عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Nov-2022

مختصون: الجوائز ساهمت في تطور أدب الطفل

 الراي- أمل نصير

رأى مختصون في أدب الطفل أن المسابقات الأردنية والعربية وجوائزها خلقت تنافسا بين دور النشر على إصدار كتب متميزة للأطفال شكلا ومضمونا، انعكس إيجابا على عملية نشر كتب وقصص الأطفال، إذ أصبحت دور النشر تبادر للاتصال بكتّاب الأطفال مطالبة بالجديد من العناوين والموضوعات، كما ذهبت بعض دور النشر إلى المطالبة باحتكار مؤلفات كتّاب الأطفال المتميزين وكذلك الرسامين المتميزين.
 
وأكد مشاركون في استطلاع أعدته «الرأي» أن هذه المسابقات وجوائزها وشروطها قد انعكست إيجابا على وضع أدب الأطفال في الأردن؛ من حيث إعداد وعناوين وموضوعات ومواصفات كتب الأطفال الصادرة. وكذلك على حقوق كتاب الأطفال المادية والمعنوية، مثلما انعكس التنافس إيجابا على أسعار الكتب والقصص وأصبحت في متناول معظم الأطفال. فقبل تخصيص جوائز لأدب الطفل كانت دور النشر تمشي ببطء نحو أهدافها ولم تتمكن من إنتاج الكتب بهذه الكمية والنوعية.
 
وأشار المشاركون إلى أن بعض مؤسسات النشر العربية تهدف إلى صيد جوائز كتب الأطفال وحسْب، إذ إنها لا تقوم بنشر كتاب للطفل إلا إذا كان مناسبا لتقديمه لجائزة من جوائز كتب الأطفال.
 
تالياً ردود عدد من المختصين على سؤال: إلى أي مدى تسهم المسابقات المكرسة للكتب الموجهة للأطفال واليافعين، في تنشيط حركة النشر، وفي تطوير المحتوى والرسوم والتصميم للكتب الموجهة للأطفال عموماً؟
 
الكاتب منير الهور:
 
عالم أدب الطفل لا نهاية له
 
أنا من كتاب الأطفال القلائل الذين أتيحت لهم فرصة معايشة تطور أدب الأطفال في الأردن منذ البدايات، وكنت جزءا من هذا التطور من خلال عملي في موقعين متكاملين: الموقع الأول هو المجال الإداري، فقد تسلمت إدارة مؤسسات حكومية وخاصة معنية بأدب الطفل، حيث عملت مديرا لمديرية ثقافة الطفل في وزارة الثقافة لثلاثة عشر عاما (1989-2002) ورئيسا لتحرير مجلة «وسام» للأطفال التي تصدرها وزارة الثقافة، ورئيسا لتحرير مجلة «حاتم» التي أصدرتها صحيفة «الرأي»، ورئيسا لتحرير مجلة «حكيم».
 
أما الموقع الثاني فهو مجال الكتابة والتأليف، إذ صدر لي أكثر من خمسين قصة للأطفال.
 
ولغايات الإضاءة على خلفية هذا السؤال سأتحدث عن مراحل تطور أدب الأطفال في الأردن والتي يمكن تقسيمها إلى أربع مراحل:
 
المرحلة الأولى: مرحلة البدايات منذ الخمسينات حتى الثمانينيات.
 
المرحلة الثانية: مرحلة التأسيس، وتمتد منذ 1990 حتى 2000. وتميزت هذه المرحلة بتنامي الوعي بأهمية أدب الطفل لدى المؤسسات الحكومية والخاصة، فشهدنا صدور عشرات مجلات الأطفال، وخصصت الصحف اليومية ملاحق أسبوعية للأطفال، وزاد إقبال دور النشر على إصدار كتب وقصص للأطفال، وأعادت وزارة الثقافة هيكلة مديرية ثقافة الطفل وأنشأت قسما لكتاب الطفل، وأنشأت أمانة عمان الكبرى مديرية للثقافة بادرت بإصدار مجلة للطفل وطباعة عشرات الكتب والقصص للأطفال سنويا.
 
المرحلة الثالثة: مرحلة التنافس، وتميزت هذه المرحلة بدخول العالم عصر التكنولوجيا الحديثة، ما أحدث ثورة في عالم الطباعة وصناعة الكتاب.
 
ودخلت دور النشر المنافسة وزادت من إصداراتها لكتب الأطفال مستفيدة من خصائص التكنولوجيا، وتطورت المنافسة بين دور النشر والكتب الإلكترونية، ودخلت وزارة الثقافة ميدان المنافسة فأطلقت مشروع مكتبة الأسرة.
 
