عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Jun-2019

لا يمكن التوصل أو الاعتراف باتفاق غير عادل - بقلم السفير الصيني في عمان بان ويفانغ
 
الدستور - بعد الانتكاسات الأخيرة التي شهدتها المشاورات التجارية الصينية الأمريكية، أعلنت الإدارة الأمريكية زيادة الرسوم الإضافية على الواردات الصينية بقيمة 200 مليار دولار من 10 بالمائة إلى 25 بالمائة، وبدأت بذريعة «الأمن القومي»- تنفيذ تدابير تستهدف شركات تكنولوجية صينية مثل (هواوي).
 
إن الاحتكاكات التجارية الحالية بين الصين والولايات المتحدة ليست شيئا بدأناه ولا نرغب فيه، إذ تعود إلى التنمر التجاري الأمريكي وسياسة أقصى ضغط وكثرة المطالب غير المعقولة. 
 
أوضح تاريخ التجارة العالمية أن الانفتاح هو مفتاح التنمية وأن التعاون يجلب المنافع المتبادلة، وهي حقيقة معترف بها دوليا يبدو أن الولايات المتحدة تنكرها وتتبنى بدلا منها سياسات «أمريكا أولا» الأحادية والحمائية التجارية. مع ذلك، فقد أصبح من الواضح جدا أن القيود الأمريكية المفروضة على الشركات الصينية تستند إلى اتهامات مفبركة لا أساس لها، فقد تعرضت (هواوي)، من بين شركات التكنولوجيا الصينية الأخرى، للتدقيق الأمريكي المفرط والقيود مرارا، وللأسف، أصبحت الشركات الصينية هدفا سهلا في الاحتكاكات التجارية بين البلدين، هذا هو نتيجة الارتياب الأمريكي لا مبرر له. 
 
ان فرض تعريفات جمركية مفرطة من قبل الولايات المتحدة على الصين يؤثر تأثيرا خطيرا على السوق الدولية، لأننا نتحدث عن البلدين اللذين يتمتعان بأكبر تبادل تجاري في أنحاء العالم. إن سلاسل القيمة العالمية ستصبح أكثر تكلفة والنظام التجاري متعدد الأطراف بأكمله قد يصبح على المحك، فمن العبث أن نرى في عصر العولمة، حظر الشركات الصينية، فذلك لن يجعل أمريكا أقوى، بل إنه يبرز فقط الغطرسة السياسية الأمريكية والتحيزات ضد الصين.
 
في الحقيقة لم تكن الصين أول ضحية لأفعال الولايات المتحدة ، فخلال أكثر من عام، استخدمت الولايات المتحدة «عصا غليظة» من الحمائية، وأكرهت العديد من شركائها في التجارة، من بينهم كوريا الجنوبية وكندا والمكسيك، على إعادة التفاوض بشأن اتفاقيات التجارة القائمة منذ وقت طويل بينهم. أسلوب التنمر هذا أثار معارضة عالمية، ومن بين المعارضين حلفاء واشنطن في أوروبا. هناك قول شهير في الصين، إن القضية العادلة تتلقى الكثير من الدعم، وغير العادلة لا تتلقى سوى القليل. لن يحظى نهج أناني كهذا من جانب الولايات المتحدة باعتراف المجتمع الدولي ودعمه.
 
