عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Apr-2019

أم قيس ...أيقونة شرقية خالدة تخضع لورشات ترميم

 

عمان- الدستور - خالد سامح - «جدارا» أو «أم قيس» ...المزدانة حاليا بثوب ربيعي مطرز بأجمل الألوان، هي من أهم وأعرق مدن الشرق القديمة، فقد منحها موقعها الجغرافي المميز على نهر الأردن وبحيرة طبريا مع إطلالة على مرتفعات الجولان أهمية مضاعفة، فتلاقحت فيها عدة ثقافات أهمها اليونانية والرومانية ومن ثم العربية، وقد كانت واحدة من أهم المدن العشرة المعروفة بـ «الديكابولس»، وهي مدن رومانية-يونانية معظمها في الأردن، كطبقة فحل وجرش وفيلادلفيا (عمان المعاصرة)، ام الجمال، ايدون، الحصن.
بنى اليونانيون أم قيس في القرن الثالث قبل الميلاد، وازدهرت بعصرهم حيث أقاموا فيها المسارح والمعابد وبلطوا شوارعها، واتخذوا منها مركزا تجاريا وحضاريا وثقافيا، ومن بعدهم جاء الرومان فأنشأوا فيها أيضا العديد من المعالم التي مازالت ماثلة لحد اللآن وتخضع للترميم من قبل دائرة الآثار الأردنية بالتعاون مع جهات محلية وأجنبية.
أبرز المعالم
أبرز معالم أم قيس المسرح الجنوبي والمدرج الشرقي والكنيسة البيزنطية ومجمع الحمامات الرومانية وكنيسة البازيلكيا والدكاكين المقنطرة وغيرها من المعالم، أما متحفها المقام في دارة الروسان فيضم قاعات عدة تحتوي على معروضات أثرية متنوعة منها: القطع الفخارية كالأسرجة والجرار الصغيرة والأقنعة، ويمتد تاريخها من الفترة الهلنستية حتى الفترة الإسلامية.إضافة لمعروضات تمثل ما اكتُشف داخل المقابر في منطقة أم قيس، والحجارة المزخرفة، وجرار فخارية متوسطة الحجم تعود للعصرين الروماني والبيزنطي، وبعض التماثيل المصرية من الحجر البازلتي والحجر الكلسي.
كما يَعرض المتحف مجموعة من التماثيل الرخامية التي تجسد عدداً من الآلهة الرومانية مثل:ساتور، أرتميس، زيوس، وعدداً من اللوحات الفسيفسائية والمسكوكات والزجاج.وتوجد داخل المتحف ساحة عامة تضم توابيت حجرية بازلتية وتيجان أعمدة وقواعد أعمدة من الحجر الكلسي والبازلتي، إضافة إلى بوابتين من الحجر البازلتي ولوحات فسيفسائية. وفي المتحف نقش على شاهد قبر من الحجر البازلتي للشاعر «أريبيوس» يقول فيه:»أيها المارّ من هنا.. كما أنت الآن كنتُ أنا، وكما أنا الآن ستكون أنت، فتمتّع بالحياة لأنك فانٍ».
تنقيبات وترميمات حديثة
قامت قبل أيام اللجنة التوجيهية لمشروع الحارة الفوقا ولجنة المشاريع بدائرة الاثار العامة بزيارة وتفقد المشاريع العاملة في ام قيس حيث بدأت الزيارة من حيث الاكتشاف الهام جدا الذي اسفرت عنه التنقيبات الاثرية التي تنفذها جامعة اليرموك بالتعاون مع دائرة الاثار العامة وكان من اهم اعضاء اللجان التي قامت بالزيارة مدير عام دائرة الاثار بالوكالة السيد يزيد عليان والمساعد لشؤون المحافظات والمساعد الاداري ومديرة الهندسة ومدير التنقيبات ومدير اثار محافظة اربد ورئيس قسم اثار بني كنانه وعدد من الزملاء المختصين من الدائرة حيث استمع الزملاء الى شرح من مدير مشروع التنقيبات الاثرية الاستاذ الدكتور عاطف الشياب من جامعة اليرموك والذي اكد ان هذا الاكتشاف الذي بدأت ملامحه تظهر ممع نهاية الموسم الماضي وتأكدت حقيقته في هذا الموسم حيث دلت المكتشفات ان ام قيس كانت مدينة قوية ومزدهرة وفيها نظام مائي معقد ومتقن محفور بقنوان وابار تحت الارض وعلى اعماق كبيرة تصل احيانا لاكثر من عشرة امتار 
واكد مدير عام دائرة الاثار العامة ان مثل هذا الاكتشاف يرسخ القيمة الحضارية التي تمثلها ام قيس وأن هذا الاكتشاف العظيم سيلقي الضوء على مزيد من عبقرية ام قيس المعمارية وانظمة الري والدفاع والحياة المترفة التي كانت تعيشها المدينة
كما تفقد الزملاء اعمال المشروع الالماني وجامعة هامبورغ المتعلق باعادة تأهيل البيوت التراثية بالمدينة بالتعاون مع دائرة الاثار العامة ، حيث اكدت مديرة المشروع الدكتورة كلاوديا بيرغ ان استخدام المواد الخاصة باعمال الترميم تتم وفق اعلى المواصفات المنسجمة مع مدارس الترميم الدولية والمعتمدة من جمهور الجامعات المختصة بحفظ التراث ، حيث ان الخلطات الكلسية التي تعتمد على المواد المحلية والشيد هي الاقرب الى المواد الاصلية التي كانت تستخدم ببناء البيوت التراثية التي سكنها الناس خلال القرنين الماضيين.
تطوير المشهد السياحي 
واكد مدير عام الاثار بالوكالة واعضاء اللجنة التوجيهية والفنية للمشروع ان استخدام الحجر الحديث من نفس التكوين الكلسي للحجر التراثي هو امر مقبول ومسموح به في حال لم يعثر على الحجارة الاصلية لترميم بعض الواجهات الحجرية للمباني وخاصة اذا ما تم معالجته بنفس ادوات الدق والتشذيب وبني بنفس الطريقة القديمة، واكد الجميع على اهمية المشروع للمدينة والقيمة الاستثنائية التي ستضيفها اعمال الترميم للمكان ولتطوير المشهد السياحي، حيث يعمل المشروع على تشغيل عدد كبير من ابناء المجتمع المحلي وتدريبهم على اعمال الترميم وتدريب عدد من النساء على نسج القصيب وتوضيبه لاعادة تسقيف البيوت التراثية المنوي ترميمها.