هذه المنافسة وهذا التوسع في النشر أربكا العلاقة بين الكتاب والناشرين، وبرزت مشاكل بين الطرفين وصلت إلى المحاكم خاصة بعد انتشار ظاهرة السرقات الأدبية، فجاء قانون حماية حق المؤلف الأردني عام 2005.
 
المرحلة الرابعة: مرحلة الإبداع، وتمتد منذ 2011 حتى الآن، وشهدت هذه المرحلة حدثين بارزين: الأول ظهور مشروع تحدي القراءة العربي عام 2015 في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي انعكس إيجابا على الأطفال والمدارس والمكتبات المدرسية والعامة وعلى كتاب الأطفال الذين واجهوا طلبا متزايدا من دور النشر لتقديم عناوين جديدة.
 
الحدث الثاني: إطلاق عشرات الجوائز المحلية والعربية أمام كتاب الأطفال ودور النشر، ورصد هذه الجوائز مكافات نقدية مغرية للأعمال الفائزة. ومن هذه الجوائز: جوائز الدولة الأردنية التقديرية والتشجيعية، جائزة صندوق الحسين للإبداع، جائزة الملك عبدالله الثاني للإبداع، جائزة شومان لأدب الطفل، جائزة الشيخ زايد للإبداع، جائزة الشارقة للإبداع، جائزة أنا ليند، جائزة اتصالات، جائزة أدب الطفل العراقي، جائزة الدولة القطرية لأدب الطفل، جائزة مصطفى عزوز بتونس.
 
فتحت هذه المسابقات بجوائزها المالية المغربية أبواب المنافسة بين كتاب الأطفال وكذلك بين دور النشر عندما تم تخصيص جوائز لأفضل إصدارات دور النشر للأطفال، والجميل أن معظم هذه المسابقات تتبنى طباعة الأعمال الفائزة، ثم خصصت جوائز لأفضل النصوص، وأخرى لأفضل الرسوم، ما أسهم في إثراء مكتبة الطفل العربي عموما ومكتبة الطفل الأردني على وجه الخصوص.
 
خلقت هذه المسابقات تنافسا بين دور النشر على إصدار كتب متميزة للأطفال شكلا ومضمونا، ما انعكس إيجابا على عملية نشر كتب وقصص الأطفال، وأصبحت دور النشر تبادر للاتصال بكتاب الأطفال مطالبة بالجديد من العناوين والموضوعات لكتب الأطفال، وذهبت بعض دور النشر إلى المطالبة باحتكار مؤلفات كتاب الأطفال المتميزين وكذلك الرسامين المتميزين.
 
هذه المسابقات وجوائزها وشروطها انعكست إيجابا على وضع أدب الأطفال في الأردن من حيث إعداد وعناوين وموضوعات ومواصفات كتب الأطفال الصادرة. وكذلك على حقوق كتاب الأطفال المادية والمعنوية، مثلما انعكس التنافس إيجابا على أسعار الكتب والقصص وأصبحت في متناول معظم الأطفال.
 
إن وضع أدب الأطفال في الأردن بخير، ونحن من الدول المتقدمة في هذا المجال، ولدينا مئات الكتاب المبدعين، وقد أثبتوا كفاءتهم من خلال حصد الكثير من الجوائز في المسابقات المحلية والعربية، مثلما أثبتوا مكانتهم على الساحتين المحلية والعربية، وكرسوا حضورهم الفاعل في مختلف المنابر والوسائط الثقافية الموجهة للأطفال، فلا تكاد تخلو مجلة أو صحيفة أو مسلسل أو برنامج إذاعي أو تلفزيوني أو مركز دراسات من أقلام أردنية.
 
بعد كل ذلك أتساءل: هل حققنا -معاشر كتاب الأطفال- ما نريد، وهل قدمنا للأطفال ما يريدون، وهل غطت كتاباتنا حقول المعرفة الضرورية للطفل، وهل وصلنا بكتاب الطفل إلى المستوى الذي يجب أن يكون عليه، شكلا ومضمونا؟
 
الجواب: طبعا لا، فعالم أدب الطفل لا نهاية له، والعالم حولنا يتغير باستمرار، والتكنولوجيا تتطور باستمرار، والتطور العلمي يفتح آفاقا جديدة في كل حين.
 
