عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Sep-2022

جمعية أردنية تهدف لرفع الوعي بالحقوق الرقمية عبر استشارات مجانية

 الغد-منى أبوحمور – تعد المشاكل التقنية من أكثر المشاكل التي تواجه الأفراد حالياً، ولا سيما في التحول الرقمي الذي حدث عند ظهور جائحة كورونا، إذ أصبحت الحاجة ملحة لإيجاد منصة مهنية وموثوقة تزيد من رفع الوعي الرقمي، وتمكن مستخدمي وسائل التكنولوجيا والإنترنت من استخدام آمن للجميع.

أخذت الجمعية الأردنية للمصدر المفتوح (جوسا) منذ تأسيسها في عام 2011 واستأنفت نشاطاتها 2019 وهي منظمة غير ربحية مسجلة ضمن اختصاص وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة الأردنية، على عاتقها رفع وعي المجتمع الأردني وتثقيفه بأهمية الاستخدام الآمن للتكنولوجيا والإنترنت، بحسب مدققة أمن المعلومات وخبيرة السلامة الرقمية في الجمعية الأردنية للمصدر المفتوح تمارا المناصير.
وتركز نشاطات الجمعية، بحسب المناصير النرويج لمبدأ المصدر المفتوح، وهو إتاحة المعلومات بطريقة غير احتكارية على الإنترنت، وأن يكون متاحا للناس ليقرأوه ويعدلوا عليه، ويكتشفوا الأخطاء بحيث تصبح البيانات والبرمجيات متاحة لجميع الناس دون الترويج لأي جهة دون أخرى.
وتتركز النشاطات في الجمعية بحسب المناصير على زيادة الوعي بالحقوق الرقمية والتكنولوجيا المعاصرة والذكاء الاصطناعي وغيره من الأمور التقنية، أهمها الخصوصية الرقمية للناس بشكل عام، واستهدفت بشكل خاص المدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين في مؤسسات المجتمع المدني والصحفيين.
وتوفر الجمعية من خلال الخط الساخن الاستشارات والدعم التقني المجاني والقانوني والنفسي للجميع، ولكنها تركز بشكل خاص للفئات التي طبيعة أعمالهم تجعلهم مهددين وأكثر عرضة للتهديد الرقمي واختراق الخصوصية والتعامل مع هذه الحالات بسرية تامة وموثقة وبتقنية الأدوات المفتوحة وعالية الحماية ونسبة اختراقها ضعيفة جدا، وفق المناصير.
وتقول المناصير، نركز على الفئات الملامسة للخطر وتعمل في أماكن حساسة وتكون أكثر عرضة للانتهاكات سواء ضدهم بشكل شخصي أو عملهم، وعند الحديث عن الحماية الرقمية فهو خط الدفاع الأول في الوقت الحالي، والسيف والدرع للعاملين.
واستهدفت الجمعية أيضا من خلال مشاريعها برنامج السلامه المهنية للصحفيين وفرت من خلالها الحماية الرقمية والوعي القانوني وكيف يمكن للتكنولوجيا والقانون ان يخدما الصحفيين ويساعداهم في زيادة مستوى الأمان لديهم وخلق بيئة رقمية آمنة لهم وللحالات التي يتناولونها في موادهم الصحفية، باعتبارهم معرضين للخطر الرقمي أكثر من أي فئة أخرى في المجتمع، وبالتالي نسعى إلى تثقيفهم وصقل مهاراتهم بالأمن الرقمي لحماية أنفسهم ومعلوماتهم على الشبكة، وتشمل جلساتنا التدريبية مجموعة متنوعة من المواضيع مثل التواصل الآمن والتخزين والنقل الآمن للمستندات وإخفاء الهوية على الإنترنت.
أهمية وجود مثل هذه المشاريع التي لا تنحاز لجهة معينة أو تحمل أجندة ما وفق المناصير، أمر في غاية الأهمية حيث تحرص الجمعية على تطبيق مشاريعها بشفافية وسرية تامة حتى لا يخلون بمبادئهم ويقدموا خدمات رقمية حيث تعتبر الجمعية السباقة في الأردن في تقديم الحماية الرقمية والخصوصية.
واستطاعت الجمعية ومن خلال الخط الساخن خلال الثلاثة أعوام الأخيرة الذي بدأ تفعيله بتاريخ 1/9/2020 تسجيل 364 حالة من ضمنهم 220 فقط خلال 2022 نساء وفتيات ومؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي صحفيين ومدافعين عن حقوق الانسان والمحامين وفق المناصير.
