رسائل أمريكية للاحتلال الإسرائيلى الصهيونى.. اللعبة داخل وخارج الصندوق..!* حسين دعسة
الدستور المصرية -
ليس للصندوق، مجازيًا بين الولايات المتحدة الأمريكية، وكل الدول الوسطاء، ودول جوار فلسطين المحتلة، والخليج العربى تحديدًا، أى «داخل» أو/ و«خارج». الصندوق بات فى عوالم أمنية، ميقاتها أن الخراب والحرب قائمان لا محالة، والإدارة الأمريكية بائع متجول يمنح شهادات دخول أو خروج أى عالم من وإلى الجنة.
الوضع فى غزة متدهور كما هو فى لبنان، تحديدًا فى الجنوب اللبنانى وليس الأمر بغير ذلك فى حالة سوريا أو اليمن، كل من كان، بطريقة أو أخرى مع المقاومة الفلسطينية، مع حركة حماس كعمل وطنى، أو غير ذلك من أشكال المعركة، قبل وبعد طوفان الأقصى، السابع من تشرين الأول أكتوبر 2023.. الإسناد والمقاومة، دول وحركات وسبل مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، باتت خارج الصندوق، صندوق الإدارة الأمريكية والبنتاجون والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بدلالة أن ما تقدمه الدبلوماسية الأمريكية، الأوروبية، والإسرائيلية، عدا عن العربية والإسلامية والمجتمع الدولى، وبالذات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، أصبحت عملًا من رجس الشيطان، أى الشيطان الغربى، الذى يريد بيع وشراء المنطقة، المرهون والبرهان، فلسطين المحتلة ومقدساتها وشعبها، وبات تقرير مصيرها، خارج الصندوق.
* جديد الإعلام الصهيونى
.. فى العلاقة الملتبسة، تنحدر حالة غزة فى شتاء صعب ينذر مجزرة بيئية نتيجة عدم دخول المساعدات والهيام الكرفانات فى هذا التوقيت، فالعمل سام وغيره ينصت للرحلة المقبلة للسفاح هتلر الألفية الثالثة السفاح نتنياهو، الذى يريد الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة فى واشنطن، وربما على طاولة الإيباك الصهيونى، والزيارة تبدأ يوم 29 الجارى، للعلم.
.. فى مسار ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس»، العبرية، اليوم الثلاثاء، أن رسائل أمريكية نُقلت إلى إسرائيل خلال الأيام الأخيرة، مفادها أن الرئيس دونالد ترامب، لا يوافق على خطط بشأن بقاء الجيش الإسرائيلى فى «الخط الأصفر» داخل قطاع غزة وسيطرته على أكثر من نصف القطاع، وأنه قد يطالب بتنفيذ الجيش الإسرائيلى انسحابًا آخر فى القطاع.
* الإدارة الأمريكية تؤشر:
ترامب يصر على وضع المرحلة الثانية من اتفاق غزة
ووفقًا للصحيفة، يصر ترامب على التقدم نحو المرحلة الثانية من خطته لوقف الحرب على غزة، وفرض ذلك على إسرائيل، لكن تنفيذ ذلك سيتأثر بلقائه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فى نهاية الشهر الحالى.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من الحديث فى إسرائيل بعد انسحاب جيشها إلى ما يسمى «الخط الأصفر» عن «سور برلين الجديد»، وأن القوات الإسرائيلية ستبقى عند هذا الخط لفترة طويلة، فإن ترامب لا يوافق على ذلك.
وقالت الصحيفة إن إدارة ترامب «فوجئت للإيجاب» من التزام «حماس» بتعهداتها وتمكنها من العثور على جثث الأسرى الإسرائيليين وتسليمها إسرائيل باستثناء جثة جندى واحد.
* ربما لشراء الوقت.. مطالب أمريكية بانسحاب جديد
ووفق الصحيفة، من المرجح أن تطالب الإدارة الأمريكية بانسحاب الجيش الإسرائيلى إلى منطقة أقرب للحدود وأقل مساحة داخل القطاع، «وفى الوقت نفسه، يعترفون فى الجيش الإسرائيلى بأن حجم الخروقات الفلسطينية للاتفاق ليست مرتفعة». وزعمت الصحيفة أن «الجنود الإسرائيليين يطلقون النار على عناصر حماس الذين يحاولون تجاوز الخط الأصفر من أجل جمع معلومات استخباراتية حول مكان القوات وأحيانًا من أجل المبادرة إلى هجمات. لكن عمليًا لا توجد محاولة منظمة للاشتباك مع الجيش الإسرائيلى، ومركز الاحتكاك الأساسى لا يزال فى جيب الأنفاق فى منطقة رفح، حيث يتواجد عشرات المسلحين من حماس».
ويتوقع الإعلان عن تعيين «مجلس السلام» الدولى الذى سيشرف على حكومة خبراء جديدة ستتشكل فى القطاع، بين 15 كانون الأول/ ديسمبر وعيد الميلاد، وحسب الصحيفة فإنه توجد موافقة على هوية أعضاء حكومة الخبراء، وأنه يتوقع أن تضم أشخاصًا لهم علاقة مع حماس أو يتماهون مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية.
ويجرى التخطيط، حاليًا، للإعلان عن تشكيل القوة الدولية فى القطاع، فى منتصف كانون الثانى/ يناير المقبل، لكن الدول المرشحة للمشاركة فى هذه القوة ووافقت مبدئيًا على إرسال قوات، تمتنع عن ذلك بسبب تخوفها من مواجهة مع حماس، إذا طولبت بنزع سلاح «حماس».
* حالة الاتصالات بين «حماس» والولايات المتحدة والوسطاء:
تسوية مختلفة فى الأفق.. الصندوق فارغ
يبدو أن حكومة اليمين المتطرف التوراتى الإسرائيلية أعدت الإعلام الصهيونى ليضع مؤشرات قوامها:
* أولًا:
إن الاتصالات بين «حماس» والولايات المتحدة والوسطاء، قطر ومصر وتركيا، تتناول تسوية تقضى بأن تسلم «حماس» سلاحًا هجوميًا، مثل قذائف صاروخية، وأن يحتفظ عناصر الحركة بسلاح شخصى، مثل بنادق ومسدسات، فيما الاعتقاد فى جهاز الأمن الإسرائيلى هو أن الخطر الماثل على البلدات فى غلاف غزة «منخفض للغاية».
