عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Mar-2020

خطة الانطواء - بقلم: د. اوريت ميلر – كتاف

 

معاريف
 
الغد- صحيح أن بيت لحم اغلقوها تماما حقا بمنع للتجول بسبب كثرة حالات نشر الوباء، ولكن اذا كان لا بد، فالعكس هو الصحيح. من زار في السنوات الاخيرة المستشفيات، دور العجزة والصيدليات تبين له ان الكثير من الطواقم الخبيرة التي تعالج في هذه الاطر كل الخاضعين للعلاج دون فرق في الدين، العرق والجنس هم ابناء الوسط العربي في اسرائيل.
وهم يفعلون ذلك انطلاقا من اختيار لمهنة انقاذ الحياة، بمهنية وانسانية. في هذه الاماكن فقط، حين تكون حياتك أو حياة آبائك في ايديهم، ممرضين وممرضات، اطباء وطبيبات من الوسط العربي، يتعلم المرء كيف يقدر ويحترم الواحد الاخر ويمتن شكرا على تفانيهم. ولكن من اجل ماذا نحتاج لأن نصل الى اماكن الذل والمهانة للناس على اساس اصلهم في دولة يهودية تسمي نفسها ديمقراطية ايضا.
للديمقراطية وجوه عديدة، ومن اجل الحفاظ عليها يجب الحفاظ على القواعد بدقة، وإلا فإنها تفقد مفعولها بسرعة شديدة. خذوا مثلا حادثة مهرجان الانتخابات لبيرني ساندرز في الاسبوع الماضي في فينكس اريزونا.
ساندرز هو سناتور يهودي يتنافس في السباق على الرئاسة عن الحزب الديمقراطي امام خصمه جو بادين، نائب الرئيس الاميركي السابق. وفي اثناء المهرجان رفع احد المشاركين علما نازيا، وادى التحية لهتلر. أثار الحدث ردود فعل عديدة وبينها رد فعل بايدن نفسه الذي سارع لأن يكتب على تويتر: “لا يهم من تؤيد – فمثل هذه التهجمات ضد انسان كفيل بأن يكون الرئيس اليهودي الاول للولايات المتحدة – هي تهجمات مقرفة. ليس هناك مكان للكراهية والتزمت في اميركا، علينا أن نقتلعهما في كل مكان يوجدان فيه”. هذه كلمات لمتنافس جدير.
وبالمقابل، عندنا أنهوا فقط احصاء الاصوات الاخيرة لجولة الانتخابات الحالية واذا بها تمتشق السكاكين. كلمات رهيبة تطلق في الهواء، نكات غير مضحكة واعلان واحد يبعث على الغثيان والرعب: منتخبو الجمهور من ازرق ابيض مع كوفية على الرأس. هذا يذكر بايام ظلامية قبل ان يغتال هنا رئيس وزراء. ولكن بخلاف الولايات المتحدة، لم يسمع هنا تنديد وهذه خسارة فادحة. كان يجدر ان يخرج على الفور قول لا لبس فيه مثلما اطلق بايدن ضد التحريض، وان يقال بكل لسان انه يجب اقتلاع مثل هذه الاقوال العنيفة والعنصرية من الخطاب الجماهيري.
لقد اثبتت نتائج الانتخابات مرة اخرى بان الجمهور في اسرائيل منقسيم وان الواقع يستوجب التعاون والوحدة والا سنصل الى حالة من الانقسام، الكراهية المتبادلة والشقاق. اضافة الى الحزبين الكبيرين يوجد الحزب الثالث في حجمه في اسرائيل وهو القائمة المشتركة. الواقع يستوجب منا أن نفهم بانه يوجد هنا جمهور واسع من المواطنين، مختلفون في رأيهم، في اصلهم، في معتقدهم ولكنهم متماثلون في ارادتهم للعيش هنا، لنيل الرزق، للتعلم، لقضاء وقع الفراغ وللمشاركة في الحياة العامة.
هنري فورد، مؤسسة سيارات فورد الامريكية، كان عنصريا ولاساميا بل وحظي بتأييد هتلر في تصريحاته. بعد تنديدات واسعة في الولايات المتحدة، بما في ذلك الرئيس وودرو ويلسون نفسه ضد سلوك فورد، الذي وصفه بانه “ليس امريكيا”، تراجع فورد عن اقواله العنصرية تجاه اليهود والاثرو-امريكيين. احد أقواله المعروفة بعد الاعتذار هو ان “الانطواء معا هو بداية، والبقاء معا هو تقدم والعمل معا هو نجاح”. قول كهذا بالتأكيد يمكن ان يكون اساسا لعمل مشترك عندنا أيضا.