عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Apr-2019

فتيات إنستغرام يكسرن الصورة النمطية للمحجبات
 
زهراء مجدي-القاهرة - يفترض بشكل شائع في الغرب أن النساء المسلمات لا يبالين بالموضة حتى بدأت صناعة الأزياء الإسلامية منذ عقدين، وأصبحت ظاهرة وجزءا من ثقافتنا وموضة تجذب الفتيات بدءا من الحجاب التركي ثم الإندونيسي والماليزي والقفطان المغربي.
 
نمو مجتمع الحجاب سريعا على مستوى العالم أسهم بظهور صيحات الحجاب الياباني والصيني بأشكال ملفتة، وأصبحت "ملابس المحجبات" أو المعروفة بالجلباب والفستان جزءا من ثقافة المستهلكة التي تسعى لالتقاط صورا جميلة لا تزعزع ثقتها بنفسها كفتاة محجبة.
 
أميرات الحجاب
روج الإندونيسيون والأتراك خاصة لحجاب المرأة من الطبقتين المتوسطة والغنية كعلامة تجارية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المطبوعة وأغلفتها تحمل صور المحجبات بزي لامع وفضفاض كالأميرات ومحافظ في الوقت نفسه.
 
كما ظهرت وبسبب ذلك فتيات إنستغرام يعرضن أجمل ما يملكن من ملابس ويحملن صفة "فاشنتسا"، إلى جانب فيديوهات لطرق لف الحجاب على الطريقة التركية أو اليابانية، مع الكثير من مستحضرات التجميل لمظهر متكامل.
 
وتخلق الفتيات المحجبات على الإنستغرام اليوم صورة للمرأة المسلمة الحديثة بطريقة مثالية، فهي تهتم بأسرتها وتعاليم دينها، لكنها تعمل وتنشط في مجالها بشروطها الخاصة، وكان ذلك دافعا لظهور وتطور مستمر في صناعة الأزياء الإسلامية من أجل مظهر جميل متوافق مع مبادئ الحجاب الشرعي.
 
ورغم أنه ليس للمرأة المحجبة زي ثابت في البلدان العربية فقد ظهر بينهن عربيات، منهن فاطمة العوضي وميلانيا الترك وآسيا عاكف وداليدا وفرح عمارة، وهن اللواتي أخرجن الفتيات العربيات من النمط التقليدي لأنماط أنيقة لتجنب الرتابة من أجل فتيات يبحثن عن الجديد في أزياء المدونات على إنستغرام.
 
قطعة القماش المثيرة للجدل
قامت بالدور الصعب فتيات يرين أن نقل التعاليم الإسلامية هي مهمتهن الأساسية كنساء على إنستغرام، ينجحن في أعمالهن سواء خبيرات تجميل أو عارضات ومصممات أزياء أو ربات بيوت ينقلن صورة جيدة عن أسرتهن المسلمة، ومنهن من استطعن الوصول إلى العالمية بالإعلان عن منتجات لـ"شانيل" و"ديور"، أو أصبحن وجوها إعلانية لهذه الشركات، وأخريات يصممن ملابس وحقائب لنجمات عالميات، ويظهرن بصحبتهن كدليل على تفتح المرأة المحجبة وقبولها للآخر.
 
لكن ظاهرة محجبات الإنستغرام تشير إلى عالم ترتبط فيه التعاليم الإسلامية ارتباطا وثيقا بالاقتصاد والاستهلاك العالمي، فبحسب موقع "ذا كونفرسيشن" (The Conversation)، واجهت المحجبات نقدا شديدا، خاصة مع نمو صناعة أزياء المحجبات، في إشارة إلى أن المحجبة تستمتع باهتمام جمهورها على إنستغرام في المقام الأول، ثم يختلط عليها الأمر بين هويتها المسلمة وشغفها بالتسوق والملابس، فضلا عن ممارستها ضغوطا على النساء المسلمات لشراء ملابس من ماركات غالية الثمن.
 
