عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Sep-2020

بيان عمان.. ولاءات الملك الثلاث*ابراهيم الزعبي

 الراي

رحم الله شاعر الأردن حبيب الزيودي عندما سطر إهزوجته: «صباح الخير يا عمان... ياحنه على حنه... واذا تتبدل الأيام... حنا ما تبدلنا »، نعم، هو الأردني لا يبدل موقفه ولا يغير جلده، والمتابع للخطاب الأردني على مدى عقود من عمر قضية العرب المركزية «فلسطين»، يدرك تماماً، أن هذا الخطاب، ثابت وراسخ ولم يتغير حتى في أحلك الظروف من عمر القضية، وما مورس على الاردن من ضغوطات سياسية واقتصادية، كانت كفيلة بتغيير موقفه، لكن صاحب الحق سلطان.
 
حين يجتمع وزراء خارجية الأردن ومصر، فرنسا والمانيا، بحضور الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام، في عاصمة «الوفاق والاتفاق» التي لم تبدل موقفها يوما في كل القمم والمؤتمرات التي استضافتها، لا بد أن يكون اجتماعهم وبيانهم، صرخة حق للضمير العالمي، والنظر بعينين لا بعين واحدة الى قضية شعب ما يزال يرزح تحت الاحتلال في القرن الحادي والعشرين، وما يمارس يوميا بحقهم من مصادرة للأراضي وسلب للممتلكات، وبناء مستوطنات غير قانونية، وتمييز صارخ حرمهم من أبسط حقوقهم الأساسية.
 
بيان عمان... وحل الدولتين هو الأساس، وهو ما ينادي به الملك في كل المحافل الدولية، فلا أمن أو استقرار في الشرق الأوسط،دون حل ينهي الاحتلال ويجسد دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنباً إلى جنب إسرائيل بسلام.
 
القضية الفلسطينية... كانت في صلب مباحثات الملك والرئيس الفرنسي ماكرون مؤخراً في باريس، وما جاء في بيان عمان، هو استكمال لجهود دبلوماسية أردنية حثيثة لتحريك المياة الراكدة في ملف القضية الفلسطينية، وانهاء حالة الجمود في مفاوضات السلام، واعادة الأمل في استئناف محادثات جادة بين طرفي الصراع، وفق مرجعيات القانون الدولي بمظلة أممية، واللجنة الرباعية ومبادرة السلام العربية، من أجل تحقيق السلام الشامل والحل العادل لقضية اللاجئين وفق القرار الأممي 194.
 
لاءات الملك الثلاث.. لا للتوطين، لا للوطن البديل، لا تنازل عن شبر من القدس الشرقية والتمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، هي مصلحة أردنية فلسطينية، وعنوان أردني ثابت في أي مفاوضات قادمة،وهي منسجمة مع بيان عمان والقرارات الأممية ذات الصلة.
 
بيان عمان... جاء في ساعة حرجة من عمر القضية الفلسطينية، ونكوص في الموقف العربي بفعل الضغط الأميركي، وهي ساعة بلغ فيها الباطل ذروته، فيما الحق في أقصى محنته،والثبات الأردني الفلسطيني في هذه الساعة، ربما يكون عنوان التحول، لتهيئة الظروف المواتية لاستئناف مفاوضات جادة لتحقيق السلام العادل والشامل الذي تستحقه شعوب المنطقة.