عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Apr-2020

الاختبار التقييمي يزيد من توتر الطلبة

 

ديما الرجبي*
 
عمان- الغد-  ما نزال نؤكد أهمية عدم الاستخفاف بالتعليم الالكتروني رغم الصعوبات التي تواجه الغالبية العظمى من طلبتنا؛ إذ ينبغي أن ندرك أنه على المدى البعيد، وفي ظل أزمة كورونا العالمية التي عصفت باقتصادات الدول كافة، وسيكون علينا تقبل الثورة المعلوماتية الجديدة التي ستصبح في القريب العاجل منهج حياة على الأصعدة كافة، التأقلم مع المستجدات، ونمط الحياة الجديد نصف الحل والتكيف ينهي الأزمات.
ونعتقد بأن هذه التجربة الافتراضية سيتم تطويرها لتصبح مرادفة للتعليم المدرسي الواقعي، ولكن إلى أن نصل إلى هذه المرحلة يجب على وزارة التربية والتعليم مراعاة مدى صعوبة تقبل قراراتها التي أصبحت مصدر قلق كبيرا للأسر الأردنية.
نسبة الـ30 % التي تحدثت عنها وزارة التربية والتعليم ممن لا يصلهم التعلم عن بعد هم الشريحة الأضعف والأقل حظا في مواكبة تعليم أبنائهم، ولذلك أصبح من الضروري التفكير بحلول جذرية تمكنهم من متابعة عملية التعليم من خلال تبرعات بأجهزة حاسوب وخلافها من متطلبات الدراسة عن بعد وتضمين هذه الحاجات الى المساعدات الغذائية والمالية التي وضعت لها خطة من قبل الحكومة.
ويجب أن تتروى وزارة التربية والتعليم في التعاطي مع هذه الخطوة المفاجئة -التعلم عن بعد- وتوازن بين قدرات الطلبة الأكاديمية وقدرات ذويهم المالية وأن تتخذ قراراً تشاركياً مع المعلمين مثلا بإنهاء الفصل الدراسي والسماح للمعلم بتولي هذه المهمة ضمن رؤيته الخاصة التي ستكون حتماً أقل ضررا وأكثر عدلا للطلبة بحكم تواصله المباشر مسبقا مع الطالب.
وإلى أن يعاد ترتيب أبجديات التعليم الالكتروني وضمان وصوله لجميع الطلبة، يجب على الطلبة التفكير بهدوء وروية وطلب المساعدة من الفرق الفنية المتوافرة على موقع الوزارة ومن المعلمين/ات، كي يتمكنوا من أداء الاختبارات من دون خوف أو هلع على المنصات كافة مستقبلا والتعلم من أخطاء الاختبار التقييمي الأول.
كما أننا رصدنا بعض الطلبة الذين يقومون “بالغش” ويصدرون هذه التصرفات لزملائهم، وهو ما نعتبره ناقوس خطر يجب على وزارة التربية أن تأخذه بعين الاعتبار وتعيد صياغة الاختبار لاحقاً بطريقة تضمن عدم الاستخفاف والتهاون، فلا يصح أن تتساوى الفرص مع من يجتهد ويكد بدراسته ومن يفتح كتابه لينهي اختباره بكل سهولة.
هذه الفروقات ستولد لدى الطالب الجاد شعورا بالإحباط وستتراجع قدراته الدراسية، وهو ما سيؤثر مستقبلا على حقه بالمنافسة التي تعد أساس التفوق والتفرد الذي أصبح يتعكس سلباً على نفسية طلبتنا وهو ما لا نريده في هذه المرحلة الحرجة فلا يصح أن نضيق على أبنائنا من كل الجهات وننتظر تبعات هذه التصرفات مستقبلا.
وهو سبب آخر كي تتخذ الوزارة قراراً بتكليف المعلم دون غيره لإنهاء هذا الفصل الدراسي الصعب.
ما تزال الأردن تتسيد قمة التعليم القوي والمنضبط، واختلاف الأدوات لا يعني تراجع المستوى، لذلك نعتقد بأن إنهاء هذه الفترة بطريقة عادلة للجميع يقع على عاتق المعلمين ويجب أن يكون لهم الدور الأبرز في إنهاء الفصل الدراسي الحالي وأن تكون اختبارات الوزارة فقط لأجل تقييم المرحلة الحالية باتفاق مع المعلم كي تتضح الأمور أمام الطلبة ولا يقعوا في حيرة من سيضع لهم العلامات ومن سيقوم بتقييمهم؟!
المعلم هو الأقدر على ضمان انخفاض نسبة الغش والاستهتار لدى البعض وضمان تلقين العملية التعليمية لطلبته كافة كل حسب قدرته المادية وأدواته المتاحة.
أما طلبة الثانوية العامة فهم الفئة التي تؤرق الأهالي، ولابد من وضع خطة تشاركية مع المعلم وذوي الطلبة لضمان إتمام اختباراتهم النهائية في قاعات مدرسية تناسب الأوضاع الصحية وتراعي تعليماتها العالمية، وهو ما نعتقد بأنه سيكون الخطة اللاحقة للوزارة، يجب أن يتخذ قرارات مهمة لطلبة الثانوية العامة حرصاً على أهمية هذه المرحلة الدراسية الحساسة والحفاظ على جودتها إلى أن يشاء الله وتعود الحياة إلى طبيعتها أو نتكيف مع جديدها الذي أنتجه فيروس كورونا المستجد.
الأهم اليوم متابعة إنهاء المواد التعليمية وبث التفاؤل في قلوب الطلبة وتغليب مصلحتهم لإنهاء هذا الفصل الدراسي.
 
*كاتبة متخصصة في مجال قصص الأطفال ومدربة صعوبات تعلم