* ثانيًا:
دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، ستسعى إلى الحصول على موافقة أمريكية لمنحها «حرية بالعمل ضد حماس»، مثلما تفعل فى لبنان ضد حزب الله، «لكن هذا الأمر متعلق بحجم ثقة الإدارة الأمريكية باحتمالات تقدم خطة ترامب، ونجاح انتشار القوة الدولية، وفيما يبدو ترامب متفائلًا حيال ذلك».. لاحظوا كيف تفرغ دولة الاحتلال الصندوق.
* ثالثًا:
إن الخطة الأمريكية، التى كانت جريدة الدستور قد كشفت عن تفاصيلها «...» تقضى بتقسيم القطاع إلى «غزة القديمة» فى غرب القطاع، وأن تبقى «حماس» مسيطرة فى هذه المنطقة، و«غزة الجديدة» فى شرق القطاع تحت سيطرة إسرائيلية، وإقامة أحياء جديدة فى هذه المنطقة بتمويل من دول الخليج، وانتقال الغزيين إليها.
* رابعًا:
الولايات المتحدة طالبت الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى بعدم عرقلة خطتها، وأن تخلى القنابل التى ألقتها على منطقة رفح، وتمارس ضغوطًا على إسرائيل من أجل فتح معبر رفح، بينما ترفض إسرائيل فتح المعبر بزعم أنها تتخوف من أن الجيش المصرى سيغض الطرف عن نقل أسلحة فى المعبر.
* هآرتس: ترامب.. وخز السفاح نتنياهو لبنانيًا.. ويُذخّر حكومة سلام سياسيًا!
العنوان دلالة على ترابط غير مؤكد بين اتفاق إيقاف الحرب فى لبنان، و/ أو إيقاف الحرب فى قطاع غزة.
ما قد يفهم مما يقوله الكاتب الإسرائيلى تسفى برئيل، عن وخزات الرئيس ترامب التى لجمت السفاح نتنياهو، جاء فى مقالة له فى صحيفة «هآرتس»، الأربعاء الماضى، بأن موافقة لبنان على تعيين الدبلوماسى اللبنانى السابق سيمون كرم رئيسًا للوفد اللبنانى المفاوض فى لجنة «الميكانيزم» والانخراط من خلالها بمفاوضات سياسية مع إسرائيل «جاءت بعد أن أصبح تهديد توسيع الحرب ملموسًا وفوريًا، وإلى جانبه ضغط دبلوماسى كبير مارسته الولايات المتحدة على لبنان. وفى المقابل، مارست دول عربية، وعلى رأسها السعودية ومصر وقطر، ضغطًا على واشنطن لتهدئة إسرائيل». وفيما يلى النص الكامل للمقالة كما ترجمتها «مؤسسة الدراسات الفلسطينية». «بعد التحذير التوبيخى الذى وجهه دونالد ترامب إلى بنيامين نتنياهو ردًا على العملية العسكرية التى تعقدت فى بلدة بيت جن فى الجولان السورى، وتعليماته بأنه من المهم أن تجرى إسرائيل حوارًا حقيقيًا ومتينًا مع سوريا، وألاّ يحدث شىء قد يعرقل تطورها إلى دولة مزدهرة، برز أمس الأول الأربعاء، أيضًا، استعراض قوة من الولايات المتحدة على الجبهة اللبنانية؛ إذ يشير تعيين ممثل مجلس الأمن القومى، أورى رزنك، رئيسًا للوفد الإسرائيلى فى لجنة الرقابة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بالتوازى مع تعيين الدبلوماسى اللبنانى المخضرم سيمون كرم لقيادة الوفد اللبنانى، إلى اختراق دبلوماسى قد يبطئ، وربما يجمد، الاندفاع نحو مواجهة عسكرية بين الدولتين».
.. فى الأفق ما بعد السياسى، يقف المحور الأمنى حازمًا، هنا المعلومات تؤشر إلى:
* أ:
تقرر أن السفاح نتنياهو يلتقى ترامب فى الولايات المتحدة نهاية كانون الأول.
* مؤشر أول: قبل نهاية عام المفاوضات
أكدت متحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، الثلاثاء، أن السفاح نتنياهو سيلتقى الرئيس الأمريكى ترامب فى الولايات المتحدة فى 29 كانون الأول الجارى.
يأتى الإعلان عن اللقاء الخامس بين ترامب ونتنياهو منذ بداية العام الجارى، بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلى إنه يتوقع الانتقال «قريبًا جدًا» إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذى رعته الولايات المتحدة.
* مؤشر ثانٍ: لا تفاصيل مرحلية
قالت المتحدثة شوش بدرسيان «سيعقد الاجتماع بين الرئيس ترامب ورئيس وزراء حكومة اليمين الإسرائيلى الصهيونى المتطرف، السفاح نتنياهو الإثنين، 29 كانون الأول»، دون مزيد من التفاصيل حول مكان أو مدة الزيارة.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأنه من المتوقع أن يلتقى نتنياهو وترامب مرتين خلال الزيارة التى تستغرق ثمانية أيام.
وقالت القناة إن نتنياهو سيزور ترامب فى منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا.
وقال السفاح نتنياهو، الأحد الماضى، إنه سيناقش مع ترامب «فرص السلام» فى الشرق الأوسط.
وصرّح خلال مؤتمر صحفى بعد اجتماعه مع المستشار الألمانى فريدريش ميرتس فى القدس «نتوقع قريبًا جدًا الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهى أكثر صعوبة» من الهدنة السارية منذ العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر فى قطاع غزة.
* المؤشر الثالث: خلاصة اللا شىء
شهدت المرحلة الأولى إطلاق سراح 47 محتجزًا من أصل 48، بينهم 20 أحياء.
وتنصّ المرحلة الثانية على انسحاب إسرائيل من مواقعها الحالية فى غزة وتولّى سلطة انتقالية الحكم فى القطاع مع انتشار قوة استقرار دولية.
وينبغى وفق الخطة أن تبدأ المرحلة التالية بعد إعادة جميع الرهائن الأحياء ورفات المتوفين منهم.
وقال نتنياهو «لدينا مرحلة ثانية، لا تقل صعوبة، وتتضمن نزع سلاح حماس وإخلاء غزة من السلاح».
