عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Jun-2022

صدور “هجرة التفكيك إلى النقد العربي” للناقد أحمد الجرطي

 الغد-عزيزة علي

صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع– الأردن، كتاب “هجرة التفكيك إلى النقد العربي بين الكونية والتحيز”، وهو دراسة في أنماط التلقي ورهاناتها، للناقد المغربي د. أحمد الجرطي.
يقول المؤلف في مقدمته للكتاب إن مناهج ما بعد البنيوية أحدثت تحولا فارقا في مسار النظرية الأدبية المعاصرة لاحتفائها بالتكثيف الاستعاري والمجازي للنصوص الأدبية الذي يفتض بداخلها مسارب للتدليل، ويشرعها على انفتاح التأويل وتعدديته، ولأهمية منطلقاتها التصورية والإجرائية الجديدة، استدعى النقد العربي كشوفاتها واستراتيجياتها التحليلية لتحديث وتطوير ممارسته النقدية.
وعن أهمية هذه الدراسة يشير الجرطي إلى أنها تأتي من كيفية تلقي النقد العربي للتفكيك، وقد اخترنا عنونتها بـ “هجرة التفكيك إلى النقد العربي بين الكونية والتحيز دراسة في أنماط التلقي ورهاناتها”، مشيرا إلى أنه حرص على التحلي بقدر كاف من العلمية والموضوعية سواء في موضعة التفكيك بين التيارات النقدية المعاصرة، أو سواء في متابعة أنماط تمثله وتلقيه في الفكر والنقد العربيين على صعيد الجانب النظري والممارسة النقدية، وانطلاقا من حرصه على عدم التأثر بما كرس حول التفكيك من أحكام ورؤى نقدية باتت من قبيل الأحكام الجاهزة والمصادرات المسبقة.
ويرى المؤلف أن هذه الأحكام أسهمت بشكل كبير في تعتيم حقيقة منطلقاته التصورية، وإستراتيجياته التحليلية، وهي المصادرات المسبقة التي شاعت عن التفكيك بمهاده الأصلي الغربي أو في هجرته لفضاء النقد العربي، من قبيل إطلاقه العنان لمتاهة الدلالة وفوضى التأويل دون ضوابط وحدود تلجم جموحه وتسيبه، وتفريطه الكلي في قصدية النصوص لدرجة الوقوع في العدمية الخالصة، أو العجز عن تقديم أي بديل منتج للممارسة النقدية بعد خلخلته وتقويضه لمواطن الثبات والتمركز في النصوص.
ويقول المؤلف إن التفكيكية كان لها امتداد واسع في مختلف مجالات الثقافة العربية، بداية بالترجمة التي شهدت منذ التسعينيات من القرن العشرين تزايدا متسارعا في نقل مؤلفاته، بالرغم مما واجهه الباحثون والمترجمون العرب من صعوبات منهجية ومعضلات في نقل مقولاته، لما تحمل من حمولات معرفية خاصة، ومنحوتات جديدة منتهكة لقواميس اللغة الفرنسية واصطلاحاتها، ومرورا بالدراسات النظرية النقدية العربية المتعددة التي لم تأل جهدا في إضاءة مصادره اللاهوتية والفلسفية، وتنسيب منطلقاته التصورية والتحليلية، بالفكر العربي الذي عرف تباينا بين المفكرين العرب في تمثل طروحاته وتقويم رهاناتها، ووصولا إلى النقد العربي الذي كان المجال المعرفي الأبرز لامتداد استراتيجيات التفكيك ومقولاته، سواء على صعيد التلقي النظري أو الممارسات التطبيقية.
يتضمن الكتاب على مدخل يناقش تجليات عدم الاهتمام بتلقي التفكيك في نقد النقد العربي، وعرض أهم الدراسات التي أنجزت حول امتداد أسئلته للنقد العربي، والتي شكلت للمؤلف أرضية انطلق منها في دراسته، التي جاءت في خمسة أبواب كل باب يتفرع منه فصول، الباب الأول بعنوان “التفكيك في النقد الغربي مصادره اتجاهاته امتداداته في النظرية الأدبية”، وقسم إلى ثلاثة فصول الأول يتحدث عن روافد تفكيكية عند دريدا، وأهم منطلقاتها التصورية والتحليلية، فيما يناقش الثاني أهم إسهامات حلقة ييل الأميركية في تطوير التفكيك، فيما اختص الفصل الثالث باستقصاء أهم تجاذبات وتقاطعات كشوفات التفكيك مع بعض تيارات ما بعد البنيوية.
أما الباب الثاني الذي يتضمن فصلين فجاء بعنوان “امتداد التفكيك إلى النقد العربي بين رافد الترجمة وفاعلية النقد الشارح”، يتناول الأول وهو بعنوان “التفكيك في النقد العربي ورافد الترجمة”، يشير إلى الدور الذي اضطلعت به الترجمات التي أنجزها النقاد والمترجمون العرب في تقريب الجهاز المفهومي للتفكيك بجناحيه الفرنسي والأميركي للقارئ العربي.
فيما جاء الباب الثالث بعنوان “التفكيك في الفكر العربي بين أفق الكونية وإشكالية التحيز”، ويقسم هذا الباب إلى فصلين أولهما “التفكيك في الفكر العربي وأفق الكونية”، فيه سلط المؤلف الضوء على الجهد المعرفي الطلائعي الذي قام به المفكر المغربي عبد الكبير الخطيبي في الانفتاح على تفكيكية دريدا، يتوقف عند المفكر اللبناني علي حرب لكونه يشترك مع عبد الكبير الخطيبي في الإيمان بمكتسبات التفكيك الكونية، أما الفصل الثاني من الباب الثالث، فجاء بعنوان “التفكيك في الفكر العربي وإشكالية التحيز”، ويتحدث عن المفاصل الأساسية لأطروحة عبدالوهاب المسيري المستميتة في إثبات تحيز استراتيجيات التفكيك لمخاضات الثقافة الغربية الفلسفية والسياسية.
بينما جاء الباب الرابع بعنوان “التفكيك في الممارسة النقدية العربية بين التلقي التأصيلي والتلقي الحواري”، ويشتمل على فصلين أولهما تمظهرات التلقي التأصيلي للتفكيك عند الغذامي، أما الفصل الثاني فيتحدث عن تجليات التلقي النقدي الحواري للتفكيك عند كمال أبو ديب، وفي الباب الخامس والأخير دراسة بعنوان “هجرة التفكيك إلى النقد العربي دراسة في أنماط التلقي ورهاناتها”، وقسم إلى فصلين، أولهما يتناول إستراتيجيات عبد العزيز حمودة في أدلجة التفكيك، أما الثاني وهو بعنوان “التلقي الاستبعادي الحواري للتفكيك سعد البازعي وجابر عصفور نموذجا”، وهو يكشف عن المسوغات النقدية والابستمولوجية التي تجعل استبعاد البازعي وعصفور لآليات التفكيك استبعادا حواريا ينأى عن الأدلجة السافرة التي استوقفتنا عند حمودة.