عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Feb-2020

صافرات الإنذار.. - محمد سلامة
 
 الدستور- صافرات الإنذار تدوي بصورة شبه يومية في غلاف غزة من الجانب المحتل، وعدوى الانذارات وربما بعدها الصافرات قد تنتقل إلى الإقليم،وذلك بعد أن، دخلت إيران على خط الأزمة السورية مبدية رغبتها بالتوسط بعد فشل زيارة وفد عسكري روسي إلى تركيا لمنع الصدام الامني ما بين الجيشين السوري والتركي، فيما ينتظر الطرفان صافرات الإنذار اما لبدء معركة قاسية أو لجهة التراجع عن قرع طبول الحرب، فالحشود العسكرية على طرفي إدلب بلغت الذروة والإنذار التركي يمهل الجيش السوري الانسحاب قبل نهاية الشهر الجاري.
في ليبيا يكاد يكون الحال مشابها لما يجري في سورية، فالكل بانتظار صافرات الإنذار لبدء معركة طرابلس، فالحشود العسكرية للطرفين استكملت، وواضح ان الجهود الديبلوماسية محدودة التأثير، ولا يمكن الوقوف بمنتصف الطريق، فاحدهما راغب بالحسم الامني واخر يراوغ، وتركيا وروسيا في قلب المعركة وعلى طرفي نقيض لكن بصورة اخف، فالانذارات متواصلة يوميا بخروقات هنا وهناك، والمحصلة أن الكل بانتظار صافرة البدء لإشعال الحرب وتحميل الاخر المسؤولية.
روسيا التي تسيطر على الأجواء السورية لن تسمح بمنع حليفها السوري من التقدم والسيطرة على كامل إدلب، وما بين إنذارات تركيا إلى النظام السوري وذات الأمر إلى الجنرال خليفة حفتر فإن صافرة البدء باشعال الحرب تنتظر الضوء الأخضر الأمريكي، وما يمكن قوله في هذا السياق يكمن في أن تركيا قد تخرج في كلا الانذارين سالمة ومنتصرة، أو أن  تواجه نهايتها وتخرج ذليلة من سوريا وليبيا معا، وغرورها بانها ثاني قوة في حلف الناتو لا يعني أنها قادرة على الحسم العسكري وأنها ستأخذ ما تريد .
الانذارات التركية العلنية يقابلها إنذارات غير معلنة روسية وايرانية لها،  ومن تحت الطاولة فما زال البيت الأبيض يترقب خطوات الأطراف، فالحرب الشاملة وخروج طرف مهزوما يعني نهاية اللعبة، وما نشهده  يمثل صورة منسوخة وممسوخة لتمزيق الجغرافيا العربية واهلاك شعوبها، فصافرات الإنذار تتحدد كلما اقتربت الأطراف من الإتفاق ليصار الى تهديدها بالعودة إلى الاقتتال، وهكذا نجد أنفسنا في طاحونة مصنوعة أمريكيا لطحن شعوب المنطقة وتقسيم جغرافيتها.