* ب:
بعد انتهاء الأعياد.. ماذا تُحضّر إسرائيل؟
أفادت صحيفة «معاريف»، الإسرائيليّة، بأنّ توقعات إسرائيل تُشير إلى إمكان تحرّك الجيش الإسرائيلى بعد تحسن الأحوال الجوية وانقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة لاستكمال نزع سلاح «حزب الله».
وقالت الصحيفة إنه «لحسن حظّ حزب الله والحكومة اللبنانية والأمريكية، فإن الطقس العاصف ووصول العاصفة «بايرون» قد يحدان حاليًا من نشاط الجيش الإسرائيلى، لكن لا ينبغى الالتباس فى ذلك. فالجيش الإسرائيلى فى حالة تأهب على الحدود الشمالية، وقد أعلن، أمس، أن مقاتلى لواء «الجبال»، العامل فى جبل دوف ومنطقة جبل الشيخ، أنهوا تدريبًا استمر يومين فى منطقة جبل دوف والشيخ فى ظروف جوية ورؤية معقدة». «روسيا اليوم».
*لمن.. ولصالح أى حالة «لبنانية»، إفشال أو التحفظ على المبادرة المصرية؟!
كلام وزير خارجية مصر بدر عبدالعاطى فى بيروت يتفاعل بشكل لافت، بينما حالة حزب الله، أن يشاع بأنه يتحفظ على المبادرة المصرية، دون فهم للدور المقبل لأى مبادرة عربية، سواء من سلطنة عمان أو الأردن أو أى وسيط أوروبى، ففى المبادرة المصرية، حيز لعمل سياسى أمنى، له امتداد اته التاريخية والسياسية.
وما حدث يوم 28/11/2025 عندما وضع حزب الله العصى فى دواليب الدولة اللبنانية، هذا ما ولد السؤال السياسى الأمنى: لمن، لصالح أى حالة، إفشال أو التحفظ على المبادرة المصرية؟!
.. وفى التفاصيل، توضيحًا لأهمية الدور والمبادرة المصرية التى كانت وما زالت بمنتهى الشفافية والموضوع السياسى والأمنى، والتفاصيل، دبلوماسيًا من صفوف الخارجية المصرية:
الزيارة الرابعة لوزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطى للبنان، جاءت فى سياق تأكيده أن القيادة المصرية تقف إلى جانبه فى وجه تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية بتوسعة الحرب فى نهاية العام الحالى، ما لم يبادر إلى نزع سلاح «حزب الله»، وتحديد جدول زمنى لتطبيق حصرية السلاح بيد الدولة، بدءًا من شمال الليطانى امتدادًا إلى سائر المناطق اللبنانية، تنفيذًا للقرار «1701».
*الإعلام العربى، ومصادرة الغربية كيف يرى الوقائع؟!
وطفا هذا الاتجاه، كتبت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، الصادرة فى لندن، أن: الوزير المصرى أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ورئيسى المجلس النيابى نبيه برى، والحكومة نواف سلام، والنواب الذين التقاهم باستثناء «حزب الله»، بأنه على تواصل مع نظرائه فى المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيران وإسرائيل وآخرين، وأكد لهم «أن إسرائيل تستعد لتوسعة الحرب، وأنه لا أفق لتصعيدها، وقد لا تقتصر على الغارات الجوية، ويمكن أن تتوسع بعمليات برية، وأن القيادة المصرية مستعدة للتعاون مع لبنان لنزع فتيل التفجير ومساعدته للحفاظ على استقراره».
ونقل عنه النواب الذين التقوه، بدعوة من السفير المصرى فى بيروت علاء موسى، أن القيادة المصرية «تدعم المبادرة التى أطلقها عون فى الذكرى الـ82 لاستقلال لبنان، وتعوّل على دور لبرى لإقناع (حزب الله) بالتجاوب معها لتطبيق حصرية السلاح، ووقف الأعمال العدائية، والتفاوض السلمى مع إسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان».
كما نقلوا عنه ارتياحه «للجهد الكبير الذى يقوم به الجيش لتطبيق حصرية السلاح فى الجنوب، واحتوائه فى جميع المناطق»، التزامًا من قيادته بالخطة التى تبناها مجلس الوزراء، وبالمراحل التى تم تحديدها للمضى بتطبيق حصرية السلاح لتجنيب لبنان مخاطر التصعيد قبل آخر السنة.
وكشف النواب عن أن عبدالعاطى أبلغهم «بأن إسرائيل، وبغطاء أمريكى، أعدت تقارير تتعلق برفض (حزب الله) تطبيق حصرية السلاح، ورفضت قيادته تسليمه للدولة»، وقالوا إنها ضمّنتها «إصرار أمينه العام الشيخ نعيم قاسم على تكرار القول بأن الحزب استعاد قدراته العسكرية»، وهذا ما سمعوه من الوزير المصرى، الذى رفض «وجود سلاح رديف لسلاح الدولة، وهذا ليس موجودًا فى أى دولة فى العالم».
*الرسالة التحذيرية التى حملها عبدالعاطى للبنان مماثلة للرسائل العربية والدولية
قبل تأكيد أكثر من مصدر دبلوماسى ورسمى وزارى لبنانى، كان ضمن الوفود المشاركة، ومن أطر اللقاءات التى عقدها عبدالعاطى، أن الأخير أبدى تفهمًا لما سمعه من عون، حول عدم تلقيه أى جواب من الولايات المتحدة وإسرائيل على دعوته للتفاوض السلمى للتوصل إلى اتفاق يعيد الاستقرار إلى لبنان من بوابته الجنوبية، رغم أنه جدّد دعوته هذه فى مبادرته التى أطلقها من صور بمناسبة مرور 82 عامًا على استقلال لبنان.
ورأى المصدر «أن الرسالة التحذيرية التى حملها عبدالعاطى للبنان مماثلة للرسائل العربية والدولية التى تلقاها وتدعوه لعدم إضاعة الفرصة الأخيرة بالإسراع بتطبيق حصرية السلاح لتطويق تهديدات إسرائيل». وأضاف أن الرؤساء الثلاثة، «عرضوا أمام عبدالعاطى واقع الحال فى ظل رد إسرائيل على مبادرة عون، بتوسعة الحرب، وآخرها اغتيالها للقيادى فى (حزب الله) هيثم على الطبطبائى فى قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، رغم امتناع الحزب عن الرد على الخروق والاعتداءات، التزامًا منه بوقف الأعمال العدائية بحسب الاتفاق الذى رعته واشنطن وباريس، وامتناع إسرائيل عن تطبيقه منذ صدوره فى 27 نوفمبر 2024».
