ھآرتس
الغد- ان اعتزال تسیبي لیفني السیاسة ھي خسارة للمجلس التشریعي لدولة إسرائیل بشكل عام
ولمعسكر السلام بشكل خاص. لیفني، التي كانت عضوا في الكنیست منذ 1999) في اطار
اللیكود)، ترأست لاحقا حزب كدیما وتولت ضمن مناصب اخرى منصب وزیرة الخارجیة
والعدل ورئیسة المعارضة، قالت والدموع في عینیھا في مؤتمر صحفي عقدتھ في تل ابیب
امس: ”فعلت كل ما في وسعي من أجل دولتي الحبیبة“.
منذ أن حل رئیس العمل آفي غباي المعسكر الصھیوني وعملیا أطاح بلیفني، وجد حزب الحركة
برئاستھا صعوبة في اجتیاز نسبة الحسم في الاستطلاعات. لیفني لم تعتزل بلا كفاح. فقد حاولت
الارتباط بحزب بني غانتس الجدید، مناعة لإسرائیلي، وفي حزب ”یوجد مستقبل“ لیائیر لبید.
ولكن لشدة الأسف خاف الرجلان من صورتھا الیساریة.
”السلام اعتبر كلمة فظة“، شرحت لیفني الصعوبة التي رافقت عملھا السیاسي في السنوات
الاخیرة. فاختیار غباي التخلص من لیفني، مثلما ھو تردد غانتس ولبید من الارتباط بھا – من
القلیلات في البرلمان الإسرائیلي ممن وصلن إلى رفع صوت واضح وعال من اجل السلام
والدیمقراطیة، في ضوء الموجة الیمینیة العكرة التي تجتاح إسرائیلي – ھي شھادة فقر لھم
ولأحزابھم.
وبالتوازي، فحصت لیفني امكانیة الوحدة مع میرتس بل والارتباط المتجدد بالعمل مع رئیس
الوزراء الاسبق اھود باراك. لم تعط جھودھا ثمارا وانطلاقا من الاحساس بالمسؤولیة عن
معسكر السلام قررت الاعتزال. ”لن اغفر لنفسي اذا ضاعت اصوات من یؤمنون بطریقي
ھباء“، ھكذا شرحت المنطق الذي وجھ قرارھا. ان حقیقة أن احزاب الیسار تخلت عن لیفني
وسمحت باعتزالھا السیاسة دون الكفاح من اجلھا تنضم إلى الاحساس المطلق الذي ینشأ عن
قوائم الحزبین: الحاجة إلى تسویة سیاسیة لیست العلم المركزي الذي یرفعانھ.
في السنوات الاخیرة ظھرت لیفني كمعارضة بارزة لبنیامین نتنیاھو. وشددت على الفھم بأن
فقط وحدة القوى بین احزاب الوسط – الیسار ستؤدي إلى الانتصار في الانتخابات وإلى تحول
سیاسي یؤدي إلى نھایة الولایة السیئة والطویلة جدا لرئیس الوزراء. اما اعتزالھا فیمثل بالتالي
عدم قدرة المعسكر على وضع الأنا جانبا والعمل معا في ظل التعاون، لغرض الھدف المشترك؛
كما أنھ یشكل دلیلا على أن معظم الطاقة في معسكر الوسط – الیسار تضیع ھباء على
صراعات داخلیة، ومعظم ”الذخیرة“ السیاسیة توجھ لاطلاق النار داخل المجنزرة. اما النتائج
في صندوق الاقتراع فستكون متناسبة مع ذلك.
ینبغي الامل في انھ حتى لو كان ھذا ھو وداع مؤقت فقط فإن لیفني ستواصل عملھا من خارج الكنیست. في وسعھا ان تساھم كثیرا في الحیاة الإسرائیلیة العامة في محاولاتھا لوقف الاندفاع
الھدام نحو الضم وفي قلقھا على المستقبل السیاسي والدیمقراطي لدولة إسرائیلي