عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Aug-2020

كيف تبدو الإمارات ذخراً ومسرحاً استراتيجياً للتشكيلة الإسرائيلية؟ - بقلم: اليكس فيشمان

 

نشر معهد كرنجي الواشنطني في السنة الأخيرة بأن ثمة تجارة بحجم أكثر من مليار دولار في السنة بين إسرائيل ودول الخليج. ويعبر قسم لا بأس به من هذا الاتفاق عن صفقات في المجال الأمني بين إسرائيل والإمارات. أما الاتفاق المتحقق الذي يعلن عن علاقات سرية شهدت ارتفاعات وهبوطات منذ اتفاقات أوسلو، فلن يغير حجم العلاقة التجارية – الأمنية القائمة على أي حال.
 
تكمن المصلحة الاستراتيجية المشتركة الواضحة بين الدولتين عميقاً في التعاون ضد إيران وحزب الله ومنظمات الجهاد العالمي مثل “داعش”. والمستفيد المباشر من هذه المصلحة، على مدى عقدين على الأقل، هي الصناعة العسكرية وشركات إسرائيلية تعمل في مجال الزراعة المتطورة. غير أن أفقاً جديداً تطور في السنتين الأخيرتين يسمح لإسرائيل بتعميق قاعدتها الاقتصادية – العسكرية في دول الخليج. فأبوظبي مثلاً تسعى للانتقال من وضع مَن يشتري السلاح إلى منتج له. ومنذ سنتين وهي تحاول رفع مستوى السلاح من الجيل القديم. ولهذا، فإن للصناعات الإسرائيلية، التي نشر عن دورها في رفع مستوى طائرات اف 16 في اتحاد الإمارات، مجال عمل واسعاً.
 
إن المنشورات التي تدل على علاقات عسكرية تجارية بين الدولتين تتحدث حالياً عن مبيعات ومبيعات محتملة في مجالات، مثل منظومات الدفاع ضد الصواريخ، والسلاح الموجه الدقيق، وبناء منظومة شاملة لحماية الحدود، وبناء طائرات بدون طيار، ومنظومات تكنولوجية لحماية الوطن – بما في ذلك العثور على الجهات المعادية داخل الدولة. لقد ساهمت إسرائيل، حسب هذه المنشورات، بالعلم وبالمنظومات في مجال السايبر والقتال الإلكتروني أيضاً. إن هذه القائمة المحترمة دليل على أن جهاز الأمن، الذي يقر تصديراً عسكرياً سرياً لدول الخليج ولا سيما لاتحاد الإمارات، يتعاطى معها كدول لا تشكل تهديداً على إسرائيل.
 
  سيعظم الاتفاق مع الإمارات عناصر استراتيجية تتعلق بمواجهة إسرائيل للتهديد الإيراني. فقد جلست إيران في ساحة إسرائيل الخلفية –لبنان وسوريا وغزة – وجعلتها قاعدة تهديد دائمة. وإن وجوداً إسرائيلياً رسمياً على أرض الإمارات، قرب الحدود الإيرانية، سيخلق تهديداً إسرائيلياً مشابهاً على إيران، هذا إضافة إلى ادعاء إيران بأن إسرائيل تستغل أراضي أذربيجان لقض مضاجعها قرب الحدود. كي تكون هذه الساحة الخلفية ناجعة، مطلوب تعاون استخباري بين إسرائيل والإمارات. إن فتح باب الإمارات الرئيس أمام إسرائيل يجعل إيران أكثر انكشافاً بكثير أمام العيون والآذان الإسرائيلية. ويمكن لألعاب كهذه في الساحة الخلفية أن تضعف المحور الشيعي المهدد.
 
لقد وسعت الإمارات في السنوات الأخيرة تدخلها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك بناء بنى تحتية مادية مثل قواعد عسكرية وموانئ في دول مختلفة في المنطقة. من ناحية إسرائيل، فإن حليفاً كهذا، لديه فروع في أماكن الاحتكاك الأهم، هو ذخر استراتيجي من الدرجة الأولى. فضلاً عن ذلك، عمقت الإمارات فاعليتها الدبلوماسية في السلطة الفلسطينية. فهي لا تطيق أبو مازن، وتمقت حماس وتدعم كل تيار براغماتي في السلطة يحاول التقدم نحو المصالحة. هذا أحد الأسباب التي جعلت محمد دحلان يحظى هناك بمعاملة مفضلة.
 
حتى لو كان الرد الفلسطيني الأول إحراق صور بن زايد، ففي مسيرة أطول يمكن لدور للإمارات –بمساعدة منظوماته المالية الهائلة– أن يلطف مستوى اللهيب. إن اتفاقاً علنياً مع الإمارات سيشكل حجر دومينو يشجع دولاً خليجية أخرى على الانضمام إلى اتفاق علني مع إسرائيل، ما من شأنه أن يؤثر في المدى المتوسط والبعيد أيضاً على التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين. التالية في الدول كفيلة بأن تكون البحرين، وبعدها السودان وربما السعودية أيضاً.
 
 يديعوت