صحيفة «الديار» لسان حال الحزب القومى السورى، نقلًا عن مصادر ديبلوماسية، أن «إسرائيل» لم تتجاوب مع المساعى التى قادتها باريس بالتنسيق مع الفاتكيان، لوقف الأعمال العدائية مؤقتًا ضد لبنان خلال زيارة البابا، فواشنطن رفضت منح أى ضمانة فى هذا الإطار، فيما كان الرد الإسرائيلى واضحًا ومباشرًا، بأن البابا لن يكون فى خطر، لكن أى هدف سيكون متوافرًا سوف يتم التعامل معه، ولن يكون هناك أى تعهد بالامتناع عن مواصلة الضغط على قيادات حزب الله لمنعه من بناء قدراته.
فى هذا الوقت، غادر وزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطى بيروت، تاركًا وراءه أجواء سلبية لعدم وجود خطة عمل واضحة لدى القاهرة، يمكن البناء عليها لوقف التصعيد الإسرائيلى ومنع تدهور الأمور نحو الأسوأ، بعدما تخلى عن أحد أهم البنود التى حملها معه رئيس الاستخبارات المصرية حسن رشاد، تحت عنوان «تجميد السلاح» لا نزعه، بعد الرفض الأمريكى- الأمريكى للفكرة. لكنه وعد، وفق مصادر سياسية بارزة، ببذل المزيد من الجهود لمحاولة إقناع الجانب الأمريكى بضرورة العودة إلى القواعد السابقة للاتفاق، والمتعلقة بتقييم التزام لبنان بحصرية السلاح جنوب الليطانى مع مطلع العام المقبل، وليس معالجة هذا الملف على كامل الأراضى اللبنانية، باعتبار إن النية موجودة لدى السلطات اللبنانية لكن لوجستيًا من غير المنطقى حشر لبنان فى جدول مواعيد يدرك الجميع أنه مستحيل التطبيق. ووفق مصادر مطلعة، لفت الوزير المصرى إلى أن ثمة انقسامًا فى واشنطن بين المؤسسة السياسية وخصوصًا فى الكونغرس، وبين «البنتاجون» حيال هذا التفصيل، حيث يعتقد «الجنرالات» أن التقييم يجب أن يكون لمنطقة جنوب الليطانى، وينظرون بإيجابية لدور الجيش هناك والمهمات التى يقوم بها منسقة على نحو كامل ولا تشوبها أى ثُغر، لكن الضغوط الإسرائيلية نجحت فى التأثير فى البيت الأبيض بالتنسيق مع «رجالاتها» فى الكونغرس.
*المهمة المصرية.. إقناع الرئيس الأمريكى ترامب بالمبادرة وكشف الحلول
الوسطاء فى لبنان، دبلوماسيًا سياسيًا وأمنيًا، اختلطت عليهم حالة ترقب الحرب، أو اللا حرب، فيما كانت زيارة بابا الفاتيكان، لها ما لها وعليها ما عليها من بروتوكول دينى وسياسى وإنسانى، لكن ما عرف بالمهمة المصرية ستتركز على إقناع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بأن أى تدهور فى الأوضاع على الجبهة اللبنانية، سينعكس حكمًا على قطاع غزة، حيث لا ضمانات بعدم عودة الحرب إذا اشتعلت الجبهة اللبنانية، ولهذا من المفيد تخفيض حدة التوتر، ومواصلة التعاون مع الحكومة اللبنانية ومساعدتها لتنفيذ تعهداتها. وسيعمل الوزير المصرى على تفعيل اتصالاته الإقليمية، لكن الأجواء الباريسية لا تدعو للتفاؤل، بعدما انتهت المحادثات بين وزير الخارجية الفرنسى جان نويل بارو ونظيره الإيرانى عباس عراقتشى إلى «لا شىء» عمليًا، وعلم أن باريس لم يكن لديها ما تقدمه على مستوى الضمانات للإيرانيين، فى ظل غياب التفاهم مع الأمريكيين على كيفية التعامل مع الملف اللبنانى، فيما تعتبر طهران أن حزب الله يلتزم بما تعهد به، ولا شىء يقدمه فى هذا الإطار، ولا يمكن ممارسة أى ضغوط، خصوصًا أن ما هو معروض «الاستسلام» ولا شىء آخر. وهو الأمر المعروض على طهران لاستئناف المفاوضات النووية، وهو ما ترفضه السلطات الإيرانية. وبرأى الإيرانيين، فإن الاستعجال فى تقديم تنازلات يعزز شهية «إسرائيل» لفرض المزيد من الشروط.
و تخشى فرنسا من أن يؤدّى نموذج «الضغط الأقصى» إلى تفجير الاستقرار الهشّ فى لبنان، بدلًا من تعزيره. ومن المتوقَّع أن تزورَ أورتاغوس باريس فى الأسابيع المقبلة، حيث ينتظر أن يسمعَ الأمريكيّون من نظرائهم الفرنسيّين مقترحاتٍ تشدّد على أنّه لا يمكن الضغط على طرفٍ واحدٍ فقط، من دون الحصول على خطوةٍ مقابلةٍ من الطرف الآخر، مثل قيام إسرائيل بمبادرة حسن نيّة، عبر الانسحاب من إحدى النقاط الخمس. غير أنّ إسرائيل، وفقَ ما تَنقله «هآرتس»، ترفض هذا المقترح فى المرحلة الراهنة.
