مواقع
طروب العارف
لا شك أننا واجهنا ونواجه وسنصادف مواقف خارجية مُحبطة وخارجة عن إرادتنا ..فماذا نفعل عندها؟ هل ندع القلق يسيطر علينا ونتصرف بطريقة قد تتسبب في اتخاذ إجراءات يصعب التراجع عنها؟ أو اللجوء الى بعض الاستراتيجيات التي تثبتنا وسط هذه العواصف؟
.
بيث كورلاند، عالمة النفس الاكلينيكية ، وفي كتابها الأخير بعنوان " الرقص على الحبل المشدود: تجاوز عادات عقلك واستيقظ لتكمل حياتك" أجابت عن هذا السؤال على موقع سيكولوجي توداي.
بدأت كورلاند بتعريف مصطلح تنظيم المشاعر وهو القدرة على ممارسة السيطرة على الحالة العاطفية للفرد والذي قد يتضمن سلوكيات مثل إعادة التفكير في موقف صعب لتقليل الغضب، أو القلق، أو إخفاء علامات الحزن ،أو الخوف المرئية، أو التركيز على أسباب الشعور بالسعادة أو الهدوء ثم تحدثت عن كيفية التعامل مع المتاعب والتحديات دون الانجراف.
وتعرض كورلاند 3 خطوات الثبات أمام العواصف
1- تهدئة الجهاز العصبي
شَبَّهت كورلاند المواقف غير المتوقعة في الحياة اليومية بالعاصفة العاتية التي تواجه البحارة أثناء الإبحار وكيف يسرعون بإلقاء المرساة لتثبيت السفينة.
وذكرت أنه عندما يتفاعل جهازك العصبي مع أي تهديد فبدلا من الحيرة في الاختيار، في تلك اللحظة ، بين الاستعداد للمجابهة أو الهروب فمن الأفضل وكخطوة أولى أن تحاول تهدئة جهازك العصبي وذلك "بإلقاء المرساة" من خلال تثبيت طريقة التنفس بإبطاء عمليات الزفير وجعلها أطول من الشهيق . هذا الأجراء يرسل رسائل مُهَدئة الى الجهاز العصبي وعندما يهدأ يكون أكثر تنظيما..و يمكن رؤية الأمور بوضوح.
كما يفيد الجلوس من تخفيف من حدة التوتر العضلي.
2- استحالة تغيير الظروف لكن يمكن التركيز للخروج من المشكلة
عادت كورلاند الى تشبيه السفينة قائلة إنه بالرغم من استحالة إيقاف العاصفة، فبالإمكان التنقل على ظهر السفينة لتعثر على المكان الآمن لحظتها وأيضًا ممكن أن تغير توجيه الدَّفَّة، والمقصود هنا أن تتذكر أنه بينما لا يمكنك تغيير الظروف الخارجية أو التحكم فيها، يمكنك التركيز والتفكير بأي تصرف قد يفيد في تخفيف الضرر.
3- التركيز على الرؤية
طلبت كورلاند أن تتخيل أن أمامك منارة وهي التي توجه السفن الى ميناء آمن. واستخدمت هذه الاستعارة لتقديم النصيحة بأن تركز على ما يهمك حقًا، فإن أكثر ما نهتم به وحتى في حياتنا يساعدنا على اتخاذ الخيارات الأكثر توافقًا مع قيمنا ونستطيع اختيار السلوكيات التي تخدمنا على المدى الطويل.
وفي هذه الخطوة الثالثة، استعانت كورلاند بتشبيه السفينة ونصحت بأن تتخيل أن أمامك منارة وستستعين بالبوصلة لتمضي في الاتجاه المطلوب.
وتخلص عالمة النفس الى القول أن عواصف الحياة اليومية وغير المتوقعة ستسبب بطردنا من مسارها لِشِدَّتِها، لكن من المفيد معرفة أن هناك بعض الأدوات التي يمكن أن تساعدنا على التنقل بسهولة أكبر. لذا، إن تذكرت إسقاط مرساتك والوقوف على رأس سفينتك وإبقاء المنارة في الأفق، يمكن أن يساعدك هذا في العثور على طريق العودة إلى المياه الآمنة والمستقرة.