عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jan-2020

مهرجان المسرح العربي.. ليلة افتتاحية مليئة بالإبداعات الفنية

 

عمان-الغد– في ليلة استثنائية مليئة بالإبداعات الفنية؛ افتتح أول من أمس مهرجان المسرح العربي في دورته الـ12 على مسرح قصر الثقافة في مدينة الحسين للشباب، ورعى الحفل مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني؛ وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي.
وبتنظيم من الهيئة العربية للمسرح وبالتعاون مع وزارة الثقافة ونقابة الفنانين الأردنيين؛ استهل الحفل الذي قدمه الفنانان أمل الدباس والدكتور محمد واصف، بعرض توثيقي بصري لصور الفنانين الأردنيين بعضهم رحلوا وما يزالون في الذاكرة بمصاحبة تعليق بصوت الفنان هشام الهنيدي يؤكد دور الفنانين الأردنيين في الحركة الإبداعية، كما تم عرض فيديو قصير للأعمال المشاركة في المهرجان.
وألقى نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب، كلمة النقابة الشريكة في المهرجان، والتي رحب من خلالها بالمسرحيين والفنانين، مثمنا الرعاية الملكية السامية لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إيقاد شعلة مهرجان المسرح العربي في الأردن وبدورته الثانية عشرة بعد أن نظمت الدورة الرابعة العام 2012 في عمان، بالتعاون مع نقابة الفنانين وبمبادرة كريمة ودعم ورعاية من حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي أسس الهيئة العربية للمسرح التي تعددت مشاريعها بما فيها مهرجان المسرح العربي وعلى الأصعدة كافة، في الشأن المسرحي، مما أسهم بشكل فاعل في تنشيط الحراك المسرحي العربي.
أمين عام الهيئة العربية للمسرح الأديب إسماعيل عبد الله، قال في كلمته التي لاقت تفاعلاً ساطعاً من جمهور الحفل الذي ملأ جنبات قصر الثقافة: “نمشي إلى عتبات تايكي، نطمئنها أن المبدعات والمبدعين قد وصلوا عمّونك سالمين، يبتغون وجه المسرح ويرفعون، للإنسانية السلام والحرية، ويصلون، من أجل عدالة لا تهون، ومن أجل أوطان حرة، وإنسان مكلل بالحق والمحبة، من أجل حرب على الظلامة والجهالة بالنور وبالثقافة، بالمسرح، من أجل مقارعة البشاعة بالجمال، ومن أجل مصارعة البلادة بالدهشة، من أجل محو الصمت بحلو المعاني، ومحو الخوف بالأغاني، ومحو العجز بأجساد بليغة التعبير والكلام”.
عبد الله أظهر في جزء من كلمته حول تاريخ الأردن ومشهده الفني المسرحي وحواضره المشعة، درايةً مُحبةً عميقةَ المعرفةِ في الأردن، وعكس حسّاً عروبيّاً شفيفاً رهيفا: “ها هو المسرح على أرض عمان يجمعنا، شعباً لا شعوباً، قوماً لا أقواماً، في زمن التشرذم والشحناء والتناحر والتباعد، هنا في عمان الوفاق والاتفاق، يوحدنا الألم فينبثق الإبداع والأمل”.
وأضاف “نحن بحاجة إلى قبول الآخر فكراً وإبداعاً ومغايرة، بحاجة إلى إقدام الشباب من دون أن تحبطهم رغبات من شاخت قواهم الإبداعية، بحاجة إلى إقدام الشباب ونأيهم عن أن يتحولوا إلى عالة وطلاب رعوية المؤسسات التي تتحول في لحظات التغيير إلى الحاكم المتحكم.. المسرح صنو الحرية، والمسرح صنو الأخلاق بالمفهوم القادر على تنمية الحرية والثقافة في أوصال المجتمعات”.
عبد الله توج كلمته بالإعلان عن تأسيس رابطة أهل المسرح بوصفها مبادرة جديدة من مبادرات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي كلف الهيئة العربية للمسرح مباشرة العمل على المشروع خدمة للمسرحيين على امتداد الوطن العربي.
في كلمة يوم المسرح العربي التي ألقاها الفنان البحريني الشامل خليفة العريفي، تأمل العريفي مآلات الكلمة والحوار في المسرح الحديث الذي يرى أن الكلمة تراجعت فيه، والحوار خبا بريقه لصالح لغة الجسد وتعبيرات الممثل وممكنات المخرج البصرية ورؤاه السينوغرافية، وختمها بدعوة واضحة مفتوحة إلى الذهاب نحو المستقبل: “يا أيها المسرحيون العرب، إذا أردتم أن تطوروا المسرح العربي ليصير عالمياً، فلا تقفوا عند الأمس، لا تقفوا عند اليوم، بل اذهبوا إلى ما بعد الغد. لتطوروا المسرح العربي، اذهبوا إلى ما بعد الغد”.
وفي ختام حفل الافتتاح، قام د. عادل الطويسي وأمين عام الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله، ونقيب الفنانين حسين الخطيب بتكريم الفنانين الأردنيين، وهم؛ باسم دلقموني وحابس حسين وحاتم السيد وخالد الطريفي وعبد الكامل خلايلة وعبدالكريم القواسمي والدكتورة مجد القصص ونادرة عمران ونبيل نجم ويوسف الجمل.
وجاءت مغناة السنابل لتكون عملا فنيا فيه الإبداع والجمال والموسيقى والإيقاع، والرقص التعبيري في دلالة على النماء والعطاء والفرح؛ حيث كتبها الشاعر طارق شخاترة، ومن إخراج محمد الضمور، وألحان د. ليندا حجازي، وأداء الفنانين ليندا حجازي، أحمد رامي، يزن الصباغ، بمرافقة فرقة “رف”.
المغناة تعود الى البدايات، مع بدء الخليقة، مرورا بحقب زمنية مرت على الوطن العربي؛ حيث إن هناك معادلا بصريا على الخشبة لفرقة “رف”، وموسيقى وألحان وتوزيع مبدع؛ حيث ترافق ألحان د.ليندا التحولات الزمنية، بدءا من الصوت.. ونقرات الدفوف، مرورا بنهضة فنية عربية في الأندلس، والغناء الصوفي الذي هو الأقرب لروح الفنان، وانتهاء بثيمة فلكلورية أردنية “فن السامر”، لينتشر هذا النور من الأردن على امتداد الوطن الكبير بثيمة “موطني”. ليلة تعانق فيها الإبداع الفني والتعبير “كلمة.. وموسيقى.. وأداء” احتفاء بالضيوف العرب.. وبما يليق بالمسرح والمسرحيين.