إلى ذلك، كتبت مجلة «البناء»، التى تتحدث باسم اليسار القوى لبنانيات وسوريا، فقد أبدت: لم تحقِق زيارة وزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطى أىّ ثغرة فى جدار أزمة التصعيد الإسرائيلى المتواصل ضدّ لبنان والاحتلال لجزء كبير من الجنوب اللبنانى، إذ إنّ الوزير المصرى حمل جملة تنازلات تتعلق بسلاح حزب الله فى شمال الليطانى من دون أىّ ضمانات واضحة بمسألة الانسحاب الإسرائيلى من الجنوب ووقف الاعتداءات. ووفق المعلومات فإنّ فحوى الاقتراح الذى حمله الوزير المصرى هو إعلان نوايا من حزب الله بموافقته على تسليم سلاحه فى جنوب وشمال الليطانى وإعلان من «إسرائيل» موافقتها على الانسحاب من نقطتين من النقاط الخمس المحتلة، وبعد ذلك تنطلق مفاوضات بين الجانبين على هذا الأساس فى القاهرة برعاية عربية – دولية على غرار اتفاق غزة بين حركة حماس و«إسرائيل».
غير أن الوزير المصرى وفق المعلومات سمع كلامًا واضحًا فى المقار الرسمية لا سيما فى بعبدا وعين التينة بأنّ لبنان طبق كلّ موجباته والتزاماته فى اتفاق وقف إطلاق النار فيما «إسرائيل» منذ عام حتى الآن لم تطبق أى من البنود الرئيسية فى الاتفاق وهى وقف الأعمال العدائية والانسحاب الكامل من الجنوب وإعادة الأسرى، كما أن الجيش اللبنانى انتشر فى كامل جنوب الليطانى وتسلّم السلاح ويمنع أىّ مظاهر مسلّحة باستثناء المناطق التى تحتلها «إسرائيل» ما يعوق استكمال تنفيذ مهمة الجيش، وبالتالى «إسرائيل» استمرّت باحتلالها واعتداءاتها ولم يستطع أو لا يريد الأمريكى تقديم ضمانة ولا الضغط الجدى على «إسرائيل»، كما أنّ «إسرائيل» ترفض التفاوض ولم يأتِ أى جواب إسرائيلى ولا حتى أمريكى على دعوات رئيس الجمهورية للتفاوض ولا على المبادرات بخاصة المبادرة التى أطلقها فى خطاب عيد الاستقلال وردت عليها «إسرائيل» بضرب الضاحية الجنوبية واغتيال القيادى الجهادى فى الحزب هيثم الطبطبائى. وسُئِل الوزير المصرى ما الضمانة بأن تلتزم «إسرائيل» بأى اتفاق أو مفاوضات طالما أنها نكثت ونقضت وتنصّلت ونسفت اتفاق 27 تشرين والقرار 1701 وانقلبت على كل الاتفاقات والقرارات؟ وما جدوى التوصل إلى اتفاق جديد طالما هناك اتفاق 27 تشرين ولم تطبقه «إسرائيل»؟
وفى سياق ذلك، أشارت مصادر مقرّبة من «حزب الله إلى أنّه «لم يُعقَد أىّ لقاء مباشر مع وزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطى والحزب متمسّك بموقفه بضرورة الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية الذى لم يُطبَّق يومًا». وقال: «مطالب وتنازلات عدة تُفرض على حزب الله من دون أىّ تنازل من الجانب الآخر وعليه فإن الأمور على حالها والمساعى تراوح مكانها إلى ما بعد زيارة البابا لاوون الرابع عشر إن قررت «إسرائيل» الانتظار».
وقال مسئول بارز لـ«الجمهورية »، إنّ المبادرة المصرية او الأفكار التى نقلها مدير الاستخبارات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، أتت بعد اتفاق غزة، ما يعكس التوجس المصرى من عودة الاشتباكات على محور غزة، والتصعيد فى لبنان، يمكن أن ينعكس سلبًا على جبهة غزة، ويشكّل انتكاسة، بعدما اعتُبر إنجازًا مصريًا فى المشاركة بإنهاء الحرب، من هنا يعمل على تخفيض التوتر. أما فى القراءة التى لها علاقة بموضوع الحرب، فتحتاج إلى إذن من اثنين الإسرائيلى والأمريكى، الأول يعتبر انّه يحقق أهدافه بأقل كلفة، ولن يفرّط بالتهدئة فى الشمال بسهولة، و«حزب الله » لا يقدّم أى ذريعة لشن الحرب، والدولة تنفّذ حصرية السلاح. والثانى، أى الأمريكى، فلا يؤيد فكرة التوسعة أقله حتى الساعة. أما وزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطى، فأتى بتشاؤم أعلى، ووسّع المطالب بطرحه نزع السلاح من جنوب نهر الليطانى وحتى شمال نهر الأولى، بنحو متقدّم على الذى طرحه رشاد الذى نقل أفكارًا أقل حدّة، ولم يقبل بها «حزب الله ». لذلك لم يطلب عبدالعاطى لقاء مع «الحزب »، لأنّه يعرف مسبقًا انّه سيرفض الطرح المصرى.
وأوضح هذا المسئول «أنّ اللواء رشاد طرح أفكارًا مبنية على تجميد السلاح شمال نهر الليطانى، أما أفكار عبدالعاطى فمبنية على نزع السلاح شمال النهر». ورأى المصدر «أنّ ما يحصل الآن تهويل كبير، ونحتسب للأسوأ، ولكن المعطيات هى اقل مما تتعمّد بعض الجهات نقله وإشاعته، ولكن الواضح أنّ هناك (تعليمة) فى المغالاة بقرع طبول الحرب...».
وكشف المصدر، عن أنّ ردّ «حزب الله » على مبادرة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وصل إلى القصر الجمهورى، وهو الترحيب ضمن تسلسل المبادرة الذى انطلق من روحية اتفاق وقف إطلاق النارِ.
*رئيس وزراء مصر فى بيروت!
فى كشف إعلانى، خاص أكدت «لبنان 24»، الموقع الإلكترونى، فى نشرته يوم، 05-12-2025 أن الموقع، علم أن رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولى سيقوم بزيارة رسمية إلى لبنان فى 18 الجارى، لإجراء محادثات تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما تندرج الزيارة فى إطار المساعى المصرية لوقف العدوان الإسرائيلى على لبنان.
* ترامب والعلاقة مع العالم عبر الدول الوسطاء
* «الاتحاد من أجل المتوسط» يشدد على إدامة وقف النار بغزة والسلام العادل وحل الدولتين
بينما الصندوق الأمريكى بات غير واضح فى حدوده الممكنة سياسيًا واقتصاديًا، كانت جلسات برشلونة، يوم 29 تشرين الثانى تدرك أن فى السياسة مجاملة، إذ رحب وزراء خارجية الاتحاد من أجل المتوسط بقرار مجلس الأمن رقم 2803 والخطة التى طرحها الرئيس الأمريكى دونالد ترمب لإنهاء الحرب على غزة، مشددين على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار فى غزة وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق وتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة، وإيجاد مسار سياسى جادّ لتحقيق السلام العادل والدائم على أساس حل الدولتين.
