عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Dec-2018

«فزاعة ترامب»*رشيد حسن

 الدستور-لا يمر اسبوع الا ويعلن القرصان «ترامب» ومن لف لفه من صهاينة الادارة الاميركية،خبرا ما عن «صفعة العصر» وكلها تدور حول التأجيل، بدون ان يذكروا سببا واحدا لهذه التأجيلات المتكررة، اضافة الى ما تحتويه هذه الاخبار من تهديدات مبطنة لكل من يرفض «الصفعة»..

لقد أصبحت هذه» الصفعة-اللعنة» بحق «فزاعة» تحاول بها ادارة القرصان ارهاب الاخرين، وجرهم الى مربع القبول، او بالاحرى الى مربع الاستسلام، ورفع الراية البيضاء،، والويل كل الويل، لمن يرفض هذه «الصفعة» التي هي صنيع وصناعة المتصهينين الاميركان وعلى رأسهم «ترامب»، وهي أيضا في صلب استراتجيه واشنطن،القائمة على تبني الرواية الصهيونية، والاعتراف بان فلسطين من البحر الى النهر «هي ارض اسرائيل» والشعب الفلسطيني مجرد وافدين غرباء.
لا داعي للتذكيرباعلان «ترامب» عن نيته بطرح هذه «الصفعة».. وامتناعه عن ذكر تفاصيلها.. والاكتفاء بالقول»بان كل التفاصيل ستعلن في الوقت المناسب»..!!
ولكن.. ما جرى بعد ذلك 
كشف الطابق» كما يقولون في المثل الشعبي العربي..
فاعلن «ترامب»..
اولا: ان القدس العربية الفلسطينية المحتلة، هي عاصمة «دولة» اسرائيل، وقام بنقل السفارة الاميركية من تل الربيع «تل ابيب»، الى القدس المحتلة، في خطوة عدوانية سافرة، تشكل انتهاكا لكافة القوانين والاعراف الدولية، وخاصة معاهدة جنيف الرابعة وميثاق الامم المتحدة..  الذي يعترف بان القدس الشرقية التي احتلت في عدوان حزيران 67، هي ارض فلسطينية محتلة..
ثانيا: قامت ادارة القرصان»ترامب» وفي خطوة ثانية اعتبرت مكملة للاولى وتصب في تنفيذ عناصر «الصفعة» بعد تجزئتها دون اعلان، بقطع المساعدات الاميركية عن «الاونروا» تمهيدا لشطب حق اللاجئين بالعودة، بموجب القرار الاممي رقم 194، علما ان اميركا تساهم في تمويل هذه المنظمة الدولية ب»360»مليون دولار سنويا، وقد انشئت «الاونروا» بموجب قرار للامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الذي اجبروا على ترك منازلهم ومدنهم وقراهم تحت طائلة التهديد بالموت، من قبل العصابات الصهيونية، التي اقترفت اكثر من «50» مذبحة ومجزرة لا مثيل لها في التاريخ...كما يقول المؤرخ الفلسطيني سلمان ابو ستة.
ثالثا: اما العنصر الثالث في هذه «اللعنة» فهو اعتراف «ترامب» وعلى لسان سفيره في الكيان الصهيوني، ابن مستوطنة «ارئيل»، بان الاستيطان شرعي لانه حسب تعابير السفير فريدمان الصهيوني..» تقوم اسرائيل بالبناء في اراضيها.. فالضفة الغربية هي يهودا والسامرة»...!!.
هذه العناصر الثلاثة : اغتصاب القدس واهدائها للارهابي نتنياهو، وتجفيف موارد الاونروا، واعتبار الاستيطان عمل شرعي..هي في تقديرنا أهم وأخطر عناص «صفعة ترامب».
ولم يبق الا الاعلان عن علاقة الكيان الفلسطيني، والذي هو حكم ذاتي، بدول الجوار.
ومن هنا نؤكد ان ما يدور في عقلية «القرصان» ومن لف لفه من الاميركيين المتصهينيين هو مؤامرة ضد الاردن وضد فلسطين، وان اية كونفدرالية لن تقوم الا بعد قيام دولة فلسطينية مستقلة، وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وبموافقة ورضى الشعبين الشقيقين.. ولن يخضع شعبنا الاردني الاصيل لاية ضغوط مهما بلغت شراستها وسيبقى كما عهدته امته، وفيا لمبادئه وثوابته.ولن يسمح الشعبان الشقيقان بتصفية القضية الفلسطينية، وتحويلها الى «حكم ذاتي»، بحجة ما يسمى «بالكونفدرالية».
وقبل ان ننهي مقالنا هذ نشير الى حقيقة ناصعة، كشروق شمس في غزة، وهي ان المقاومة في غزة-العزة، وصمود شعبنا الفلسطيني المقاوم، هو الذي فرض على الارهابي «نتنياهو» ان يطلب من حليفه القرصان «ترامب» تأجيل «صفعة العصر» الى العام القادم بعد ان تضعضع تحالفه بعد استقالة وزير الحرب، حارس الماخور ليبرمان بعد فشل العدوان الاخير على غزة.
باختصار....
فقدت «صفعة العصر» كل جديد، ولم تعد ترهب احدا، ولم تعد تصلح ان تكون «فزاعة» بعد ان رفض الفلسطينيون: قيادة وشعبا.. «الصفعة» وقالوا بصوت واحد «لا»..»لا» كبيرة..
ومن المعلوم ان الشعب الفلسطيني اذا قال « لا» فلن تجد احدا يجرؤ ان يقول نعم..
المجد لشعب الجبارين الذي تصدى للجبروت الاميركي، وللارهاب الاميركي –الصهيوني وقال «لا» مدوية تمخر عباب السماء..