عمان - الدستور -تحت عنوان «التقنيات المساعدة والمشاركة الفعالة» احتفل العالم أمس بـ»اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد» الذي يعاني منه ملايين الأطفال حول العالم، ويسمى كذلك مرض (أو الذاتوية - Autism) هو أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية «اضطرابات في الطيف الذاتويّ» (Autism Spectrum Disorders - ASD) تظهر في سن الرضاعة، قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، على الأغلب.
علاج التوحد في الأردن
رغم عدم وجود إحصائيات رسمية تبين أعداد المصابين بالتوحد في الأردن، إلا ان اخصائيين وخبراء يؤكدون ان عددهم يصل لحوالي( 8 )آلاف مصاب ومصابة، مطالبين من عام الى اخر بإجراء مسح وطني شامل لمعرفة الأرقام الدقيقة حول عدد مصابي هذا المرض، حتى يتسنى لهم تشخيصه مبكرا وبالتالي التخفيف من أعراضه.. ويوجد في المملكة 12 مركزا متخصصا لعلاج التوحد.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد حددت في كانون الاول من العام 2007 يوم الثاني من نيسان من كل عام يوما عالميا للتوعية بمرض التوحد لتسليط الضوء على الحاجة إلى تحسين حياة الاطفال والبالغين الذين يعانون من هذا المرض، بما يكفل لهم التنعم بحياة كريمة على أكمل وجه، وبُدئ الاحتفال به للمرة الاولى في عام 2008.
بالرغم من اختلاف خطورة وأعراض مرض التوحد من حالة إلى أخرى، إلا أن جميع اضطرابات الذاتوية تؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم.
تُظهر التقديرات أن 6 من بين كل 1000 طفل في الولايات المتحدة يعانون من مرض التوحد، وأن عدد الحالات المشخصة من هذا الاضطراب تزداد باضطراد، على الدوام.
من غير المعروف، حتى الآن، ما إذا كان هذا الازدياد هو نتيجة للكشف والتبليغ الأفضل نجاعة عن الحالات، أم هو ازدياد فعليّ وحقيقي في عدد مصابي مرض التوحد، أم نتيجة هذين العاملين سوية.بالرغم من عدم وجود علاج لمرض التوحد، حتى الآن، إلا أن العلاج المكثف والمبكر، قدر الإمكان، يمكنه أن يُحدث تغييرا ملحوظا وجديا في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.
دمج «المتوحدين» في المجتمع
بتلك المناسبة نشرت الأمم المتحدة على صفحتها الرسمية الكلمة التالية، «زاد الوعي بمرض التوحد في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة. و تعد حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد على النحو المنصوص عليه في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، جزءًا لا يتجزأ من ولاية الأمم المتحدة».
وعندما تبنى زعماء العالم خطة التنمية المستدامة لعام 2030 في عام 2015 ، أعاد المجتمع الدولي من جديد تأكيد التزامه القوي بالتنمية الشاملة المستدامة التي في متناول الجميع، وتعهدوا بألا يتخلف أحد عن الركب. وفي هذا السياق، تغدو مشاركة الأشخاص المصابين بالتوحد بوصفهم فاعلين في تحقيق التنمية المستدامة ومستفيدين منها، ضرورة.
وبالتالي فالحصول على التقنيات المساعدة بأسعار معقولة هو شرط أساس في تمكين الأشخاص المصابين بمرض التوحد من ممارسة حقوقهم الإنسانية الأساسية والمشاركة الكاملة في حياة مجتمعاتهم. ولذا فيمكن أن تسهم التكنولوجيا المساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال التخفيف من أثر الحواجز القائمة التي تحول دون وقوع تلك المشاركة على قدم المساواة مع الآخرين.
في حين يتواصل التقدم التكنولوجي، لم تزل هناك عقبات كبيرة من مثل الكلفة الباهظة له، ونقص المتاح من تلك التكنولوجيات وضعف الوعي بها وبإمكاناتها والتدريب عليها. وتشير البيانات المتاحة إلى أن أكثر من %50 من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى أجهزة مساعدة في العديد من البلدان النامية لا يستطيعون الحصول عليها.
في أيلول/ سبتمبر 2018 ، دشن الأمين العام للأمم المتحدة استراتيجية جديدة للتكنولوجيات الجديدة تهدف إلى تحديد كيفية دعم منظومة الأمم المتحدة استخدام هذه التقنيات للتعجيل في تحقيق جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030 ، ويُراد من الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بالتوحد لعام 2019 في سياق إستراتيجية الأمين العام التركيزعلى الاستفادة من استخدام التقنيات المساعدة للأشخاص المصابين بمرض التوحد بوصف تلك التقنيات أدوات في إزالة الحواجز التي تحول دون مشاركاتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الكاملة في المجتمع، وفي تعزيز المساواة والإنصاف والشمول.
الحقوق والحريات الأساسية
من جهته قال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش بتلك المناسبة، «في اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، نرفع أصواتنا عاليةً ضد التمييز ونحتفي بالتنوع في مجتمعنا العالمي ونعزّز التزامَنا بالإدماج التام للمصابين بالتوحد وبكفالة مشاركتهم الكاملة. فمساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم كاملةً جزء حيوي من جهودنا الرامية إلى الوفاء بالوعد الأساسي الذي قطعناه على أنفسنا في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ، وهو: عدم ترك أي أحد خلف الركب. ويسلَّط الضوءُ في احتفالنا هذا العام على أهمية التكنولوجيات المساعِدة الميسورة التكلفة في توفير الدعم للمصابين بالتوحد لكي ينعموا بحياة لا يتمتعون فيها بالاستقلالية فحسب بل ويمارسون حقوقهم الإنسانية الأساسية أيضا، ولا تزال هناك عراقيل كبرى تحول دون الوصول إلى مثل هذه التكنولوجيات في جميع أنحاء العالم، ومنها ارتفاع تكلفتها وعدم توافرها ونقص الوعي بما تتيحه من إمكانات».
وأضاف «لقد أطلقتُ في العام الماضي استراتيجية للتكنولوجيات الجديدة أردتُ بها كفالة اتساق التكنولوجيات الجديدة والناشئة مع القيَم المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وفي هذا اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، دعونا نؤكد مجدداً التزامنا بهذه القِيَم - التي تشمل المساواة والإنصاف والإدماج - وبتعزيز المشاركة الكاملة لجميع الأشخاص المصابين بالتوحد، بأن نضمن لهم الحصول على الأدوات اللازمة للتمتع بحقوقهم وحرياتهم الأساسية.