كل ذلك يلقي على كاهل كتاب الأطفال مهمات جديدة لجهة تطوير أفكارهم، وأدواتهم، والمضامين التي يطرحونها في كتاباتهم. والأهم أننا في حاجة ماسة إلى حركة نقدية جادة وموضوعية، خاصة بعد تزايد إعداد الإصدارات الموجهة للطفل، مما تضخه المطابع ودور النشر والمسابقات، بحيث اختلط الغث بالسمن، وصارت الحاجة ملحة لجهة تتولى هذا الأمر.
 
الكاتب محمد جمال عمرو:
 
الشفافية وصائدو الجوائز
 
الحديث عن حركة النشر عمومًا، وعن حركة نشر كتب الأطفال على وجه الخصوص، يبعث على القلق ويدعو أطراف عملية الإنتاج والنشر والتوزيع إلى وقفة جادة مسؤولة، ذلك أن ضعف الإقبال على كتب الأطفال الورقية مثلا قد دفع الناشر للإحجام عن نشر المزيد من الكتب حينا، كما دفعه لفرض عقود نشر على كاتب الأطفال تتسم بالإذعان أحايين أخرى، حتى وصل الأمر بدور نشر عدة إلى طرح مسابقات لتأليف قصص الأطفال مثلا، تكون جائزة الفائز فيها نشر قصته في كتاب ومنحه جائزة تتمثل في عشرين نسخة من هذا الكتاب لا يزيد ثمنها على بضعة دنانير.
 
هذه المقدمة كان لا بد منها للانطلاق إلى الإجابة عن السؤال المطروح، وإلى الحديث الذي يتطلب مساحات كبيرة من الكلام عن جوائز كتب الأطفال نفسها، وعن ملاحظات أدباء الطفل حولها، والحديث يطول ولا مجال هنا للخوض فيه، فليست كل الجوائز تتصف بالشفافية، وليست كلها تهدف إلى إثراء مكتبة الطفل العربي بما يليق به في القرن الواحد والعشرين أسوة بما يطرح للطفل في الغرب من قصص جاذبة شكلا ومضمونا، يكتبها أديب يلقى الاحترام كله من الناشر، ويوزعها ناشر يلقى الدعم والتقدير من الجهات المعنية باقتناء كتاب الطفل، سواء أكانت مؤسسة أم?أولياء أمور ومربون، وهو ما يسهم في ازدهار عملية إنتاج الكتاب الجيد للطفل.
 
تهدف مؤسسات نشر عربية كثيرة إلى صيد جوائز كتب الأطفال وحسب، وقد سمعت من ناشرين محليين وعرب مقولة تؤكد أنهم لن ينشروا كتابا للطفل إلا إذا كان مناسبا لتقديمه لجائزة من جوائز كتب الأطفال، فهم ينتخبون المؤلف، ويغدقون على الرسام، ويتبارون في تجويد مواصفات الطباعة، ويطبعون نسخا محدودة من الكتاب تكفي حاجة الجائزة والمؤلف والرسام وقد يحتفظون ببضع نسخ لأرشيف دار النشر، فأي دعم نتوقع من هؤلاء لتنشيط عملية نشر كتاب الطفل العربي؟!
 
أرى أن من واجب المؤسسات القائمة على جوائز أدب الطفل العربي أن تضمّن شروط التقدم لنيل الجائزة ما يضمن لها التحقق من عدد النسخ التي يطبعها الناشر من الكتاب المرشح لنيل الجائزة، ولعل المعنيين يجدون وسيلة تضمن أن تحقق هذه الجوائز الأهداف النبيلة التي تسعى إليها المؤسسات التي تطرح تلك الجوائز.
 
الناشرة والكاتبة عبير الطاهر:
 
نصوص متميزة ومحتوى قيم
 
تساهم الجوائز في نهضة ادب الاطفال عن طريق تشجيع دور النشر في البحث عن نصوص مميزة ذات محتوى قيم مرتبط بالطفل وبيئته مما يعزز دور الرسومات التي تشكل جزءا هاما جدا من عملية النشر. الجوائز مثل جائزة اتصالات وغيرها من الجوائز المرموقة تعطي دفعة كبيرة لتطوير ونهضة ادب الأطفال وتعزيز افكاره ورسوماته مما يرتقي بدور دور النشر. قبل تخصيص جوائز لأدب الطفل كانت دور النشر تمشي ببطء نحو أهدافها ولم تتمكن من إنتاج الكتب بهذه الكمية والنوعية. الجوائز ساهمت بتطوير أدب الطفل.