عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Sep-2021

الوهم السياسي*م. هاشم نايل المجالي

 الدستور

العديد من الشخصيات السياسية او القوى السياسية يتولد لها شعور واحساس بتصورات وافكار أنه من الممكن تحقيقها ويصرح بها، وهي بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي، ليكتشفوا فيما بعد انها غير قابلة للتحقيق.
 
كل ذلك مبني على الخيال الذي يرسمونه في مخيلتهم، فالخيال قوة عقلية مبدعة تتجاوز الواقع عبر تفكير يرسم صورة امكانية تحقيق ذلك الخيال عبر الواقع، هذا هو الوهم السياسي الذي يراود كثير من الشخصيات السياسية التي تسعى الى تشكيل تكتلات ومجموعات لتغيير الواقع كما يعتقدون.
 
أي تفكير خارج حدود الممكن، فلن يشكل الواقع على هواهم وفكرهم المزيف حتى وان اقنعوا البعض بذلك، بل سيكون هناك انعكاسات سلبية لا يعرف ابعادها الشخصية او الجماعية، بل من الممكن ان يؤدي ذلك الى العبث بالمجتمع، وفوضى اعلامية لتتناولها مواقع التواصل الاجتماعي على انها حدث مهم من الممكن تحقيقه.
 
ان الخيال السياسي لأي شخصية سياسية او مجموعة سياسية تطرح مشروعاً تجمعياً تكاتفياً خلاقاً، يجب ان يبنى وفق القيم والمبادىء القيمية الاخلاقية والوطنية، ويتناسب وشروط الواقع الموضوعية، وان يكون قابلاً للتطبيق.
 
واي حلم لأي شخصية سياسية يجب ان يكون ذو طبيعة استراتيجية، بمنظومة تشاركية وطنية تراعي كافة الاطياف والمجموعات الوطنية الاخرى، لتحقيق الهدف المنشود بفكر مشترك ووعي متآلف وجهد جماعي مكمل لبعضه البعض، يحافظ على النسيج الاجتماعي ويعزز الولاء والانتماء.
 
فعند تشكيل حزب معين مهما كانت غاياته او اهدافه، يجب ان لا يصور لاعضائه انه سيكون الحزب الامثل والاقوى والاصلح، بل سيكون ضمن منظومة الاحزاب التي ستعمل مع بعضها البعض تشاركياً وتضامياً لتحقيق الاهداف والغايات الوطنية، وان يكون واقعياً واقرب الى عامة الشعب ويلبي طموحهم ويسعى لترجمة افكارهم على ارض الواقع بموضوعية.
 
فالاصلاح لا يتم وليد لحظة، وحل مشكلة البطالة والفقر يحتاج الى تضافر كافة الجهود بين كافة الاحزاب والقطاعات الاخرى.
 
وكذلك رسم السياسات وتقديم الدراسات والابحاث يحتاج الى تشاركية مع قطاعات مختلفة، اي ان الحلقات يجب ان تتماسك مع بعضها البعض لتحافظ على النسيج الوطني السياسي والاجتماعي.
 
فمختلف الازمات والقضايا لن تحل بجهد فردي او جماعي منعزل، بل بجهد جماعي تشاركي يساهم فيه الجميع بكل وفاء واخلاص.