وأعرب الوزراء فى بيان مشترك صادر عن المنتدى الإقليمى العاشر لوزراء خارجية الدول الأعضاء فى الاتحاد من أجل المتوسط، والذى ترأسه نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين أيمن الصفدى ونائب رئيسة المفوّضية الأوروبية والممثّلة العليا للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، فى برشلونة، عن القلق البالغ إزاء التصعيد الخطير فى الضفة الغربية المحتلة، ورفضهم للإجراءات الإسرائيلية الأحادية، كما عبّروا عن رفضهم للضم، وأيّة محاولات إسرائيلية لفرض السيادة على الأراضى الفلسطينية المحتلة.
كما عبّروا عن رفضهم لأيّة محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية وبناء المستوطنات وتوسعتها، مؤكدين إدانتهم لعنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين فى الضفة الغربية.
وأكّد البيان ضرورة احترام الوضع القانونى والتاريخى القائم فى المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس، وأهمية الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.
ورحّب الوزراء وفق البيان بإعادة دمج الجمهورية العربية السورية بالكامل فى الاتحاد من أجل المتوسط، وشدّدوا على أهمية دعم جهود الحكومة السورية لإعادة بناء سوريا على الأسس التى تضمن أمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها، وأكّدوا دعمهم وتأييدهم للتنفيذ الكامل لخريطة الطريق الأردنية السورية الأمريكية المشتركة لحل الأزمة فى السويداء وتثبيت الاستقرار فى الجنوب السورى.
كما أعرب البيان عن دعم أمن واستقرار وسيادة لبنان، ودعم جهود الحكومة اللبنانية لتفعيل وتمكين دور مؤسسات الدولة، وحصر السلاح بيد الدولة، وضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار.
* «الدستور» حصلت من مصادر سياسية ودبلوماسية على نصّ البيان المشترك الصادر عن الرئاسة للمؤتمر الذى عقد فى برشلونة، «الاتحاد الأوروبى والمملكة الأردنية الهاشمية» للمنتدى الإقليمى العاشر للاتحاد من أجل المتوسط.
* نص بيان برشلونة
البيان المشترك الصادر عن الرئاسة المشتركة «الاتحاد الأوروبى والمملكة الأردنية الهاشمية» للمنتدى الإقليمى العاشر للاتحاد من أجل المتوسط، برشلونة، 28 تشرين الثانى 2025.
* 1:
اجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط فى برشلونة فى المنتدى الإقليمى العاشر للاتحاد من أجل المتوسط فى 28 تشرين الثانى 2025، تحت الرئاسة المشتركة للاتحاد الأوروبى والمملكة الأردنية الهاشمية.
* 2:
ناقش الوزراء الفرص المشتركة فى المنطقة الأورومتوسطية، والتعاون الإقليمى، والتحديات الجيوسياسية التى تعوق تحقيق الاستقرار والازدهار فى المنطقة.
* 3:
أبرز الوزراء الذكرى الثلاثين لعملية برشلونة، التى تأسست على أهداف تحقيق السلام والازدهار وتعزيز الاندماج الإقليمى.
* 4:
شكر الوزراء مملكة إسبانيا لاستضافة المنتدى، والأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، والرئاسة المشتركة.
وأشادوا بوثيقة الرؤية الاستراتيجية الجديدة للاتحاد من أجل المتوسط بعنوان «إعادة ربط منطقة المتوسط: العودة إلى الجوهر، والمضى قدمًا بالطموح»، والتى تركز على تعزيز الترابط من خلال التعليم والتنقل والبحث وتطوير المهارات، وكذلك التعاون الإقليمى فى مجالات الطاقة، وأمن المياه، والتجارة، والاستثمار، والبنية التحتية، والرقمنة. وفى هذا السياق، رحّب الوزراء أيضًا بـ«ميثاق المتوسط- بحر واحد، ميثاق واحد، مستقبل واحد».
* 5:
رحّب الوزراء بجهود جميع المساهمين فى عملية التطوير، بما فى ذلك الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، وكبار مسئولى الدول الأعضاء، والرئاسة المشتركة، لإصلاح المنظمة وتحديثها وضمان بقائها فعالة وذات صلة بالتطورات وقادرة على تحقيق أهدافها أخذًا بالاعتبار ضرورة تقوية جوهر الشراكة والغاية المشتركة من التعاون الأورومتوسطى بعد مرور ثلاثين عامًا على إعلان برشلونة.
* 6:
دعا الوزراء إلى اتحاد من أجل المتوسط أكثر مرونة وتكيفًا ومحدثًا لتعزيز التعاون الإقليمى بشكل أقوى وبما يسهم فى تحقيق الازدهار والاستقرار، ويوفر نتائج ملموسة لشعوب المنطقة الأورومتوسطية.
* 7:
رحّب الوزراء بقرار مجلس الأمن رقم 2803، وبالخطة الشاملة التى طرحها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإنهاء الحرب فى غزة، والتى أسست لوقف إطلاق النار وأتاحت إطلاق سراح جميع الرهائن.
* 8:
شدّد الوزراء على ضرورة إدامة وتثبيت وقف إطلاق النار فى غزة وبدء المفاوضات لتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة. كما أكّدوا ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق.
* 9:
ضرورة السماح للمنظمات الإنسانية بالعمل فى غزة مع توفير الحماية الكاملة لها ووفقًا للقانون الدولى.
*10:
ضرورة إيجاد مسار مُلزم وذى مصداقية لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم على أساس حل الدولتين.
* 11:
عبّر الوزراء عن الرفض المطلق لأى محاولات لفرض السيادة الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية المحتلة.
* 12:
عبّر الوزراء عن القلق العميق إزاء التصعيد فى الضفة الغربية، وأعربوا عن إدانتهم ورفضهم سياسة الضم وأى إجراءات أحادية وتوسيع المستوطنات وعمليات العنف التى يمارسها المستوطنون، كما عبروا عن إدانتهم ورفضهم للطرد أو التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، وأى هجمات عدائية.وطالبوا بوقف فورى لجميع الإجراءات التى تقوّض حل الدولتين.
