الدستور
قبل أي شيء؛ أكدت صدق الموقف الأردني «قيادة وحكومات وشعبا» في دعمه لفلسطين وللفلسطينيين على اختلاف مواقفهم، وهذه حقيقة يجب أن لا نتخلى عنها ولا نقلل من أهميتها، لأننا نمر بمرحلة من انهيار كل أنواع الثقة، وهي سببنا لوجوب إحداث تغيير في المنطقة، يؤكد ويركز على حقوق الشعب الفلسطيني بوطن مستقل، كضمانة رئيسية لحل الصراع «الدولي» في منطقتنا.
قبيل مناسبة مرور عام على ذكرى 7 أكتوبر «التي ما زالت جدلية بالنسبة لي»، يجب أن نؤكد بأن ما حدث بعدها من ردة فعل غربية، ساهم في كشف كثير من الأباطيل والأضاليل السياسية والإعلامية، لا سيما المتعلقة بالموقف الأمريكي من اسرائيل، فقد بات واضحا أن اسرائيل ما هي إلا «فصيل» أمريكي مأجور، لفرض الفكرة الأمريكية في السيطرة والتوسع والتنافس، وما الأجندة الإسرائيلية إلا «اجتهاد» تجاري بطابع عقائدي يهودي، يتسلق الأجندة الأمريكية، ويؤمن حالة خلاقة بالنسبة لأمريكا وبريطانيا وفرنسا.
تهشمت صور عالمية كثيرة متعلقة بالقانون الدولي وبهيئة الأمم المتحدة، وبحقوق الإنسان وعدم نظافة ولا حيادية الإعلام، وهذه نتائج لم تكن ليتوصل العالم إليها لولا حجم الجريمة المسكوت عنها في فلسطين، ويجري فرض قانون القوة المعادية للأخلاق والحقوق، واعتبارها هي القانون ولا شيء غيرها.
بناء على هذا تم إفشال فكرة السلام الكاذبة، وانكشف بطلان هذه الفكرة والعملية المتعلقة بها، والتي انطلقت رسميا منذ اتفاقية كامب – ديفيد مع مصر، وبناء على ذلك بطلان كل الدعوات المرتبطة بها، لا سيما التطبيع مع العدو الصهيوني الذي تعتبره بعض الدول مكسبا سياسيا مقنعا لشعوبها، حيث السلام كله كذبة وخدعة، فماذا سيكون اثر التطبيع مع مجرم توسعي.
انكشف الوجه الأقبح لإسرائيل، وأحلامها التوسعية، واصبحت معلنة وتتنكر للقانون الدولي وحقوق البشر، ولا ننسى مع هذه الحقيقة الجلية أن أمريكا تؤيد هذه الأحلام وتصادق على تنفيذها، عمليا، ويعد رؤساؤها بمزيد من التوسع والمكاسب لصالح «قضيتهم» وهي اسرائيل.
أثبتت المقاومة في غزة، بأنها النموذج الأنسب للتعامل مع العدو المجرم، ويكفي القول بأن حرب الإبادة على غزة الهادفة للقضاء على حماس واستعادة «أسرى الحرب»، لم تتحقق رغم تسخير كل موارد أمريكا وقوتها التكنولوجية في حرب الإبادة والتجسس.
انكشفت إيران؛ وتم فضح انتهازيتها، واستخدامها للعرب وأوطانهم، كأدوات لحماية نفسها وبناء علاقات مع الغرب والشرق، وفتحت نوافذ واسعة لأمريكا ومجرميها بان يحاولوا فرض قوتهم وتفوقهم، حين صمتت أو سمحت باغتيال عدد كبير من «العرب» المحسوبين على محور المقاومة، وهذا دليل آخر على تفوق الفلسطينيين، حيث لا تملك إيران اتصالات كبيرة وفعلية مع المقاومة الفلسطينية «حماس»، ولو كانت إيران تتمتع أو تملك أو تؤثر بقرار المقاومة الفلسطيني، لحققت اسرائيل أهدافها من حرب الإبادة في غزة.
على الرغم من «جدلية» تدخل حزب الله في أحداث سوريا، إلا أن ردة الفعل على اغتيال حسن نصر الله أثبتت صواب موقف حركة حماس، من عدم التدخل في أحداث سوريا، ولا في أي أحداث خارج حدود فلسطين المحتلة.
مع مثل هذه الحقائق اتضحت عدالة القضية الفلسطينية، وحجم الخطر والشر الذي يقف خلفها، وحجم الخطأ الذي يرتكبه كل من يتخلى عنها من العرب، الذين لم تعد الصدمات تؤثر فيهم، فضعفهم في الصناعة وجهلهم بالتكنولوجيا، يقدمانهم كضحية مثالية للعربدة الإرهابية التي تقودها إسرائيل، وتورط فيها الغرب والشرق.
إيران؛ التي تقوم ببيع أذرعها وحلفائها لإسرائيل، هي المسؤولة عن نصف الدمار الذي يجري في وطننا العربي، وهي في طريقها للاختفاء، على طريقة «البيروسترويكا» التي أسقطت الاتحاد السوفيتي قبل حوالي 30 عاماً.