وتقدم الجمعية الأردنية للمصدر المفتوح ضمن برنامجها التدريبي ومشروع سلامات للسلامة الرقمية ورشة توعوية بالتعاون مع المنظمة الكندية SecDev، وذلك لزيادة الوعي الرقمي حول الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا والحفاظ على الخصوصية الرقمي.
وتسعى الجمعية بحسب المناصير تعزيز الوعي في المجتمع الأردني وتثقيف أهله بأهمية مبادئ المصدر المفتوح وقيمتها في رفعة المجتمع. وينبع عمل جوسا هذا من إيمانها بأن المعلومات غير الشخصية، مثل الرموز المصدرية والتصاميم وجميع أنواع البيانات والمحتوى، يجب أن تنشر علناً للانتفاع منها واستخدامها ونشرها وتطويرها.
وتقول المناصير، “تؤمن الجمعية بضرورة حماية البيانات الشخصية ضمن أطر قانونية وتقنية، وبأن تتوفر شبكة الإنترنت للجميع”، تعاونت مع الكثير من فئات المجتمع من جهات حكومية وطلاب ومعلمين وخبراء في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما كان لها دور كبير في إصلاح السياسات المعنية بتكنولوجيا المعلومات والاتصال في المملكة لتصبح أكثر عدلاً وحمايةً لخصوصية المستخدمين.
وترسِّخ الجمعية من خلال رسالتها من خلال أنشطتها ومبادراتها التي تركّز على تقنيات المصدر المفتوح والمعرفة الحرة والحكومة المفتوحة والحفاظ على حقوق الأردنيين على الساحة الرقمية، فضلاً عن تعاونها مع نخبة من المنظمات العالمية والمحلية وقيادتها أبحاثاً عديدة ومشاريع تنموية في الأردن والمنطقة.
اشتركت الجمعية مع مشروع “سلامات” في عقد أكثر من 17 جلسة تدريبية باسم: “الاستخدام الآمن للإنترنت والحفاظ على الخصوصية في التعليم عن بعد” في شهري يونيو ويوليو 2020.
واستهدفت هذه الجلسات الإلكترونية المعلمين الذي أجبِروا على استخدام التكنولوجيا للتعليم عن بُعد، وهذا خلال فترة الحظر التي فرضتها الحكومة بسبب جائحة كوفيد-19، ووصلها خلالها -حتى الآن- إلى ما يزيد على 160 معلما حول المملكة، ونسعى إلى مضاعفة هذا الرقم في المستقبل القريب وتمكين أكثر من 1000طالب من الدراسة بطريقة آمنة على الإنترنت.
وأقامت الجمعية الأردنية للمصدر المفتوح بالتعاون مع منصة “نَحْنُ” الإلكترونية سلسلة من الدورات التدريبية عن السلامة الرقمية للألواح الشخصية التي منحتها مؤسسة ولي العهد.
وجرت الدورات على ورشتين، وتكونت من سبع وعشرين دورة، أقيمت الورشة الأولى في تشرين الثاني من عام 2020 والثانية في عام 2021 ابتداءً من كانون الثاني وحتى شباط. وقد حضر 1169 طالبًا من أصولٍ مختلفة (سورية، أردنية، فلسطينية) وكان عددهم 414 في الدفعة الأولى وارتفع العدد ليصل 755 في الدفعة الثانية، وقد عُنيت الورشة التدريبية بجانبين: السلامة الرقمية والسلوكيات الأخلاقية.
وستتوسع الجميعة في المشاريع بفئات أخرى كالمحامين كونهم يعملون على قضايا حساسة وناشطي حقوق الإنسان والمجتمع المدني، حيث استطاعت الجمعية خلال آخر ثلاثة أشهر على تحسين الأمن المؤسسي لـ25 منظمة مجتمع مدني موزعة على كافة المحافظات من خلال تقييمات أمنية ورقمية وتقييم الأنظمة المتبعة في تلك المؤسسات للخروج بتقييم واضح وتأمين احتياجات هذا المجتمع، وتحسين البينة التحتية الرقمية لتلك المؤسسات.
وتعكف الجمعية في المراحل الأخيرة لتقديم سياسات رقمية يمكن تطبيقها داخل الشركات الناشئة لرفع مستوى الأمن الرقمي وتوصيله لكافة الموظفين.