عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Apr-2020

الإعلام في مواجهة الكورونا - رمضان الرواشدة

 

الراي - في الازمات التي تمر بها بلاد العالم تظهر بشكل غير قابل للتأويل الجهود الوطنية التي تصب في المصلحة العامة للدولة كما تظهر بعض الظواهر الطُفيلية في المجتمع والتي تتغذى على الأزمات سعياً للشهرة أو كسب المال أو الظهور وغيرها من أمراض نفسية لقلة قليلة من المجتمع.

منذ الازمة التي ضربت العالم نتيجة لتفشي فيروس كورونا في الارض وقف الاعلام الدولي موقفا واضحا في مواجهة هذا المد المرضي الجديد وسخرت كبريات وسائل الاعلام العالمي كل جهودها للتوعية ومكافحة المرض واصبحت الوسائل الاعلامية ذات المصداقية العالية مرجعا للناس في هذه الفترة التي يعيش أكثر من 90 بالمئة من شعوب العالم في الحجر المنزلي.
في حالتنا الاردنية لم يختلف الوضع كثيرا بل اكاد اقول ان غالبية وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة بذلت جهدا كبيرا لتعريف الناس بمخاطر هذا المرض الذي جعل الكرة الارضية قرية صغيرة معزولة، وهو نمط اخر من انماط العولمة الدولية، ولكن هذه المرة على شكل فيروس معد.
وسائل الإعلام الأردنية وخاصة الصحف اليومية واصلت الصدور وتحولت إلى مواقع إلكترونية واستخدمت تقنية رسائل الواتساب لإرسال صفحاتها الكاملة الى جمهورها المعتاد على قراءة الجريدة وعمل الصحفيون وكتبوا التحقيقات والمتابعات.
إنها فرصة قوية للصحف اليومية والقنوات التلفزيونية لإدراك انها في زمن تحول الجميع فيه إلى وسائل التواصل الاجتماعي يمكنها استخدام التقنيات الحديثة في العمل.
يمكن القول أن هناك في مجتمعنا الأردني، بالذات، من بقي مخلصا لتراث قراءة الصحف الورقية مع فنجان القهوة الصباحي وتعود عليها. وهنا أشير إلى أن الصحف اليومية رغم انحسار توزيعها بنسبة 60 بالمائة وتراجع الاعلانات، بما فيها الوفيات، الى اكثر من 70 بالمائة الا ان المردود المالي ما زال مقبولا ولكن ليس كسنوات البحبحة والازدهار وتوزيع الارباح على المساهمين بنسبة وصلت في جريدة الرأي الى 100 بالمئة في عدة سنوات.
وسائل الاعلام الاردنية وقفت مع الدولة في مواجهة هذه المرض اللعين وكانت منسجمة مع خطاب الدولة الا في حالات بسيطة حدث فيها تجاوزات وهو بحاجة إلى معالجة اخرى مستقبلاً وأخذ العبر والدروس مما حدث في هذه المرحلة.
وفي هذه الأزمة يجب على الدولة دعم الصحف اليومية لمتابعة الصدور بعد انتهاء الأزمة ويمكن ان يكون لها نصيب من التسهيلات المالية التي اعلن عنها البنك الكرزي بقيمة 500 مليون لمساعدة الشركات المتوسطة.وفي حالة ثانية يمكن تسليفها قروضاً مالية على فترة طويلة لمساعدتها للخروج من ازمتها وخاصة صحيفتي الرأي والدستور.
على الدولة، في جميع الأحوال، وبعد ان نتجاوز الازمة، أن تعالج وضع الصحف اليومية وان تساهم في حل الاشكاليات التي تواجهها لانها صحف وطنية تحتاجها الدولة في كل زمان. وقد اثبتت الأحداث أنه لا غنى عنها وستبقى معبرة عن الدولة بكل أركانها لذا لا بد من حلول لمشاكلها تساعدها على الاستمرار.
awsnasam@yahoo.com