هآرتس
أسرة التحرير
يتواصل الاحتجاج في يافا منذ اسبوع، ولا يبدو ميل للهدوء. فقد اندلع الاحتجاج في اعقاب استئناف اعمال البناء في موقع الدفن الاسلامي العتيق الاسعاف، بعد أن صادقت المحكمة المركزية في تل ابيب على الخطوة. وتعتزم البلدية اقامة مأوى يسكن فيه نحو ثمانين مشردا في المكان.
ويأتي الاحتجاج على استئناف اعمال البناء في المقبرة. غير أنه لا يرتبط فقط بقدسية الموتى. تضرب جذوره في المشاكل الكثيرة التي يعاني منها سكان يافا ومن عدم المساواة بين اليهود والعرب في إسرائيل.
يتضمن الاحتجاج صلوات جماعية ولكنه يتضمن ايضا اغلاقا للطرق، رشق للحجارة، مواجهات مع الشرطة بل واضرام الحرائق. وفي السبت القيت زجاجة حارقة نحو مبنى يعود الى البلدية. في المجلس الاسلامي يشجبون العنف ولكنهم يقولون ان هذه مجرد بداية الاحتجاج.
من الصعب قطع التقارير على ما يجري في يافا عما يجري في العالم. فموت جورج فلويد أشعل احتجاجات في شوارع الولايات المتحدة فانتشرت الى ما وراء البحر. في يافا ايضا انفاذ القانون على الجمهور العربي وحشي وفي احيان قريبة يصل الوضع الى الانفجار. لقد توقفت المقبرة عن ان تكون نشطة في 1915، ونقل مفتي القدس القبور في 1936 الى مقبرة اخرى في المدينة. حتى 2018 لم يعرف سكان يافا بانه يوجد في الارض – في الماضي كان عليها ملعب كرة قدم، مركز للأمومة والطفولة ومأوى للمشردين – توجد عشرات القبور. ردت المحكمة الاستئناف ضد البناء في المكان بدعوى انه يجب تفضيل مصلحة الاحياء على مصلحة الاموات.
غير أن في اسرائيل، التي تقدس الميت والمكتشفات الاثرية تشكل فيها مرات عديدة مبررا في مسائل البناء، الهدم والسيادة، من الصعب الا نشخص التمييز على أساس ديني أو قومي. فعدم حساسية السلطات لقدسية الميت تبرز في هذه الحالة اساسا على خلفية الحساسية الزائدة بالنسبة لقبور اليهود. كان من واجب البلدية – بدلا من أن تعالج بشكل مستقل وصامت العظام التي عثر عليها، كمن تحاول اخفاء اعمالها – أن تتوصل الى حل متفق عليه مع السلطات الاسلامية في يافا. فهل كانت في حالة العثور على قبور لليهود ستعمل بشكل مستقل وصامت وتقرر الحقائق على الارض في الخفاء عن الجمهور؟ ليس للشرطة وحدها الادوات لحل المشاكل الاساسية ليافا ولا التوتر القومي هناك ولكن يمكنها وهي ملزمة بان تحاول منع الاشتعال. هذا سيحصل فقط اذا ما عمل رئيس البلدية رون خولدائي، وزعماء المجتمع العربي معا الى محاولة تقليص عناصر الضغط في يافا والعمل على توفير حل شامل لاحتجاج السكان. أما الانفاذ الزائد للقانون والعنف الشرقي فيمكنهما أن ينتهيا بمصيبة.