عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jan-2021

الدراما في مئوية الدولة*رمضان الرواشدة

 الراي

تلعب الثقافة بشكل عام والدراما السينمائية والتلفزيونية بشكل خاص، دورا كبيرا في تشكيل الفكر والوعي الوطني والتعبير عن الهوية الوطنية للدول، وهو ما دفع دولاً محيطة بنا إلى الاتكاء على أعمال درامية تاريخية للتعبير عن تأصيلهم القومي والفكري.
 
ونحن نحتفل هذا العام بالمئوية الأولى والعبور للمئوية الثانية للدولة الأردنية أحوج ما نكون إلى دعم وإنتاج أعمال درامية تعبّر عن قومية التأسيس للدولة وعن التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للأردن في المئة عام الأولى من عمر الدولة، وتعبّر أيضا عن الهوية الوطنية الجامعة التي تجمع الأردنيين كافة من شتى المنابت والأصول وتعمل على ترسيخ الوعي بأهمية الحفاظ عليها لدى جيل الشباب والناشئة.
 
قبل ستة أعوام تقدم المنتج الأردني عصام حجاوي ممثلا عن اتحاد المنتجين الأردنيين بمشروع فكرة لتأسيس مجلس أعلى للدراما الاردنية مشترك بين الاتحاد ووزارة الثقافة ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون ونقابة الفنانين. وقد اقتنعت وزيرة الثقافة يومها لانا مامكغ بالفكرة وتحمّست لها وتم عقد اجتماعات في وزارة الثقافة برئاستها وحضور نقيب الفنانين ساري الأسعد، والحجاوي ممثلا لاتحاد المنتجين وعضويتي وكنت وقتها مديرا عاما لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون. وقد جرى بعد عدة اجتماعات الاتفاق على صيغة لمشروع مجلس أعلى للدراما الأردنية يضمن كاف? المهتمين بالعمل الفني والثقافي والدرامي واقتراحنا وقتها طلب تخصيص مبلغ 5 ملايين دينار للمشروع. وقد قامت الوزيرة بمخاطبة الرئاسة للموافقة على المشروع وتخصيص الأموال اللازمة للبدء به. ولكن ما جرى هو أن الوزيرة تغيّرت بعد عدة أسابيع ومن جاء من بعدها طوى المشروع ولم نعد نسمع به إلى اليوم.
 
لقد استعانت تركيا منذ 15 عاما بالأعمال الدرامية لغزو الدول المحيطة فكريا وثقافية بما فيها الوطن العربي، ووصلت إلى حدود الباكستان.. وقامت بإنتاج أعمال درامية تمجّد الدولة العثمانية وتاريخ الأتراك ومن أهمها مسلسل ارطغرل الذي دُبلج إلى العربية ولغات عديدة وجرى بثه من قبل مئات الفضائيات. وكذلك فعل السوريون عندما انتجوا أعمالا درامية تمجّد سوريا والبيئة الشامية وغيرها ووصل الأمر أنهم انتجوا مسلسل (اخوة التراب) عن الثورة العربية الكبرى وصوّروا دور المثقفين والوطنيين السوريين باعتبارهم أهم دعائم الثورة فيما لم يج?ِ تصوير حقيقي لدور العشائر الأردنية في دعم الثورة وتبنيها ومن بعد تأسيس الأردن باعتباره أحد منتجات الثورة.
 
نحن في الأردن الأولى أن ننتج مثل هذا الأعمال التي تعطي الحقيقة عن الثورة العربية الكبرى، ودور العشائر الأردنية في تبنّيها والالتحاق في ركابها إلى أن تأسست الدولة ببعدها العروبي القومي.
 
مع دخول الأردن حقبة الاحتفال بالمئوية الأولى لتأسيس الدول نحن بحاجة كبيرة إلى احياء دور الدراما الأردنية في التعبير عن مكونات الهوية الأردنية ودور الأردن القومي وبخاصة الدور المشرف في معارك الشرف دفاعا عن فلسطين وتسويق هذه الأعمال الدرامية لتكون سفيرا ثقافية للأردن.
 
ولكن السؤال الآن هو من يعلق الجرس؟