عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Nov-2023

طوفان الأقصى هزيمة الصهاينة*إسماعيل الشريف

 الدستور

لم تهزم ما دمت تقاوم – جيفارا
مع الهدنة الأولى، يبرز السؤال من الذي انتصر في هذه الحرب، لنرَ:
كان لحماس ستة أهداف استراتيجية من عملية طوفان الأقصى: أخذ رهائن للتفاوض عليهم، إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة، تغيير الواقع الأليم الذي يعاني منه القطاع منذ سنوات، إثارة حرب إقليمية، إذلال الكيان الصهيوني، إفشال السلام المتوقع بين الصهاينة.
معظم أهداف حماس تحقق بالفعل، فالسلام بين الصهاينة قد تأجل، ووضعت القضية الفلسطينية على رأس الأحداث في العالم وما يصاحب ذلك من دعم غير مسبوق لها من شعوب العالم، فالإحصائيات تقول بأن أكثر من 95% من المظاهرات حول العالم تؤيد الفلسطينيين وأقل من 5% من المظاهرات تؤيد الصهاينة المحتلين، وأذلت الكيان الصهيوني وضربت صلب العقيدة الصهيونية، وورطت الكيان في حرب عصابات خاسرة، علمنا التاريخ بأن أعتى الجيوش يخسر في حروب العصابات كما في فيتنام وأفغانستان، فالولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر قالت ما يقوله الصهاينة أنهم سيقتلون جميع «الإرهابيين» ولكن بعد عشرين عامًا عادوا إلى ديارهم يجرون وراءهم الخيبات وطالبان تحكم أفغانستان. كما أدارت ملف الأسرى باحترافية عالية وسببت جراحا عميقة في المجتمع الصهيوني.
ولكن حماس حتى الهدنة لم تنجح في جر المنطقة إلى حرب إقليمية بسبب تدخل الولايات المتحدة ورفدها ببوارج وغواصات نووية مما ردع معظم المنظمات، وانفردت تقريبا بحماس وعزلتها عن النظام العربي، ولكن قد تشتعل الجبهة الشمالية إذا ما استمرت الحرب، كذلك الجبهة الشرقية في حال بدأت عمليات التهجير، بالإضافة إلى تصاعد عمليات اليمنيين في البحر الأحمر.
أما الكيان الصهيوني، فهدفه المعلن من الحرب هو القضاء على حماس، وبدا ترددهم في الخوض في الحرب البرية التي تورطوا فيها بعد ثلاثة أسابيع، ويقدر الخبراء بأن حماس قد فقدت حوالي 5% من قوتها العسكرية، على الرغم من المجازر الوحشية التي ارتكبها الصهاينة وقصفهم لدور العبادة والمدارس والمستشفيات بحجة البحث عن المقاومين، وظهر القادة الصهاينة مهزوزين ضعفاء متعطشين للدماء.
ولغاية الهدنة كبدت حماس الكيان الصهيوني خسائر جسيمة لذلك فاستسلام حماس غير مطروح بوجود هذه اللحمة الداخلية القوية.
وفي كل يوم يصبح الكيان الصهيوني مكروها عند شعوب العالم، وبدأ الدعم الدولي يخف أمام ضغوط الشعوب بل ويطالب بإيقاف الحرب، كما يواجه الكيان تحديات داخلية متمثلة بانقسام متزايد مؤهل للانفجار، وخارجية منها مشاكل الولايات المتحدة الداخلية وتشكل نظام عالمي جديد، مما سيقلل من دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني خاصة إذا وجدت أن الكيان الصهيوني لا يحقق أهدافها، كما لا تستطيع الولايات المتحدة دعم أكثر من حرب في آن واحد، فها هي تهمل أوكرانيا وتتركها تحت مخالب الدب الروسي. كما وفشل الكيان الصهيوني لغاية الآن في تهجير أهل غزة نحو مصر على الرغم من الإبادة الجماعية التي ارتكبها.
ولو افترضنا جدلا أن الكيان الصهيوني قد دمر قدرات حماس العسكرية، ستظهر منظمات مقاومة جديدة، ولو تم تهجير أهل غزة فلا توجد ضمانات بإيقاف الضربات الصاروخية والعمليات داخل الكيان الصهيوني.
ليس أمام الكيان الصهيوني إلا إعلان انتصار لن يشتريه أحد، ومبادلة الأسرى، ثم التفرغ لتأخير انهيار الكيان، فالكيان يواجه انقسامًا داخليًا عميقًا يتجه نحو حرب أهلية، ثم محاولة تحسين صورته المكشوفة لدى شعوب العالم، فحماس كسبت الحرب ووضعت مسمارا في نعش الحلم الصهيوني.