عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Nov-2022

في قضية أبو عاقلة.. إسرائيل لأمريكا: “جيشنا أخلاقي” ولن نسمح بالتدخل في شؤوننا الداخلية

 القدس العربي-رئيس الوزراء، يئير لبيد، ووزير الدفاع، بيني غانتس، ردا بحزم على قرار الولايات المتحدة فتح تحقيق جنائي على قتل شيرين أبو عاقلة، مراسلة شبكة “الجزيرة” التي قتلت بالنار خلال نشاط الجيش الإسرائيلي في مخيم اللاجئين جنين في أيار. “جنود الجيش الإسرائيلي لن يخضعوا للتحقيق من الـ “اف.بي.اي” أو من أي جسم أجنبي أو دولة أجنبية، مهما كانت صديقة”، قال لبيد، وذكر بأن الجيش الإسرائيلي أخلاقي وقيمي. جنود الجيش الإسرائيلي وقادته يدافعون عن دولة إسرائيل، يحققون في كل حدث شاذ وملتزمون بقيم الديمقراطية وقوانينها. أما غانتس فوصف القرار بأنه “خطأ جسيم” وأعلن: “لن نتعاون مع أي تحقيق خارجي، ولن نسمح بالتدخل في شؤون إسرائيل الداخلية”. وعلى حد قوله، فإن الجيش الإسرائيلي أجرى تحقيقاً ذاتياً ومهنياً وعرضه على الولايات المتحدة. وأضاف: “أوضحت للمندوبين الأمريكيين بأننا نقف من خلف جنود الجيش الإسرائيلي”.

غير أن هذا الاستعراض زائد ولا داعي له. فالأمريكيون يطالبون بفتح تحقيق جنائي رداً على كون التحقيق داخلياً؛ أي أن الجيش حقق مع نفسه. وحتى في إطاره احتاج الجيش الإسرائيلي لأربعة أشهر وجملة روايات كي يعترف بأن أبو عاقلة أصيبت بنار الجيش الإسرائيلي.
غير أن الرواية الأخيرة التي عرضها الجيش كانت ضعيفة، ولم يكن فيها تحمل للمسؤولية الكاملة. حسب التحقيق العسكري الإسرائيلي، وإن كانت أبو عاقلة قتلت بنار جندي باحتمالية عالية، لكنه لا تستبعد إمكانية إصابتها بنار فلسطينية. إضافة إلى ذلك، تقرر عدم فتح تحقيق من دائرة التحقيق العسكرية ضد من أطلق النار. كل ذلك رغم أن تحقيقات شبكة “الجزيرة” وتحقيقات مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وشبكة الـ “سي.ان.ان” و”نيويورك تايمز” ألقت مسؤولية القتل على الجيش الإسرائيلي.
سيكون من الخطأ إذا ما عزي قرار الولايات المتحدة للخضوع لضغط نواب كونغرس ديمقراطيين ممن يطالبون باتخاذ موقف صلب تجاه إسرائيل. بدلاً من ذلك، يجمل بدء استيعاب أن موقف دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة تجاه ما يجري في إسرائيل آخذ في التطرف. التوقع من الأسرة الدولية ألا تتدخل (في شؤون إسرائيل الداخلية) – وكأن السيطرة على شعب آخر على مدى أكثر من 50 سنة هو شأن إسرائيلي داخلي – يفقد من قوته.
ربما تكتفي الولايات المتحدة بنتائج التحقيق الإسرائيلي لو لم يجره الجيش، بل مؤسسات القضاء الإسرائيلي. في هذا السياق ينبغي أن نأخذ بالحسبان أنه إذا ما واصلت حكومة إسرائيل خطتها للجم ذراعها القضائي وتحييد كوابحها فلن يقف العالم جانباً، وستزداد والمطالبات بالتدخل الخارجي.
 
بقلم: أسرة التحرير
 
هآرتس 17/11/2022