عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Aug-2019

«اليوم العالمي للعمل الإنساني»... دعوة لتكثيف الجهود والارتقاء بإنسانيتنا

 

عمان - الدستور - خالد سامح - في العام 2008 وفي الذكرى الخامسة لتفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد ومقتل 22  شخصا، قررت المنظمة الدولية تخصيص يوم للاحتفاء بالعمل الانساني والتذكير بأهميته في مد أواصر التعاون بين البشر والتخفيف من الآثار السيئة للكوارث المختلفة. وهذا العام يحتفل العالم بذلك اليوم تحت شعار «المرأة في العمل الانساني» وذلك بمثابة تحية خاصة للمرأة وما تقدمه لخدمة المعوزين أثناء الأزمات والكوارث والظروف الصعبة، ومخاطرتها بحياتها من أجل إنقاذ الآخرين.
«الدستور» تضيء على أهمية تلك المناسبة وذلك الاحتفال العالمي الذي يصادف اليوم، وتلتقي عددًا من الفعاليات المتخصصة.
الأمم المتحدة: النساء أول من يستجيب
وجاء في كلمة للأمم المتحدة عبر صفحتها الالكترونية الرسمية:
في هذا العام، ومع الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2019، نكرّم النساء العاملات في طواقم الإغاثة الإنسانية. واذ نركز على الأبطال المجهولين ممن عملوا منذ أمد طويل على خطوط المواجهة الخطرة في مجتمعاتهم، وأولئك الذين يعملون في بعضٍ من أصعب المناخات والتضاريس، نستذكر عطاء النساء ممن عالجن جرحى الحرب في أفغانستان وساهمن في تخفيف معاناة انعدام الأمن الغذائي في منطقة الساحل وساعدن من فقدوا منازلهم وسبل عيشهم في أماكن كثيرة حول العالم، كجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وسوريا واليمن وغيرها.
وتشكل النساء عددًا كبيرًا من أولئك الذين يعملون في مجال الإغاثة ويخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين. وغالبا ما تكون النساء أول من يستجيب للمساعدة، وآخر من يغادر الميدان. واليوم، هناك حاجة إلى النساء في المجال الإنساني أكثر من أي وقت مضى - لتعزيز الاستجابة الإنسانية العالمية لجميع الفئات، ويجب على قادة العالم والجهات الفاعلة أن تضمن لهن - ولجميع العاملين في المجال الإنساني - الحماية المكفولة بموجب القانون الدولي.
خبرات أردنية 
الهلال الأحمر الأردني مؤسسة وطنية تتبع لمنظمة الهلال والصليب الأحمر العالميتين، وهي أقدم مؤسسة في الأردن متخصصة بالعمل الانساني،وبتلك المناسبة تحدث لـ»الدستور» محمد الطريفي مدير العلاقات العامة والإعلام بالمؤسسة حيث قال :
الهلال الأحمر الأردني خبر العمل الانساني منذ نشأته عام 1947؛ اذ عمل على تقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين، وقد توالت بعدها الأزمات فكان لنا تجربة عام 1967 ثم أزمة حرب الخليج عام 1990، حيث أقمنا المخيمات وقدمنا الماء والغذاء لهم، وفي العام 2003 أقمنا مخيما في منطقة الرويشد وكنا نعنى بتقديم المساعدات للهاربين من الحرب، وفي العام 2001 نشطنا في تقديم المساعدات للأخوة السوريين اللاجئين في الأردن».
وتابع «قصدت من خلال كلامي السابق القاء الضوء على خبرتنا بالعمل الانساني حيث استطعنا أن نبني كوادر قادرة من المتطوعين، وخبراتنا متقدمة جدا، وبنينا جسورا مع شركاء ومؤسسات انسانية أخرى عربيا وعالميا، ونسعى للاعتماد على الكوادر المحلية ومأسسة العمل الانساني.
وأشاد الطريفي بدور المرأة الأردنية وتفانيها بالعمل التطوعي ،وأضاف «فيما يتعلق بدور النساء فإنني أشيد بدور المتطوعات الكبير وعددهن يفوق عدد الشباب، ونحن نحتاج لجهودهن وخبراتهن».
لقاء الانسان مع الانسان
أستاذ علم الاجتماع الدكتور سري ناصر تحدث عن أهمية العمل الانساني في بناء المجتمعات، فقال :
العمل الانساني التطوعي وقت الكوارث والأزمات والظروف الصعبة هو بمثابة لقاء عميق بين الانسان وأخيه الانسان، وهو الى حد كبير مرتبط بالمسؤولية والضمير الاجتماعيين، وهو يكشف عن مدى تكاتف أبناء المجتمع وتعاونهم في مواجهة كل مايهدد حياة أبناء مجتمعهم ووطنهم.
وأشار د. ناصر الى وجود الرغبة بعمل الخير والمساعدة بمجتمعنا، لكنه أكد أن العمل التطوعي الانساني لم يترسخ بعد كثقافة لدينا، وتابع « لازلنا نسير وفق نظام «الفزعات» المعروفة في القرى والبوادي، وقد حاولنا في الجامعة الأردنية أن نؤسس لأنشطة ذات صلة بالعمل الانساني، فوجدنا أن الرغبة بالتطوع ضعيفة للأسف وأن الدافعية متراجعة أو ليست بالمستوى المطلوب.
العمل دون استعراض
الفنان الفوتوغرافي والناشط الاجتماعي عبد الرحيم العرجان قال بتلك المناسبة: في الحقيقة كان لي الفخر الكبير أن أكون منخرطا في ذلك المجال وقد وشاركت بالعديد من المناسبات المحلية والعربية وأنا أدعو عنصر الشباب للمشاركة بالعمل الانساني وتحديدا المتخصص منه لصقل المهارة واكتساب خبرات والتعرف على ثقافات وأساليب عمل مختلفة ومساعدة الآخرين،ولا شك أن للمرأة دورا كبيرا بهذا النشاط الانساني ابتداءً من العائلة ثم المجتمع والدور السياسي وهناك كثير من السيدات في الأردن يشار اليهن بالبنان في الوطن والخارج وقد برزن في ذلك المضمار، ومنهن هيفاء البشير وخولة نزال وغيرهما الكثيرات.
وزاد عرجان «وبهذا اليوم أدعو مؤسسات المجتمع المدني أن تكرم بصورة حقيقية كل من ساهم باقتدار وتفان بعيدا عن «الأنا» لتحفيز الفئات الأخرى على العمل، ولكن للأسف ظهرت هناك فئة تسترزق من العمل الانساني المجتمعي تحت مسميات وعناوين مبادرات مختلفة تقوم بأعمال اسمية صورية ومخصصاتها تذهب تحت باب «الأجور والأتعاب والسفريات» ولا جانب انتاجيا فيها أو فائدة سوى الاستعراض عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.»