عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Oct-2019

رقابة الذات... حصانة للنفس !!! - م. هاشم نايل المجالي

 

الدستور - لكي لا ينزلق الانسان في مهاوي الشيطان ولا يقع في حبائل مصائده، وحتى يتجنب الانحراف والخروج عن القيم والمبادئ الاخلاقية التي نشأنا عليها ودرسناها وتعلمناها منذ نعومة اظافرنا، علينا دائماً ان نستحضر في قلوبنا ومشاعرنا وضميرنا الرقابة الالهية والاتزان العقلاني والتفكر والسلوك الذي يثبت مدى اتزاننا في التعامل مع كل ازماتنا وتعاملاتنا .
ولنفتح سجل اعمال لاقوالنا وافعالنا ندون فيه كل ذلك، ليكون لدينا ملكة محاسبة النفس والاحتراس من كل ما يؤدي الى الصدام وعدم الاتزان، قال تعالى ) يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيداً ) ال عمران .
فهناك من الناس مسؤولين وشخصيات مختلفة تستصغر الامور التي تمس حياة ومعيشة وعمل الانسان وتستخف به، ويبتهجون عندما يتم قمعهم بشكل او بآخر دفاعاً عن مصالحهم او مصالح غيرهم مبتهجين بذلك فان الابتهاج حينها يكون اكبر واعظم من ركوبه .
وهذا السلوك يثبت عدم خوف ذلك المسؤول من الله عز وجل جلت قدرته بل يزيد من معصيته، والشرارة الصغيرة التي يستهان بها تحرق منزلاً او مصنعاً او غابة، وترك ارتكاب ذلك الذنب أيسر من طلب التوبة لما سيلحق بهم من الم او اذى .
فيجب على كل قادر او مسؤول ان تكون في نفسه محكمة مخلصة ساهرة ومتيقظة في النفس حتى لا ينحرف عن الطريق، فليراقب نفسه وسلوكه حتى يرزق باليقظة ويستدرك حاله حتى لا يقع في الزلل ويتجنب كثير من العلل .
فالنفس اللوامة هي النفس العائدة للانسان المؤمن التي تلومه في الدنيا على افعاله وسلوكياته المشينة، وهذه النفس ايضاً تلومه اذا قصر في اداء واجبه واداء عمل الخير والعطاء .
ونحن دائماً نسأل الله ان يرزقنا العين الباصرة التي تسلك بنا طريق العطاء بكل صدق وانتماء فعلاً لا قولاً، وان يكون ذلك في القلب كالنور فان تقصير اداء في اي حكومة في تحقيق واجباتها وما التزمت به ازاء شعبها من تنمية وتطوير ونهضة يستوجب محاسبة النفس والضمير عن كل محطة من محطات مسيرتها، وتعترف بما اقترفته من ذنوب وتقصير بحق شعبها، فعدم قدرتها على محاربة الخلل والفساد اياً كان نوعه وحجمة يعني الفشل في مقاومة الخطأ، وهناك حساب يوماً ما على ذلك من ذات النفس وعقاب عند الخالق سبحانه وتعالى .