في الحقيقة، إن الصين لديها العديد من المزايا لاستخدامها من أجل أن تكون سيدة مصيرها: سلسلة صناعية مكتملة وسوق استهلاكي واسع ومجمع مواهب وافر. إنه من غير الواقعي أن توقف الولايات المتحدة الصعود التكنولوجيي للصين من خلال المنع والإدراج على القوائم السوداء، الأمر قد يكون نقطة تحول للابتكار التكنولوجي الصيني. تعزز الصين جهودها لتحقيق الاستقرار في نموها الاقتصادي والمضي قدما في ثلاث مهام أساسية: استقرار النمو وتحسين الجودة وتحويل المحركات لاقتصادها. سوف تخلق الصين بيئة أعمال دولية ترتكز على القانون وتقوي التعاون مع الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق وتجعل صادراتها أكثر تنافسية وتزيد الاستيراد وتشجع صناعات جديدة ونماذج أعمال في قطاع التجارة. إن الصين تظل الوجهة الأكثر جاذبية للاستثمار في العالم، حيث أن الاستثمار الأجنبي في الفترة من يناير إلى أبريل من العام الحالي، الذي استخدمه بالفعل القطاع الصناعي  الصيني، قفز بـ11.4 في المائة على أساس سنوي. شهد الاقتصاد الصيني بداية جيدة عام 2019، حيث تخطى اقتصاد أكبر دولة نامية في العالم توقعات السوق بتحقيق نمو في إجمالي الناتج المحلي بلغ 6.4 بالمئة على أساس سنوي في الربع الأول. وتعد الصين هي الاقتصاد الكبير الوحيد الذي زاد صندوق النقد الدولي توقعات نموه في التقرير الاقتصادي الأحدث. قال رن تشنغ في، مؤسس (هواوي) ورئيسها التنفيذي، إن (هواوي) قادرة على صنع رقائق جيدة مثل تلك التي تصنعها الشركات الأمريكية وخطة (هواوي) لتطوير «5 جي» لن تتأثر بالحظر الأمريكي، وأن المنافسين لن يتمكنوا من اللحاق بشركة (هواوي) في تقنيات «5 جي» لمدة سنتين أو 3 سنوات. لدينا الثقة والقدرة علي مواجهة أي تحد، سنتخذ الإجراءات الضرورية للدفاع عن مصالحنا وحقوقنا المشروعة. لا يهدف رد الصين إلى صيانة مصالحها العادلة المشروعة فحسب، بل أيضا حماية قواعد العلاقات الدولية، وحماية نظام التجارة الحرة.
 
أشار أحدث تقرير لمجموعة يو بي إس السويسرية إلى أن الرسوم الجمركية الجديدة التي تم فرضها من قبل الولايات المتحدة ستؤدي إلى تقليل أرباح متاجر التجزئة الأمريكية وإلحاق خسائر كبيرة في النشاط التجاري في الولايات المتحدة. إن الرسوم لا تنطوي فقط على السلع الصينية المصدرة إلى الولايات المتحدة، بل أنها ستطال بعض السلع الوسيطة والاستثمار في الواقع، الكثير من الشركات الأمريكية قد تضررت بشدة، ودفع المستهلكون الأمريكيون ثمنا أيضا.
 
تتحمل الصين والولايات المتحدة المسؤوليات الرئيسية الخاصة بالقضايا العالمية، ويمكن فقط عن طريق التعاون في التجارة وتبني مواقف عقلانية وبراجماتية في حل المشكلات أن تعود الدولتان بالنفع على شعبيهما والشعوب الأخرى أيضا. قد أصدر مكتب الإعلام في مجلس الدولة الصيني يوم 2 حزيران كتابا أبيض لعرض صورة شاملة للمشاورات الاقتصادية والتجارية الصينية –الأمريكية ، وموقف الصين وسياساتها إزاء تلك المشاورات. تعتزم الصين حل النزاعات من خلال الحوار والتشاور، وقامت بجولات متعددة من المشاورات الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة، في محاولة لتحقيق الاستقرار في العلاقات التجارية الثنائية. وكان موقف الصين ثابتًا وواضحًا - إن التعاون يخدم مصالح البلدين، وإن الصراع يمكن أن يضر بكليهما، وإن التعاون هو الخيار الصحيح الوحيد للجانبين ويعتبر موقفا مسؤولا للنظام الدولي العادل والمعقول.  من الضروري أن يعتمد التعاون الثنائي الصيني الأمريكي على مبدأ الاحترام المتبادل ولا يجوز أن يخربه من أي طرف عن طريق فرض الضغوطات.