من جانب آخر، دعمت الشركات العالمية موقف المسلمات من ناحية عاطفية وربما من ناحية اقتصادية من أجل امرأة مسلمة تمارس الرياضة وتحافظ على قواعد الزي الإسلامي.
 
وأنتجت ماركة "نايك" (Nike) مؤخرا زيا رياضيا للمحجبات، ولم تكن أول علامة تجارية تدافع عن الحجاب، فسبقتها "دولتشي آند جابانا" و"فيرساتشي"، وكان الهجوم السياسي والاجتماعي الذي واجهته هذه الماركات أكبر إعلان مجاني لها وسط المحجبات.
 
حليمة عدن.. أقوى المدافعات عن الحجاب الشرعي
هي أكثر الساعيات خلف الحجاب من أجل زي لا يزال أمامه طريق طويل للتنوع، فهي عارضة أميركية صومالية اكتسبت شهرة بعد فوزها بمسابقة ملكة جمال مينيسوتا في الولايات المتحدة عام 2016 وهي مرتدية الحجاب ولباس السباحة الساتر (البوركيني).
 
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت حليمة الوجه الإعلاني لكثير من دور الأزياء الراقية مثل "ماكس مارا" و"ألبرتا فيريتي" و"يازي"، كما أصبحت أول عارضة أزياء محجبة تظهر على غلاف مجلة "British Vogue" في تاريخها البالغ 102 عام.
 
تبلغ حليمة من العمر 21 عاما، وفي هذه السن الصغيرة أصبحت مصممة أزياء إلى جانب تقديم العروض، صممت 27 حجابا لدار أزياء تركية، وهي بصدد عرضها في أسبوع الموضة في تركيا في الأسبوع الأخير من أبريل/نيسان الجاري.
 
وفي تصاميمها أكدت حليمة أنها تخالف وجهة النظر السائدة بأن ملابس المحجبة دوما متواضعة وتقليدية، فقد اكتسبت سمعة عالمية بأسلوبها الخاص وميلها للمطبوعات الجريئة والألوان الزاهية وحبها للألوان المفعمة بالحياة، مثل الأزرق والأحمر والوردي ورسوم جلد الفهد بألوانها، والتي تتبعها في ملابسها الخاصة بصورها على إنستغرام.
 
وتظهر حليمة كوجه ثابت في أسابيع الموضة بنيويورك، وتأمل أن يشجع نجاحها المزيد من فتيات الجيل المقبل لمتابعة أحلامهن، وأن ترى ممثلة عالمية محجبة أو محجبة في حفل ميت جالا.
 
رحمة عوفا ومحاولات يابانية رقيقة لحجاب غير تقليدي
ولدت ونشأت الإندونيسية رحمة عوفا في اليابان، وهي مسلمة لأبوين مسلمين، وكانت تتخيل منذ صغرها أنها ستضطر لارتداء قطعة قماش لا روح فيها حتى ارتدت الحجاب وبدأت رحلة كفاحها معه بعدما فقدت قدرتها على متابعة اتجاهات الموضة اليابانية، واتجهت لملابس تناسب حجابها، وكانت معظمها من ملابس والدتها القديمة وقطع مختلفة من التصاميم اليابانية الشائعة.
 
وظل صراع رحمة مع الحجاب حتى اكتشفت المصممة البريطانية اليابانية هناء تاجيما التي اعتنقت الإسلام مؤخرا، وكانت هذه هي اللحظة التي تحول فيها الحجاب من لباس ديني غير شخصي إلى جزء مهم في حياة رحمة والمسلمات اليابانيات، وأصبحن يرتدين القبعات والمجوهرات، مما زاد فخرهن بملابسهن في بلد يشكل فيه المسلمون أقلية.
 
لكن الأزياء الجميلة جعلت الكثيرين يتعاطفون ويتأملون بإعجاب ملابس المسلمات اليابانيات، خاصة رحمة التي تفضل ارتداء القبعات مع حجابها لتظهر وكأن الحجاب كان يابانيا في أصله.
 
المصدر : الجزيرة