* 13:.
ضرورة احترام الوضع القانونى والتاريخى القائم فى الأماكن المقدسة فى القدس وأهمية الوصاية الهاشمية.
* 14:
شدّد الوزراء على مركزية دور الأمم المتحدة ووكالاتها، خصوصًا منظمة أونروا، التى تقدم دعمًا لا غنى عنه للسكان المدنيين فى غزة والمنطقة بشكل عام.
* 15:
رحّب الوزراء بإعادة دمج سوريا بشكل كامل فى الاتحاد من أجل المتوسط. وشدّدوا على دعم الحكومة السورية وجهودها لإعادة بناء سوريا على أسس تضمن أمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها، وسلامة وحقوق جميع مواطنيها، وبما يهيئ الظروف لعودة اللاجئين السوريين طوعًا وبشكل مستدام. وأكّدوا ضرورة مواصلة دعم اللاجئين والدول المضيفة لهم.
* 16:
عبر الوزراء عن دعمهم خريطة الطريق التى أعلنتها كل من الأردن وسوريا والولايات المتحدة، ودعوا إلى التنفيذ الكامل للخريطة لإنهاء الأزمة فى السويداء وتحقيق الاستقرار فى جنوب سوريا.
* 17:
أعرب الوزراء عن دعمهم أمن واستقرار وسيادة لبنان، وللحكومة اللبنانية فى جهودها لضمان إعادة تمكين جميع مؤسسات الدولة، وحصر السلاح تحت سيطرة الدولة، ودعوا إلى الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار الموقعة فى تشرين الثانى 2024.
* 18:
جدّد الوزراء التزامهم بمواصلة العمل المشترك من أجل مستقبل يسوده السلام والتعاون والاستقرار.
* إعادة الربط.. أم إعادة استعمار.. أم جيوسياسية الجيولوجيا؟
عمليًا وجيوسياسيًا، تشير عبارة «إعادة ربط البحر الأبيض المتوسط: العودة إلى الجوهر والمضى قدمًا بالطموح» إلى عنوان رؤية استراتيجية جديدة للاتحاد من أجل المتوسط. وقد تم اعتماده لتوجيه عمل المنظمة فى قضايا مثل الحوار السياسى والتعاون القطاعى والإصلاح فى منطقة البحر الأبيض المتوسط.
.. ووفق أحداث المنطقة ومستقبل القضية الفلسطينية ومآلات قطاع غزة وجنوب لبنان والخرائط القادمة من الجغرافية السورية وعلاقتها مع دول الجوار، فإن الرؤية الاستراتيجية: هذه الرؤية هى اسم الخطة الاستراتيجية الجديدة للاتحاد من أجل المتوسط، والتى ناقشها كبار المسئولين فى يوليو 2025.
الغرض: تهدف الرؤية إلى إعادة تركيز جهود الاتحاد من أجل المتوسط على هدفه الأساسى مع تحديد أهداف طموحة لمستقبل المنطقة.
النطاق: يشمل جوانب مختلفة من عمل المنظمة، بما فى ذلك تعزيز عملية السلام فى الشرق الأوسط، وتقييم أنشطة التعاون القطاعى، وقيادة عملية الإصلاح.
المشاركة فى اجتماع كبار المسئولين فى الاتحاد.
* تشدد إيران بشأن مستقبل سلاح حزب الله وفرنسا تحذر وغارات على الجنوب
ليس من المعتاد أن يتم تبادل الصراع عبر جبهات الإسناد والمقاومة، التى كانت دارت حوّل، دعوة الفصائل والمقاومة الفلسطينية، سواءً فى قطاع غزة أو جنوب لبنان أو تحركات وضربات الحوثيين من اليمن والحشد الشعبى من العراق.
.. مرحليًا، كان جيش الاحتلال الإسرائيلى، يخترع مناسبة مرور سنة كاملة على «اتفاق وقف النار» طبقًا للقرار 1701، أو وقف الاعتداءات والعمليات العدائية، إلى فرصة لتصعيد عدوانه على جنوب لبنان، عبر سلسلة غارات متزامنة على بلدات المحمودية ونبع الطاسة والدمشقية، فى مؤشر إلى عودة مستوى الاستهداف الجوى إلى ما قبل الأسبوع الماضى.
وفى موازاة الغارات، نفذت قوة إسرائيلية عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه مزارعين فى أطراف منطقة الوزانى، دون تسجيل إصابات. ويأتى هذا الاستهداف امتدادًا لسلوك متكرر خلال الأسابيع الماضية، حيث عمدت القوات الإسرائيلية مرارًا إلى إطلاق النار التحذيرى باتجاه الأراضى الزراعية المحاذية للشريط الحدودى.
ويرتقب أن يعقد اجتماع للجنة الإشراف على وقف النار «الميكانيزم» بعد زيارة البابا، فيما بات فى حكم المؤكد أن الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس ستحضر إلى لبنان الأسبوع المقبل للمشاركة فى الاجتماع.
ويشار فى هذا السياق إلى أن الجيش اللبنانى نظم جولة للمراسلين والصحفيين فى جنوب الليطانى، يرجح أن يكشف خلالها ما قام به ضمن تنفيذ خطة حصرية السلاح فى هذه المنطقة.
كما يجرى قائد الجيش العماد رودولف هيكل محادثات فى العاصمة الفرنسية، وسط معلومات عن احتمال انتقاله من هناك إلى الولايات المتحدة، ربطًا بمساعٍ تقوم بها جهات عسكرية وأمنية أمريكية تعتبر أنه «من الخطأ وقف التواصل مع الجيش اللبنانى».
وحذَّرت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة فى لبنان جانين بلاسخارت، من أن حالة عدم اليقين فى الجنوب لا تزال قائمة، رغم الوجود المعزّز للقوات المسلحة اللبنانية والقرارات المهمة التى اتّخذتها الحكومة، وهما عنصران شكّلا الحجرَ الأساسَ لمسار نحو وضع طبيعى».
وقالت: إن الوقت قد حان لانتهاز الفرصة المتاحة، كما أن الحوار والمفاوضات وحدهما لن يحلّا كل شىء، لكنهما سيساعدان فى إرساء تفاهم متبادل حول الالتزامات العالقة، والأهم من ذلك، سيمهّدان الطريق للأمن والاستقرار اللذين يسعى إليهما الطرفان».
