» نظمها مركز الدوحة لحرية الإعلام، بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
وذكرت أن «جل وسائل الإعلام الدولية تابعت أطوار نهائيات كأس آسيا التي احتضنتها الإمارات، وما عاشه المنتخب القطري من ظروف لعب صعبة وتحديات كبيرة وضغوط رسمية وجماهيرية».
وأضافت: «كان للخطاب الإعلامي لبعض الدول الخليجية دور كبير في تأجيجها وتصعيدها، من خلال ممارسات خطيرة لا تنتمي إلى مهنة الإعلام، ولا تعكس القيم الخليجية أو العربية الأصيلة».
وحذرت من أن «وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا كبيرا في نشر خطاب الكراهية، وقد وُظفت للتأثير على مشاركة المنتخب القطري في البطولة الآسيوية، سواء من الناحية الإدارية أو الفنية أو الإعلامية».