عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Apr-2019

إسرائیل وحماس تستعدان لتطبیق تفاھمات ھدنة طویل المدى - ھرئیل عاموس
ھآرتس
اللقاء الذي اجراه رئیس حماس في القطاع یحیى السنوار مع رؤساء الفصائل الفلسطینیة الاخرى قبل بضعة ایام من الانتخابات في اسرائیل یكشف تفاصیل كثیرة عن طبیعة التفاھمات التي بدأت في الظھور بین الطرفین بوساطة المخابرات المصریة. إن التمعن في الصیغة الكاملة لاقوال السنوار یكشف أنھ یمھد الارضیة في غزة لوقف نار طویل المدى مع اسرائیل مقابل تحسین واضح للوضع الاقتصادي. بالتحدید من المبررات التي قدمھا رئیس حماس الكبیر في المحادثات مع الفصائل یمكننا أن ندرك الى أي مدى بعید وصلت الاتصالات.
السنوار حرص على التأكید في اقوالھ بأن حماس لم تنحرف عن مبادئھا في المفاوضات غیر المباشرة مع اسرائیل. الاتصالات، كما قال، لم تجر في أي یوم بصورة مباشرة ولم تتضمن الاعتراف باسرائیل.
الاتفاق لیس اتفاقا سیاسیا، أي أنھ لا یرتبط بخطة سلام ترامب، ولیس لھ علاقة بموضوع الاسرى والمفقودین الاسرائیلیین، وھو غیر بدیل عن جھود المصالحة الفلسطینیة الداخلیة مع قیادة السلطة الفلسطینیة في رام الله. حسب اقوال السنوار، حماس ایضا لم تتنازل فیھ عن ”سلاح المقاومة“، حیث أنھا ترفض الطلبات التي اسمعت حول نزع سلاح القطاع. السنوار الذي كان في السابق رئیس الذراع العسكریة لحماس أكد ایضا أن ”الاصبع ما یزال على الزناد“.
بكلمات اخرى، حماس مستعدة ایضا لاحتمال ھجوم عسكري.
السنوار قام بتفصیل التسھیلات التي سیحصل علیھا الفلسطینیون في القطاع مقابل الھدوء طویل المدى: توسیع منطقة الصید على شواطيء غزة الى 15 میلا (وھي المنطقة الاوسع منذ عقدین)، الغاء منع دخول حوالي ثلث المواد ثنائیة الاستخدام التي لا تسمح اسرائیل بدخولھا الى غزة خشیة استخدامھا في النشاطات العسكریة بدل الاغراض المدنیة، وتسھیلات كبیرة في التجارة في المعابر.
اضافة الى ذلك اسرائیل ستصادق على عدة مبادرات من دول الخلیج التي استھدفت تحسین الوضع في القطاع ومنھا مضاعفة المساعدات الاقتصادیة القطریة الى 30 ملیون دولار شھریا حتى نھایة السنة، اضافة 40 ألف مكان عمل جدید في القطاع حتى نھایة ھذه السنة، اقامة منشأة لتكریر المیاه بتمویل من السعودیة وتوسیع مستشفى الشفاء في غزة بتمویل من الكویت. خطوات اخرى سیتم تطبیقھا في مرحلة متأخرة ستتضمن زیادة تزوید القطاع بالوقود واقامة محطة كھرباء اخرى وتوسیع استخدام الطاقة الشمسیة. ھذا یخضع لتعھد حماس بعدم القیام بأي اعمال عنیفة ضد اسرائیل من القطاع.
في ھذه الاثناء، أمس تم وقف الاضراب عن الطعام الذي بدأ بھ سجناء حماس في 7 نیسان الماضي. والذي جاء في اعقاب تركیب اجھزة تشویش الھواتف الخلویة في اقسام السجون الامنیة.
اسرائیل وافقت على طلب السجناء تركیب ھواتف عامة في الاقسام والسماح لھم بالتحادث مع عائلاتھم تحت رقابة جھاز الامن. في اسرائیل اوضحوا بأنھم رفضوا طلبات السجناء ازالة اجھزة تشویش الھواتف، الذي كان یمكنھم من اجراء المكالمات من خلال الھواتف المحمولة التي تم تھریبھا الى الاقسام. رغم انتھاء الاضراب، إلا أن السجناء یواصلون المطالبة بألا یتم تشغیل اجھزة التشویش.
اقوال السنوار والاتصالات من اجل وقف اضراب السجناء والوضع على حدود القطاع، كل ذلك یدل على محاولة جدیة من الطرفین من اجل التوصل الى ھدوء طویل المدى. في المواجھات التي حدثت اثناء المظاھرات في یوم الجمعة الماضي قتل شاب فلسطیني بنار الجیش واصیب عشرات المتظاھرین، لكن العنف كان متدنیا مقارنة مع المظاھرات السابقة. ایضا المظاھرات اللیلیة على طول الجدار خفتت في الاسبوعین الاخیرین، وایضا عدد البالونات الحارقة والطائرات الورقیة الحارقة.
