عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Mar-2019

اللیکود ثنائي القومیة -بن درور یمیني
یدیعوت أحرونوت
 
قبل اسبوعین، للحظة قصیرة، كان یخیل أن الصوت الطائش یحظى بلحظة مجد. حصل ھذا بفضل نفتالي بینیت، الذي طرح على البحث ”صفقة القرن“ لترامب. كان یفترض بھذا أن یفتح، اخیرا، بحثا موضوعیا. ولكن نشرت عندھا توصیات المستشار القانوني للحكومة، فصمت البحث السیاسي.
اما الآن، فكانت ھذه ھي تغریدة روتم سیلع، التي یمكن الافتراض بأن نتنیاھو بعث لھا منذ الآن
باقة ورد. فقد رفعت لھ الفرصة وأجاد ھو ابتھالھا. وھو یقرر جدول الاعمال مرة اخرى. فما الذي حصل انك ترد فجأة على بوست ما رفعتھ عارضة ازیاء، ھكذا ادعوا ضده. إذن ھذا ھو الحال، یفھم نتنیاھو الحساسیة أكثر بكثیر من الاخرین. وھو یصرخ بلا توقف ”یساریین“، كي یلمح بـ ”غیر مخلصین“. ولا یوجد افضل من الجدال بین مؤیدي ”الدولة الیھودیة“ ومؤیدي ”دولة كل مواطنیھا“ لاضرام الشعلة. وھو یضرم النار فیھا.
ھذا لا یعني أن بني غانتس او آفي غباي یشككان في كون دولة إسرائیل دولة یھودیة، ولكن نتنیاھو أدخلھم في الفخ. وھو یعرف مسبقا بأن خصومھ لن یمنحوا اسنادا لسیلع، ولكنھم لن یتحفظوا أیضا. وھو یعرف بأن تأیید رفاقھا سیلتصق بكل من ھم لیسوا نتنیاھو. وھذا بالضبط ما یرید أن یخلقھ: نتنیاھو الصھیوني في مواجھة الیساریین. وكلما تجند اناس كھؤلاء أكثر، ھكذا یبتسم نتنیاھو اكثر طوال الطریق نحو صندوق الاقتراع.
من حیث جوھر الامر، إسرائیل ھي دولة یھودیة ودیمقراطیة. وفي نفس الوقت ھي أیضا دولة كل مواطنیھا. الیسار المتطرف یدعي، بالضبط مثل الیمین المتطرف، بانھ یوجد تناقض بین ”یھودیة“ و ”دیمقراطیة“. ھذا ھراء. لیس فقط لانھ لا یوجد تناقض بل ان الاسرة الدولیة اعترفت المرة تلو الاخرى بحق تقریر المصیر.
والصراع ضد الامبریالیة والاستعمار یعود كلھ تقریبا إلى حركات التحرر الوطني، التي الصھیونیة ھي واحدة منھا. ولا یوجد تحرر وطني بلا ھویة وطنیة. اما عبارة ”دولة یھودیة“ فترد 29 مرة في قرار الامم المتحدة. ھذا لا یعني المس بمساواة الحقوق لمن لیسوا یھود. ولكن یوجد فرق بین المساواة المدنیة، التي ھي عنصر اساس في الدولة الدیمقراطیة وبین الھویة الوطنیة المنصوص علیھا في قانون الشعوب. الولایات المتحدة وكندا ھما دولتا ھجرة. ولكن معظم دول العالم تنتمي لنموذج تشیكیا، سلوفاكیا، بولندا، الیونان، كرواتیا، سلوفانیا، ایطالیا ودول كثیرة اخرى وبینھا إسرائیل. دول قومیة.
في الدول القومیة توجد حقوق مواطن للأقلیات. احیانا أیضا حقوق جماعیة (الاعتراف الرسمي
باللغة)، ولكن لیس حقوق وطنیة. حكم نتنیاھو یتمیز بالموقف المزدوج تجاه عرب إسرائیل. من
جھة خطاب انقسامي وتحریضي، مع قانون قومیة زائد أضر فقط. من جھة اخرى استثمارات كبیرة ادت إلى تقلیص الفوارق في العقد الاخیر. معظم عرب إسرائیل یؤیدون الاندماج.
والاستطلاعات المتكررة توضح بانھم یریدون أن یكونوا إسرائیلیین وبشكل عام یفتخرون بان یكونوا إسرائیلیین. القیادة ھي قصة اخرى. وحتى خطایا نتنیاھو تشحب أمام تحریض حنین زعبي، رائد صلاح وجمال زحالقة. ھم لا یدفعون المساواة إلى الامام، بل العداء والاغتراب.
وشيء آخر. مع كل النفور من التصریحات المناھضة للصھیونیة التي تمتد من التجمع وحتى صارخ الجبھة، عوفر كسیف، الذي من شأنھ ان یدخل إلى الكنیست، فإن التھدید الحقیقي على الدولة القومیة الیھودیة یأتي بالذات من حزب نتنیاھو. ھناك اتخذ قرار الضم. ھناك یعملون لأجل تحقیق رؤیا الدولة الواحدة الكبرى او ثنائیة القومیة. ھناك یعملون لتصفیة الرؤیا الصھیونیة. ولكن كم جمیل ھناك في تغریدة ما لشھیر، كي یكون ممكنا في الدعایة الصحیحة قلب الجرة على وجھھا.