عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Jul-2019

زيارة ناجحة - كمال زكارنة

 

الدستور - المواقف المبدئية الاردنية تجاه فلسطين لا تتغير ولا تتبدل، فهي ثابتة كثبات جبال شيحان وصلبة كصلابة صخور وادي رم ومرتفعات ضانا، وكعادته وكما يوجه جلالة الملك عبدالله الثاني، لا يغلق الاردن بابا ولا منفذا في وجه الفلسطينيين، ولا يرفض طلبا الا اذا تعارض مع المصالح الوطنية والاستراتيجية الاردنية او الفلسطينية او كليهما، هذا ما اكدته اللقاءات الاردنية الفلسطينية مطلع الاسبوع في عمان في اطار اللجنة المشتركة  برئاسة رئيسي الوزراء الدكتور عمر الرزاز والدكتور محمد اشتية، والنتائج الايجابية جدا، التي تمخضت عن اللقاءات والاتفاقيات ومذكرات التفاهم العديدة في مختلف المجالات التي تو التوصل اليها وتوقيعها .
الاستقبال الرسمي الحافل الذي حظي به رئيس الوزراء الفلسطيني في عمان،  اسوة بكبار المسؤولين الآخرين، يؤكد تقدير الاردن الكبير للشعب الفلسطيني وقيادته وحكومته، في الوقت الذي تحاول بعض الدول تجاهل فلسطين شعبا وارضا وقيادة، ويظهر الموقف الاردني الداعم والمساند بلا حدود للقضية الفلسطينية، والحرص الشديد على ان فلسطين دولة مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، تمتلك كل مقومات الدولة المطلوبة، الارض والشعب والحكومة، ويبرز العلاقات الخاصة والفريدة المتميزة القوية والاخوية بين الشعبين التوأم والقيادتين الشقيقتين في بلدين تجمعهما جميع اسباب واشكال الوحدة الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية والثقافية والعادات والتقاليد وجميع مناحي الحياة الاخرى.
 لا يبخل الاردن ابدا في الاستجابة لكل طلب فلسطيني من شأنه تعزيز الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال الصهيوني، وتثبيت الشعب الفلسطيني فوق ارض وطنه باعتبار ذلك مصلحة اردنية وفلسطينة مشتركة،  ولا يمانع الاردن في وضع امكاناته كافة في مجالي الخبرة والمعرفة في خدمة الجانب الفلسطيني وتزويده بالاحتياجات التي يستطيع الاردن تلبيتها في جميع المجالات.
وقد بدى الارتياح واضحا جدا على جميع اعضاء الوفد الفلسطيني ورئيسه اثناء اللقاءات المشتركة الجماعية والثنائية، وخلال التصريحات الصحفية حول نتائج تلك اللقاءات التي عبر عنها الدكتور اشتية وبعض الوزراء الفلسطينيين بكل صراحة ووضوح، بأنها كانت ايجابية جدا ومثمرة وبناءة وناجحة، وانهم وجدوا كل الدعم والتجاوب والتوافق والقبول الذي تمنوه في الاردن بل واكثر من ما توقعوا، ولمسوا حرصا اردنيا على المصلحة الوطنية الفلسطينية لا يوازيه الا حرص الفلسطينيين انفسهم على مصالحهم الوطنية.
الثقة الفلسطينية المطلقة بالمواقف الاردنية تجاه القضية الفلسطينية، جعلت من الاردن بوابة العبور الاولى والرئيسة لفلسطين نحو العمق العربي، لتنفيذ المشروع الوطني الفلسطيني الاستراتيجي المتمثل بالانفكاك عن الاحتلال الصهيوني اقتصاديا اولا، والانحلال من كل الارتباطات مع الكيان المحتل وعدم الاعتماد عليه نهائيا، والاعتماد بالكامل على العمق العربي من خلال الاردن وبالتعاون والشراكة الكاملة معه برا وبحرا وجوا .
الاردن وفلسطين لا يبنيان علاقات اقتصادية فحسب، وانما يؤسسان لبناء اقتصادي قوي ومتين يدوم ويستمر، ليشكل قواعد اقتصادية تخدم البلدين الشقيقين والدول العربية الشقيقة والصديقة مستقبلا، ويحقق اهدافا استراتيجية على مستوى الازدهار والتطور الاقتصادي.
القيادة الفلسطينية تسعى الى الافلات من قبضة الاحتلال الاقتصادية، وهذا لا يمكن ان يتحقق الا بالشراكة مع الاردن والدول العربية الاخرى من خلال الاردن .
زيارة الدكتور اشتية لعمان كانت ناجحة بامتياز وحققت نتائج رائعة،  يمكن البناء عليها في جميع المجالات التي كانت مدار البحث والنقاش مع الحكومة الاردنية التي فتحت ابواب الاردن وقلبه وذراعيه للوفد الفلسطيني.