عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Feb-2019

بعیدون عن التهدید الاستراتیجي - یوسي ملمان
 
معاریف
الغد- بخلاف الانطباع الذي یحاول رئیس الوزراء اثارتھ لدى الجمھور لاعتبارات سیاسیة حزبیة، فإن الوضع الاستراتیجي والاستخدامي لإسرائیل یتحسن فقط والمخاطر والتھدیدات علیھا قلیلة.
وھي بالتأكید بعیدة عن تعریف ”التھدید الوجودي“. إلى ذلك یشیر تقریران جدیدان: واحد ھو المیزان الاستراتیجي الذي رفعتھ إلى الطاقم ”الكابینیت“ قیادة الأمن القومي، والثاني، التقدیر الاستخباري السنوي لدائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكریة ”امان“.
في تقریر قیادة الامن القومي جاء ان ھناك ”تحسنا في وضع إسرائیل الاستراتیجي“، مصدره في خلیط من ”قوتھا وذخائرھا“. وھذه تستند بالطبع إلى القوة العسكریة للجیش الإسرائیلي وجھاز الأمن، بما فیھ أسرة الاستخبارات التي تحظى بثناء عظیم في العالم على قدراتھا في الحصول على المعلومات واحباط الارھاب، ولكن أیضا إلى العلاقات الممتازة مع الولایات المتحدة وعلاقات الثقة مع روسیا.
في تقریر قیادة الأمن القومي ھناك تشدید أیضا على أن إسرائیل تخلق شراكات جدیدة مع الدول
السنیة، التي تنسجم في رؤیتھا مع الحاجة إلى صد مساعي التوسع لإیران في الشرق الاوسط،
ومثلھا المخاوف من امكانیة ان یكون لإیران سلاح نووي. وحسب قیادة الامن القومي، فإن الاعتراف بخطورة النظام في طھران، تطویر صواریخ بعیدة المدى وتمویل ومساعدة الارھاب، اضافة إلى برنامجھا النووي، یتسلل ویتغلغل أیضا في وعي دول في أوروبا وعلى رأسھا فرنسا، حتى لو كانت، بخلاف الولایات المتحدة، تواصل التمسك بالاتفاق النووي مع إیران.
وحسب المیزان الاستراتیجي لقیادة الأمن القومي، فإن التحسن في وضع إسرائیل یعتمد أیضا
على اقتصاد مستقر وحدود آمنة. ولكن في قیادة الامن القومي أیضا، مثلما في شعبة الاستخبارات العسكریة، یشددون على التحدیات التي من شأنھا ان تؤدي إلى انعطافات ھامة في العام 2019 والتأثیر على إسرائیل ومكانتھا في الشرق الاوسط. صحیح ان حماس تواصل كونھا مرتدعة، ولكن یتعاظم الخطر لحرب مع المنظمة، حتى لو لم تكن معنیة فیھا بسبب الضائقة الانسانیة في القطاع. وھي من شأنھا أن تصل إلى الاستنتاج بانھ لا مفر لھا غیر الصدام مع إسرائیل كي تحطم الوضع الراھن وتخرج من المتاھة.
إن الضائقة الاقتصادیة المتعاظمة من العقوبات التي تفرضھا علیھا إدارة الرئیس ترامب، من شأنھا أن تؤدي أیضا بإیران إلى ان تتخذ بضع خطوات مقلقة في كل ما یتعلق ببرنامجھا النووي. وحسب تقدیر شعبة الاستخبارات العسكریة، فھي من غیر المتوقع أن تلغي الاتفاق النووي، ولكن من المتوقع أن تدخل في مجالاتھ الغامضة. یمكن لھذا أن یجد تعبیره في الاعمال لتخصیب الیورانیوم إلى مستوى 20 في المائة، او في التطویر الأكثر تسارعا لأجھزة الطرد المركزي، لتخصیب الیورانیوم.
تطویر مثیر للاھتمام آخر ھو أن الاستخبارات الإسرائیلیة عادت لتفتح عینھا على العراق، بعد سنوات طویلة (منذ سقوط صدام حسین) والتي لم تكن فیھا ھذه الساحة تقریبا على جدول اعمالھا. وینبع الاھتمام المتجدد من حقیقة أن إیران تصعد جھودھا للتأثیر على ھذه الدولة.
وتأخذ الاستخبارات الإسرائیلیة بالحسبان انھ في السیناریو الاسوأ، إذا اضطرت إیران لان تنسحب من سوریة فمن شأنھا ان تجعل العراق خط تماسھا مع إسرائیل. في مثل ھذا السیناریو،
الذي تمنع فیھ إسرائیل عنھا نشر الصواریخ في سوریة، من شأنھا أن تنصب صواریخ بعیدة المدى في العراق.
في جھاز الامن یتعاظم القلق من أن دول أخرى في المنطقة، اضافة إلى إیران، ستحاول تطویر
برنامج نووي. وأولا وقبل كل شيء ھناك تخوف من أن تصعد السعودیة إلى ھذا المسار وثمة على ذلك بضعة مؤشرات.