عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Feb-2020

ينحون بالصداقة ويعلمون الكراهية - بقلم: يوسي كلاين

 

هآرتس
 
لماذا الاصوليون يركضون وراء اغودات يسرائيل ويرفضون القائمة المشتركة؟ اذا كان مؤشر الدخول الى المجتمع هو الصهيونية والجيش فهل الاصوليون هم أكثر صهيونية؟ هل يتجندون في الجيش أكثر؟ اذا كان يصعب علينا جدا التعامل مع القائمة المشتركة فلماذا لا نتخلى عنها، من الذي يريدها؟ هل من اجل أن تكون ورقة التين بالنسبة لنا؟ هل من اجل تبرير الصفة الديمقراطية التي ما تزال مربوطة بخيط بدولتنا اليهودية؟.
هل ربما نقوم بإخراجهم تماما من اليهودية والديمقراطية، وعندها نبقى مع حقوق انسان ومساواة نقية بشكل كامل؟ إنهم بعد كل شيء لن يكونوا شركاء حقيقيين في أي يوم، ولن يتفاخروا أبدا بالضربة النادرة والفظيعة التي انزلناها على غزة لمرة واحدة. ماذا سنصنع بهم عندها؟ هل سنعطيهم حكم ذاتي ثقافي؟ هل سنسمح لهم بالتحدث بلغتهم؟ اجل، سنفحص ذلك بايجابية.
كيف يحدث أن “فقط ليس العرب” يتم استقبالهم بصورة طبيعية حتى من قبل اشخاص طيبين ومتسامحين؟ من الذي يجب أن نشكره على هذه المقاطعة؟ ومن الذي يجب أن نثني عليه على هذا الاقصاء؟ الاجابة تكمن في الـ 72 سنة من التعليم الذي غرس تفوقنا مقابل دونيتهم، صدقنا مقابل كذبهم.
ني غانتس وغابي اشكنازي ويئير لبيد وموشيه بوغي يعلون هم نتاج هذا التعليم. العربي الاسرائيلي بالنسبة لهم هو مواطن مشروط ومطلوب منه مرتين في الاسبوع اثبات ولائه. مبادئ المساواة التي هم انفسهم يؤمنون بها لا تنطبق عليهم. هم يعدون الناخب بحزب نقي من التعاون مع العرب. وهذا الناخب يستقبل ذلك كأمر مفهوم من تلقاء ذاته.
ايضا الناخب هو نتاج لنفس التعليم. فهو مستعد لقطع المحيطات من اجل الالتقاء مع ثقافات اخرى، لكنه غير مستعد للسفر مدة عشر دقائق من بيته من اجل الالتقاء مع الثقافة الجارة. هو لا يعرف عنهم أي شيء عدا عن الحمص. وعندما يتوقفون عن البناء في الموقع الذي يوجد امامه يعرف أنه يوجد لهم عيد ما.
هو يعارض المقاطعة السياسية، لكنه يتفهمها ويبررها. وهو لا يعتبر هذا أمر مبدئي، بل تكتيك. هو واع ويقرأ خرائط الكتل ويفهم الاستطلاعات. وهذا ليس وقت الدلال. هو يقول إن هذه هي مجرد تصريحات انتخابية. ولكنها ليست مجرد تصريحات، بل نتيجة جهود وطنية استهدفت ابعادنا عن العرب. والمسؤول عن هذه القاعدة هو جهاز التعليم. في البداية يقوم بتحديث المناهج التعليمية وبعد ذلك يقوم باخراج كتب التعايش من بين الكتب الموصى بها وفي نهاية المطاف يقوم بالغاء لقاءات الاطفال. هذا أمر خطير بالنسبة للاطفال، يتحدثون، وفي نهاية المطاف يصبحون اصدقاء. الصداقة تلغي الكراهية. وعندما لا تكون كراهية فأي دافعية ستكون لهم كجنود من اجل اطلاق النار على الاطفال؟
حقيقة أنه لـ 20 % منا لا توجد شرعية للمشاركة فيما يتعلق حتى بمصيرهم، لم تعد بحاجة الى التبرير. التفسيرات معروفة، بدء من “ما هو السيء لديهم هنا” وانتهاء بـ “علاقاتنا الخارجية وأمننا لا تعنيهم”. تخيلوا أنهم في الولايات المتحدة منعوا 12 %من السكان من المشاركة في السياسة الخارجية والامن في اميركا فقط لأن هذا لا يعني السود.
فقط بدون العرب” تعكس الروح الكاذبة التي خلقناها لانفسنا بأننا لسنا من هنا على الاطلاق، وأننا “اوروبيين لطيفين” ومختلفين تماما ومتفوقين تماما، الى درجة أن من يتحدثون العربية منا يرفضون أن يكونوا جسرا بين الثقافتين. هم لا يريدون أن يماهوا انفسهم مع ثقافة الآباء، لقد اخترعوا ثقافة خاصة بهم، شرق اوسطية كما يبدو.
كيف حدث أن قيم عالمية يؤمن بها كل شخص متنور تحولت الى “يسارية”، وبالتالي مرفوضة. هل سمعتم في أي يوم بوغي يعلون وهو يتحدث عن “التسامح”؟ أو هل سمعتم لبيد وهم يتحدث عن “حقوق الانسان”؟. وهل سمعتم في أي يوم شخص من الليكود يمتدح “المساواة”؟ في ازرق ابيض يخشون من أن ينجح بيبي في أن يلصق بهم التنور والتقدمية. هذا فقط ما ينقصهم. هم لا يريدون أن يكونوا “متنورون” أو “تقدميون”. أسقطوا هذه عنا وبسرعة، يقولون، نحن لسنا هكذا! نحن نريد أن نكون مثل الجميع. عنصريون وقوميون! ولكن “بدون بيبي”!.
العنصرية القديمة والمعروفة، التي تفور فينا طوال الوقت، لن توقفها القائمة المشتركة. فالعنصرية هي عنصرية. ومن يتعالى على العرب يتعالى أيضا على الآخرين. ومن لا يؤمن بأن الجميع متساوين يؤمن ايضا بأن هناك أناس اعلى وأناس أدنى، وأن هناك اشكناز وهناك شرقيون. والآن بقي عليه التقرير من هو أعلى ومن هو أدنى.