عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Jun-2020

قولوا فصلا عنصريا وليس فرض السيادة - زهافا غلئون

 

هآرتس
 
في اسرائيل لا يحبون التحدث عن الابرتهايد. فهي كلمة قاسية تكتنفها ذكريات مخزية من التعامل المرفوض مع نظام ظالم وذكريات اخرى من الايام التي كنا فيها نحن ممنوعين من دخول المؤسسات بسبب الدونية. الابرتهايد صعب علينا. الكلمة، وليس السياسة، يوجد لها ما يسمى بالدلالات، لكن الابرتهايد هو الكلمة الدقيقة للضم الذي يقترحه نتنياهو. واذا كان يصعب علينا النظر في المرآة، فربما تكون المشكلة ليست في المرآة.
في اسرائيل تقريبا لا يدرسون عن جنوب افريقيا وعن علاقاتنا القريبة معها. خريج الثانوية يمكنه قول شيء ما عن نلسون مانديلا، لكنه لا يعرف شيئا عن “إي.ان.سي”. هو يعرف شيء ما عن منع الزواج بين الاعراق وعن الشواطئ والمدارس المنفصلة، وعن منع الدخول الى المراحيض. ولكنه لم يسمع عن كلمة “بنتوستانات”. ومن المشكوك فيه اذا كان يعرف أن جنوب افريقيا انشأت في اراضيها دول الرعاية هذه من اجل الادعاء بأن السود هم مواطنوها، وعليهم أن يطالبوا بالحصول على حقوقهم في البنتوستانات. هو لن يعرف عن تصاريح المرور وعن مدن الصفيح التي عاش فيها السود كقوة عمل رخيصة، مسلوبي الحقوق. هو سيعرف عن المقاطعة الدولية وليس عن “دعاية” جنوب افريقيا.
نحن نعرف عن جنوب افريقيا بالضبط ما يكفي من اجل أن نشير الى الفروق بيننا. ونحن جاهلون بما فيه الكفاية من اجل التنصل من التشابه.
جنوب افريقيا ساهمت في القانون الدولي بجريمة جديدة ضد الانسانية. نحن لسنا جنوب افريقيا، لكننا مع جريمة الابرتهايد. نحن نغازل منذ زمن بعيد. واقع من 53 سنة من الاحتلال يذكر بالابرتهايد بما يكفي، لكن شمله في قانون مثلما يخطط نتنياهو سيحولنا الى ابرتهايد رسمي.
أنا أعرف الادعاءات. كان يمكن بصعوبة الادعاء بأن الاحتلال هو “ضرورة امنية” لو لم نخصص المليارات من اجل اقامة المستوطنات، ولو لم نتجاهل البؤر الاستيطانية غير القانونية في الوقت الذي ندمر فيه آلاف المنازل الفلسطينية، ولو أننا صادقنا على اكثر بقليل من 1.4 % من طلبات البناء للفلسطينيين في مناطق ج. ماذا اعتقدتم القصد من ذلك. لا تصرخوا، أنتم لم تصرخوا على هذه السياسات.
الآن نتنياهو في محاولته خلق تراث مفصل على قياسه لنفسه يحاول تبني الحيلة القانونية لجنوب افريقيا: هاكم، توجد سيادة للفلسطينيين. في جزرهم المحاطة بنا. سنعطي لهم شوارع سيادية خاصة بهم كي يسافروا فيها بين المناطق السيادية. سيكون لهم كرانزكاي وكوازولو خاصين بهم. (تطور منفصل، سمى هذا النظام الابيض في بريتوريا).
نتنياهو ليس أول من أحب استراتيجيات البقاء لحكم الابرتهايد. لقد سبقه نفتالي بينيت واييلت شكيد، وقبلهم بكثير اريئيل شارون. وهو ليس الاول الذي يحلم بالابرتهايد، لكنه الاول الذي ينوي تطبيقه بدون مبررات واقنعة و”حاجات امنية” و”تكاثر طبيعي”: ابرتهايد، بفخر. تقريبا هم يسمون هذا بتعبير مغسول هو “تطبيق السيادة”.
“أيتها الارض الحبيبة، قومي بالصراخ”، هذا هو عنوان كتاب الين بيتون عن الابرتهايد. هذا كان ايضا هو عنوان مقال لعزرئيل كارلباخ، من أوائل محرري “معاريف” في العام 1953. كارلباخ وصف لابنته طرق السلب التي اتبعناها تجاه العرب في البلاد: “أنت، ربما عيونك هذه لن تعرف. أنت من مواليد البلاد ولكونك هكذا اعتدت، وبالنسبة لك فمن الطبيعي أن العالم منقسم الى قسمين، المنتصرين والمهزومين، انسان سام وانسان حقير. وبالنسبة لي أنا يهودي”. ليست كلمة الابرتهايد هي التي اخافت كارلباخ، بل اخافته السياسة. وهذه السياسة يجب أن تخيفنا نحن ايضا.