عمان-الدستور - نيفين عبد الهادي - دعت وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، إلى تأسيس مشهد إعلامي وطني يدرك التحديات ويضع الحلول لها.
واكدت أهمية دور وسائل الإعلام التقليدية إلى جانب الإعلام المجتمعي في مواجهة التحدي الكبير المتمثل بوسائل التواصل الاجتماعي، خاصة ما يتعلق بالأخبار الكاذبة والإشاعات وأثرها الضار على الهوية الوطنية والمنظومة القيمية. وقالت غنيمات في كلمة لها، خلال رعايتها أمس، انطلاق المؤتمر الإقليمي «تمكين المجتمع المدني عبر الإعلام المجتمعي» الذي تنظمه شبكة الاعلام المجتمعي: إن «للإعلام المجتمعي دورا لا يقل أهمية عن الإعلام التقليدي في الوصول للمواطن في المجتمعات المحلية، من خلال تقديمه للحقيقة والمعرفة، وأن يكون صوت الحق وصوت المواطن، فضلا عن عرض المشكلات وتقديم الحلول لها».
وأوضحت أن الحكومة تدرك تماما أهمية الشراكة بين المجتمع المدني المحلي والإعلام المجتمعي، كما تدرك الدور الذي يلعبه هذا النوع من الإعلام كقناة وصل بين المركز والأطراف، «وهذا ينقلنا لتكريس فكرة اللامركزية في الإعلام؛ دون أن يعني ذلك أن يكون الإعلام المجتمعي محصورا بشأنه المحلي المحدود».
كما دعت لأن يكون للإعلام المجتمعي دور مهم في تغيير الصورة النمطية للمرأة في المجتمع، خاصة المجتمعات المحلية الطرفية، لجهة مشاركتها الاقتصادية وأدوارها الاجتماعية الأخرى، فضلا عن حضورها في الإعلام، فالحكومة تسعى من خلال استراتيجية التشغيل التي تتبعها لزيادة مشاركة المرأة الاقتصادية في الأطراف؛ لما لذلك من أثر إيجابي على المرأة وأسرتها والمجتمع بشكل عام.
من جهته، أكد سفير بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن أندريه فونتانا، أن وسائل الإعلام المحلية القوية والمستقلة، مثل محطات الراديو والمنصات الرقمية القائمة على المحتوى المحلي، ضرورية لتعزيز مشاركة المواطنين والمجتمع المدني في الحياة السياسية، فضلا عن دعم وتمكين النساء على المستويين السياسي والحياة العامة.
وبين أن الاتحاد الأوروبي يعمل مع الحكومة الأردنية على تطوير وتحسين الإطار العام للإعلام المجتمعي من خلال تقديم المشورة التي تستند على خبرات وتجارب الاتحاد الأوروبي في الإعلام المجتمعي.
مدير عام شبكة الاعلام المجتمعي داود كتّاب قال: إن المؤتمر يهدف لمساعدة المجتمع المدني وتفهّم حاجات الإعلام، إضافة الى تشجيع أصحاب القرار على توفير البنية الضرورية لتمكين المجتمع المدني من امتلاك إعلام مجتمعي، الى جانب تشجيع الهيئة المنظمة للإعلام على تسهيل امكانية مؤسسات غير ربحية بامتلاك الإعلام كي تتمكن من نقل أفكارها من أجل صنع مستقبل أفضل لمجتمعنا.
وأضاف كتّاب أنه حسب الموقع الرسمي لهيئة الاعلام فان نسبة الإذاعات الأردنية المرخصة خارج العاصمة 15% ومؤسسات الانتاج الفني والتوزيع 5% والمطبوعات الالكترونية والتي مقرها خارج عمان 22% والمطبوعات الورقية 17% ومؤسسات النشر والتي لها مواقع خارج العاصمة فقط 7% والفضائيات الـ 38 المرخصة كلها مقرها عمان.
بدورها، قالت المدير التنفيذي لمؤسسة الملك حسين هناء شاهين إن الإعلام هو الجسر القادر على نقل تجارب منظمات المجتمع المدني وخبراته وتقاريره لصناع القرار والمواطنين، وبهذا تتمكن الأطراف جميعها من العمل بتشاركية للمساهمة في صناعة السياسات التنموية القادرة على تلبية احتياجات المناطق المختلفة، واليوم في ظل نهج اللامركزية تظهر جليا الحاجة إلى دور منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية لإنجاح هذه التجربة وإثرائها.
وتناولت الجلسة الأولى موضوع «دور مؤسسات الدولة في خلق بيئة محفّزة للإعلام المجتمعي» ترأستها الزميلة رنا حدّاد من جريدة الدستور، وتحدث خلالها مدير عام هيئة الإعلام محمد قطيشات، والنائب وفاء بني مصطفى، والأمين عام للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الدكتور مهنّد العزّة، فيما تناولت الجلسة الثانية موضوع «دور الإعلام المجتمعي في سد حاجات وتحديات المجتمع المدني، تحدث خلالها انعام العشا من المعهد الدولي لتضامن النساء، وبيناز بطراوي من فلسطين، وهبه جوهر مديرة اذاعة فرح الناس، وترأس الجلسة ماجد العاروري مدير استقلال.
وتنظم المؤتمر الذي يستمر يومين شبكة الإعلام المجتمعي بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وجمعية معهد تضامن النساء «تضامن» واتحاد آمارك العالمي للإذاعات المجتمعية وراديو البلد، وبتمويل من الاتحاد الاوروبي.
وسيعرض مشاركون من فلسطين، وبلجيكا، وبريطانيا، لتجاربهم في مجال الإعلام المجتمعي، فيما سيركز المؤتمر في يومه الثاني على وضع المرأة في الإعلام، واستعراض العديد من التجارب والمشاريع التي تهدف إلى تقوية حضور المرأة في الإعلام.