عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Jan-2020

آبار عمان* رمزي الغزوي
 الدستور
 
 
لا أريد أن أتحسر على بنيتنا التحتية الهشة، فقد صرنا نتوقع حتى ولو أمطرت السماء متراً مكعبا واحدا، أن تغرق كثير من طرقاتنا وتتلعثم حركة السير وتتلبك وترتبك، وتتشقق شوارعنا. وأن تنفجر مناهل المياه، وتتطاير أغطيتها.
لكن ما يوجعني أكثر أن تذهب هدراً كل هذا الأمطار المباركة، التي نحتاج إلى كل لتر منها، فنحن مهددون بالعطش وعلى حافته، فيا ترى كم ستجمع السدود منها مع نهاية الموسم؟!، هل ستجمع واحدا بالمئة من مجموع كميات الهطول؟!، بل أقل بكثير من ذلك، وما يزيد تحسرنا وتوجعنا، أننا لم نركز على هذا الموضوع، فظلت كثير من مشاريع السدود المقترحة حبراً على ورق، ترحلها الحكومات المتعاقبة وتتلكأ في إنجازها.
المشكة الكبرى أن غالبية البيوت (خاصة في عمان) تربط مزاريب المياه بمجاري الصرف الصحي، فتسبب مشاكل مضاعفة. هذا ما يفسر انفجار المناهل وتطاير أغطيتها. وهنا سأسال لماذا لا يكون في كل بيت بئر تجمع هذه الأمطار، لماذا نتغاضى عن هذا المطلب الاستراتيجي؟. مع أن القانون يلزم كل عمارة أن يكون فيها بئر ماء كبيرة.
والسؤال الواخز لماذا ترتضي أمانة عمان والبلديات الأخرى بالغرامة المالية اليسيرة، إذا ما قورنت بكلفة الحفر، لدى أصحاب العمارات، الذين لا هم لهم سوى بيع شققهم بأسرع وقت؛ لغرس عمارات جديدة بلا آبار أيضاً. فهل هذا تواطؤ، أم قصر نظر؟.
ظهر أمس وتحت غزارة المطر الذي نحمد الله عليه، وقفت جوار عامل وافد في أمانة عمان، كان منهمكاً دون جودى بفتح (منهل) تصريف المياه؛ كي تغيض البحيرة الواسعة التي تشكلت في عرض الشارع. وسببت إرباكا مروريا.
وبعد أن تمنيت له العوافي قلت: (العليق) ما بنفع عند الغارة، يا صاحبي، فتبسم وكأنه لم يفهم المثل، فقلت: محاولتك لفتح المنهل عابثة، غير ذات فائدة الآن، تماماً كالذي يتذكر أو يفطن أن يطعم حصانه مع انطلاق المعركة، أيام كانت المعارك بالسيوف والأحصنة.
الأصل أن تطعم حصانك من قبل أن تخوض المعركة؟، فأين كنتم في الصيف يا عزيزي؟!. وهذا السؤال ليس لك، بل للمسؤول في كل البلديات أيضاً!