یمكن الافتراض أن ھذه الامور مرتبطة على الاقل جزئیا بنتائج الانتخابات في اسرائیل. في حماس یدركون أن الظروف السیاسیة تغیرت. قبل الانتخابات رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو اراد اجتیازھا بسلام واراد ضمان عدم اندلاع مواجھة عسكریة حتى الانتخابات. في الوقت الحالي وبعد فوزه ھو أقل تعرضا للضغط. معظم الجمھور الاسرائیلي یؤید سیاستھ حتى تجاه غزة. ومدى مناورتھ أكبر.
ھذا الوضع الى جانب الازمة الاقتصادیة الصعبة في القطاع تدفع حماس الى التوصل الى تسویة.
وحتى الآن وكالعادة الامور یمكنھا أن تتشوش بسبب حادثة محلیة أو نقاش موضوعي حول مضمون التفاھمات.
مشكلة لیبرمان
الوضع في القطاع ینعكس ایضا بصورة غیر مباشرة على تشكیل الحكومة القادمة. حسب المحللین فان الشخص الذي لدیھ المفتاح ھو افیغدور لیبرمان. المقاعد الخمسة لاسرائیل بیتنا والافتراض بأنھ ھو الشریك الوحید الذي لا یوجد في جیب نتنیاھو مسبقا، تزید قدرتھ على المساومة.
ھذا الامر یمھد الطریق للیبرلمان من اجل العودة الى وزارة الدفاع، لكن ھنا توجد للیبرمان مشكلة.
أولا، ھو لم یكن مستمتعا بشكل خاص من فترتھ السابقة في وزارة الدفاع. العمل كان صعبا نسبیا ورافقتھ توترات كثیرة مع ھیئة الاركان (بالاساس قبل استقالتھ في تشرین الثاني الماضي)، ولم تترجم الى شعبیة جماھیریة ما. ثانیا، المواجھة بینھ وبین نتنیاھو حدثت بسبب انتقاد علني لوزیر الدفاع المستقیل للسیاسة المتساھلة التي اتبعتھا الحكومة مع غزة. لیبرمان ایضا أسس جزءا من حملتھ على تطویق الحكومة من الیمین والقول بأن الحل الوحید لمشكلة القطاع ھو ھزیمة حماس.
وحتى قبل ذلك، طوال فترة ولایتھ، وجھت الیھ ادعاءات بأنھ لم یلتزم بتھدیده بضرب رئیس المكتب السیاسي لحماس، اسماعیل ھنیة. اذا كانت وجھة نتنیاھو ھي مصالحة غیر مباشرة مع حماس فربما سیجد لیبرمان صعوبة في أن یكون المنفذ لھذه السیاسة. رئیس اسرائیل بیتنا بقي المرشح المركزي لمنصب وزیر الدفاع، لكن یجب عدم استبعاد احتمال أن ھذه الحقیبة ستبقى في النھایة في أیدي رئیس الحكومة.
عودة الى ایام ریغان
”الواشنطن بوست“ نشرت أمس عدة تفاصیل اخرى حول ”صفقة القرن“ التي ستعرضھا الادارة الامیركیة على الاسرائیلیین والفلسطینیین. واذا لم یكن تأجیل آخر فان خطة ترامب سیتم عرضھا في شھر أیار أو حزیران القادم. حسب الصحیفة فان الرئیس الامیركي لن یعرض على الفلسطینیین دولة ذات سیادة كاملة، بل ”طرقا عملیة“ لتحسین حیاتھم. ھذا التقریر فقط یعزز الشك في رام الله ازاء الخطوات المنسقة بین واشنطن والقدس. بالنسبة للفلسطینیین ھم یسمون ذلك ”اقتراحا لا یمكن البحث فیھ بشكل جدي“.
بالنسبة لعدد من قدامى جھاز الامن الاسرائیلي فان المعلومات التي نشرت حول مبادرة ترامب تذكر بخطة اخرى تم نسیانھا عرضتھا ادارة ریغان في منتصف الثمانینیات. في حینھ الحدیث كان یدور عن 5.1 ملیار دولار لخطة لخمس سنوات من اجل تحسین ظروف الحیاة في المناطق، والتي تضمنت ضمن امور اخرى تطویر بنیة المیاه. الامیركیون قاموا بضخ الى المناطق ربع ملیار دولار قبل التخلي عن الخطة بسبب جھود مضادة مارستھا قیادة المنفى لـ م.ت.ف. والنھایة معروفة: بعد سنتین، في كانون الاول 1987 اندلعت الانتفاضة الاولى.