ونقلت مصادر دبلوماسية بعض ما جاء فى المحادثات التى أجريت فى باريس، الأربعاء الماضى، بين وزيرى خارجية فرنسا جان نويل بارو ونظيره الإيرانى عباس عراقجى.
وكشفت المصادر أن الوزير الإيرانى كان متشددًا جدًا عندما أثار معه الوزير الفرنسى موضوع تسليم سلاح «حزب الله» إلى الجيش اللبنانى، إذ قال عراقجى للوزير الفرنسى، كيف يمكن لـ«حزب الله» أن يسلّم سلاحه وهو سلاح ضرورى للدفاع عنه ضد الإسرائيليين، مضيفًا أن نزع سلاح «حزب الله» قد يؤدى إلى حرب اهلية وتدمير الطائفة الشيعية فى لبنان.
وردّ الوزير الفرنسى قائلًا، إن على «حزب الله» أن يغيّر موقفه إذا أراد ألا يخسر كل شىء، وعلى الحزب أن يغيّر سياسته ويتخلى عن السلاح ويبدله بضمانات سياسية واقتصادية ومالية لحماية الشيعة فى لبنان.
وقالت المصادر إن على السلطات اللبنانية أن تتحرك وألا يتزايد خطر التصعيد الإسرائيلى، على أن يقوم الجيش بالمزيد من العمل لتجريد «حزب الله» من السلاح فى الجنوب وأماكن أخرى لأن لبنان، وبالتالى قطاع غزة وسوريا والمنطقة، معرضة تمامًا لخطر كبير، أمنيًا وسياسيًا، ما ينقل حلول الصراع فى المنطقة، وكل الشرق الأوسط، إلى ترهات الصناديق الحرجة أوروبيًا وأمريكيًا.
نتاج معركة طوفان الأقصى، معركة أخرى تريد أوروبا السياسية والاقتصادية، اللعب مع الولايات المتحدة الأمريكية، بعيدًا عن أى نتائج إنسانية، بدلالة أن الإدارة الأمريكية توزع الوقت للدورة التى يقرها الدستور الأمريكى للرئيس، دون تقدم فى أى نتائج لوقف اى حرب.
لمن، فى قادم مفكرة العام المقبل سيتم طرح الأسئلة الكبرى.
عربيًا ودوليًا، ما زالت مصر والأردن فى قمة التنسيق السياسى والدبلوماسى الذكى، استنادًا لمرجعيات جيوسياسية المنطقة والعالم والأبعاد الحضارية.
* طائرة «جبار».. مصر السلام والمستقبل تكشف عن سلاحها الجديد
ليس سرًا، بل هو فى مخاضة ما يحدث، وضمن ايما مصر قوتها وجيشها ودورها كدولة وسيطة شهدت أرضها فى شرم الشيخ اتفاقية إيقاف الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل،.. وفى المعطيات، بحسب ما ذكر موقع «روسيا اليوم» أن مصر كشفت خلال معرض «إيديكس» للصناعات الدفاعية الذى تنظمه وزارة الدفاع عن طائرة مسيّرة انتحارية جديدة تحمل اسم «جبار 150».
وبحسب الشركة المصنعة— إحدى الشركات الخاصة المشاركة فى المعرض— فإن الطائرة تتمتع بقدرات هجومية عالية، إذ يمكنها:
- الطيران لمسافة تصل إلى 1500 كيلومتر،
- بسرعة تبلغ 200 كيلومتر فى الساعة،
- والتحليق لمدة تصل إلى 10 ساعات متواصلة،
- مع قدرة على حمل ما بين 40 و50 كيلوجرامًا من الذخائر.
وتعتمد «جبار 150» فى توجيهها على نظام GPS ونظام الملاحة بالقصور الذاتى (INS)، الذى يتيح لها استخدام مستشعرات حرارية لتحديد الهدف فى حال تعرضها للتشويش الإلكترونى على إشارات تحديد المواقع.
وتشكل «جبار 150» النموذج الأول فى سلسلة جديدة من الطائرات المسيرة الانتحارية، تشمل إصدارات قادمة مثل «جبار 200» و«جبار 250».
أشارت وسائل إعلام إيرانية إلى وجود تشابه ملحوظ بين «جبار 150» والطائرة المسيرة الإيرانية «شاهد-136»، المعروفة باستخدامها الواسع فى النزاعات الإقليمية.
وفى هذا السياق، قالت ليز كريغ، الصحفية المتخصصة فى الشئون الدفاعية، إن التصميم المصرى يبدو مستوحىً من «شاهد-136»، التى تُعدّ واحدة من أنجح الطائرات الانتحارية فى السنوات الأخيرة.
وأضافت أن فعالية الطائرة الإيرانية تنبع من هيكلها الصغير، ومقطعها الرادارى المحدود، وقدرتها على شن هجمات جماعية، ما يجعلها «أداة فعالة لتقويض أنظمة الدفاع الجوى لدى الخصوم».
وأوضحت كريغ «ليست الدولة الأولى التى تصمّم طائرة انتحارية مستوحاة من شاهد-136، ولن تكون الأخيرة»، مشيرة إلى أن «العديد من الدول تسعى اليوم لتقليد هذا النموذج الذى أحدث تحولًا جذريًّا فى مفاهيم القتال الجوى الحديث».
.. هذا المنجز العسكرى الأمنى، هو خيار مصر لحفظ القوة العسكرية والأمنية لكل دلالات الأمن القومى الوطنى والأمن القومى المدنى، واستقرار مصر، حضاريًا وثقافيًا واقتصاديًا.
.. دور مصر القيادى، بوجود وتوافق وانبثاق رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى، حالة استثنائية فى وقائع تدور رحاها فى المنطقة والشرق الأوسط.
مصر تمنح قوتها وصوتها ووساطاتها ومبادراتها لكل سبل تحرير الأرض العربية وحمايتها وطنيًا وتحريرها حضاريًا وهذا، «هنا الآن » سر الدور المصرى وفق الوعى والقوة الناعمة، لكنها القادرة على حماية الجوار ويقظة الوعى وثقافة التحول والتنمية.
تحيا مصر..