عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Sep-2020

ما يحدث في لبنان.. أبعد وأعمق من مُجرد تشكيل حكومة*محمد خروب

 الراي

اندلع الجدل وتعدّدت السجالات في لبنان بعد اعتذار مصطفى أديب (الشخصية المغمورة التي جيء بها لترؤوس «حكومة إنقاذ» في بلد وصلَ حافة الهاوية, اقتصادياً ومعيشياً وخصوصاً مالياً ونقدياً), ولأن لبنان منذ «اختراعه» قبل مائة عام على يد جنرال الاستعمار الفرنسي غورو، كان «نسيج وحدة» في المنطقة, التي لم تعد تسمى المنطقة العربية, بعد استبدالها بمصطلح استعماري هو (الشرق الأوسط وشمال افريقيا), كون لبنان يعتمد المُحاصصة الطائفية والمذهبية لتوزيع المناصب والغنائم والكيفية التي تُدار بها بلاد الأرز، فان السنة التي بدأت في ا?سابع عشر من تشرين الأول الماضي, شهدت اندلاع احتجاجات شعبية عارمة كادت تُؤسس لمشهد لبناني أَمِل كثيرون ان يأخذ لبنان الى نظام سياسي او عقد اجتماعي جديد، لكن امراء الحرب وزعماء الطوائف من السياسيين كما رجال الدين, احبطوا هذه الانتفاضة الشعبية واخذوها الى «مَطارح» ومُربعات ارادوها تكريساً لهيمنتهم ورغبة محمومة منهم لعدم إحداث تغيير على صيغة قديمة تآكلت ولم تعد صالحة للإستمرار, تحت طائلة زوال الكيان وتمزيق نسيجه الإجتماعي (المُمزّق والمتصدّع), خاصة في ظل دعوات لم تنته لــ"فدرَلتِه» أو تقسيمه, كما تدعو قوى انعز?لية معروفة يتقدمها سمير جعجع وآل الجميل ومَرجعيات دينية نافذة.
 
فشل مصطفى أديب أَوقفَ عملية مُتدحرِجة كانت ستفضي حتما إلى حرب أهلية مُختلفة, أكثر خطورة وتدميراً من الحرب الاهلية الاولى (1975-1990)، نظراً لاختلاف موازين القوى الداخلية وخروج أطراف كانت فاعلة ومؤثرة في الأولى ودخول اخرى (إضافة الى بعض القديمة), ناهيك ما طرأ على موازين القوى الإقليمية والدولية خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وبروز اسرائيل قوة اقليمية عظمى يجري التقرّب لها والتطبيع معها عربياً وافريقياً بضغوط وسمسرة أميركية.
 
وصف مصادر مقربة من قصر الاليزيه الفرنسي بان اعتذار أديب يعني ان الاحزاب السياسية اللبنانية ارتكبت «خيانة جماعية» يعني ضمن امور أخرى أن ماكرون ماضٍ في لعبته اللبنانية التي تتجاوز بلاد الارز الى ساحات وصراعات اخرى.
 
سعد الحريري الذي بدا وكأنه يدير اللعبة الفرنسية (المُغطّاة أميركياً) كان يستهدِف «ضرب» الاغلبية البرلمانية التي جاءت بها انتخابات 2018 ومكّنت تحالف رئيس الجمهورية (التيار الوطني الحر) وحزب الله وحركة امل واللقاء التشاوري (السُّنة الرافضون يمنة الحريري) وتيار المردة وحزب الطاشناق، عبر الاتيان بحكومة دمى يترأسها اديب, وإّلا لن تنال ثقة مجلس النواب فانها ستتحول الى حكومة «تصريف اعمال» لن يحول المجلس دونها وقرارات (انتقامية) تتّخذها, عندها يبدأ «الانقلاب» الذي خطّطت له واشنطن وباريس وبعض العواصم العربية سواء ل?وسيع مهمة اليونيفيل لتشمل الحدود اللبنانية/السورية ام افتعال صدامات مسلحة تستدرِج حزب الله ما يمنح اسرائيل فرصة لتصفية حسابها «المفتوح» مع الحزب، ما يمهّد لمشهد اقليمي جديد تكون فيه اسرائيل مقررة مستقبل المنطقة..انظمتها والشعوب.
 
كل ذلك أُفشِل او تأجّل ويبقى «الإنتظار» حتى 3/11 (الاستحقاق الرئاسي الاميركي) هو ما يحكُم المنطقة, الا اذا حدث ما يَحول دون ذلك.