عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Jun-2025

ميزة جديدة من «غوغل ديسكوفر» تخيف ناشرين

 الشرق الاوسط--القاهرة: إيمان مبروك

قدَّم تطبيق «غوغل ديسكوفر» ميزة جديدة للقارئ تعتمد على عرض نقاط موجزة تلخِّص المقالات من دون الحاجة للنقر على الرابط وقراءة تفاصيل، الأمر الذي أثار مخاوف لدى الناشرين بشأن انخفاض الزيارات المباشرة من «غوغل»، فضلاً عن مخاوف أخرى بشأن دقة التلخيص، ولا سيما مع إمكانية تجهيزه بالذكاء الاصطناعي.
 
حتى الآن، يجري تجهيز الملخصات عبر أداة «غوغل نيوز شوكايس» (Google News Showcase) التي تسمح للناشرين المشاركين بتعبئة محتواهم خصيصاً لمنتجات «غوغل»، وفق ما أفصحت عنه الشركة مطلع يونيو (حزيران) الجاري، غير أنه في التوقيت عينه ذكرت الشركة أنها بدأت تختبر ميزة تلخيص القصص المعروضة في «غوغل ديسكوفر» باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما قد يقلل من نسبة النقرات الآتية من «ديسكوفر».
 
جدير بالذكر أن «غوغل ديسكوفر» -وهو منتج مخصَّص للهاتف الجوَّال فقط- يُستخدم عادة عبر تطبيق «غوغل» أو عند فتح تبويب جديد في متصفِّح «كروم». وأصبح يلعب دوراً بارزاً في تأمين الزيارات المباشرة على المواقع؛ خصوصاً مع انخفاض الإحالات الآتية من وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أن تقريراً لمعهد «نيمان لاب» أشار إلى أن «غوغل ديسكوفر» قد يغدو مصدر الزيارات الأول لكثير من الناشرين.
 
مهران كيالي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا»، شكَّك في تعليقه لـ«الشرق الأوسط» في دقة ملخصات الذكاء الاصطناعي، إذ قال إن «الذكاء الاصطناعي تتوفر لديه معلومات من مصادر متعددة، وعندما يلخِّص فهو يختار الأنسب للمُدخلات التي طُلبت منه. من ثم هناك شكوك في دقة التلخيص، ومدى أهمية النقاط التي يبرزها، بينما يتجاهل غيرها من دون استشعار دقيق للأهمية في سياق القصة».
 
كيالي يُقدر احتمالية الخطأ بنحو النصف، موضحاً أن «الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى تدخل بشري للمراجعة لضمان الدقة وتحاشي الإخلال بالمعنى الأصلي للمعلومات الواردة في المقال الصحافي». وهو يرى أن «غوغل» بخطوتها الأخيرة هذه تعزِّز اتجاه الاحتكار وإغفال حماية المحتوى وحقوق الناشرين الأصليين، مضيفاً أن خدمة التلخيص على «غوغل ديسكوفر» تجري وفقاً لرؤية التطبيق، ومن ثم يواجه الناشرون أزمة جديدة، يمكن القول إنها «مستعصية على الحل راهناً»، قبل أن يستدرك: «ولكن في المستقبل لا بد لقضية حقوق النشر أن تجد انفراجة. ومن ثم، على الناشرين اتخاذ خطوات حثيثة؛ لأن الذكاء الاصطناعي يسير بشكل متسارع لتوفير خدمات تعزز مكانته في الاستخدامات اليومية، من دون اكتراث لحقوق الصنَّاع الأصليين للمحتوى». وهذا قبل أن يشير إلى نقطة جوهرية، هي أنه «إذا أخطأ (غوغل ديسكوفر) في عرض تلخيص المحتوى، فلا توجد آلية واضحة للشكوى والتراجع لنحمي المحتوى».
 
والواقع أن هذه التغييرات تأتي بينما تختتم وزارة العدل الأميركية دعواها القضائية لمكافحة الاحتكار ضد «غوغل»، وتدرس فرض قيود أو حظر على الاستخدام الموسَّع لمنتجات الشركة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. وكان قاضٍ فيدرالي قد لفت العام الماضي إلى أن «(غوغل) تحتكر حالياً سوق البحث».
 
من جهة ثانية، عدَّت دعاء مدحت، الصحافية المصرية المتخصِّصة في الذكاء الاصطناعي وصناعة المحتوى، ما تفعله «غوغل» بشأن تلخيص المحتوى «انتهاكاً صريحاً لحقوق الناشر»، سواءً من خلال خدمة «ملخصات (غوغل) للأخبار» أو من خلال الخدمة الجديدة من «غوغل ديسكوفر»؛ لأن المنصة تقدم للمُستخدم ملخصاً للمحتوى من دون إلزامه بزيارة الرابط الأساسي للمصدر.
 
وتابعت في لقاء مع «الشرق الأوسط» شارحة: «على الرغم من أن (غوغل) فعلياً تُظهر الرابط الأساسي، ففي العادة يتجاهله القارئ؛ لأنه حصل بالفعل على النقاط الأساسية للقصة». وأردفت: «هذه الممارسة غير قانونية؛ لأنها تحصل من دون إذن مباشر من الناشر، ومن دون اتفاق على المشاركة في الإيرادات الناتجة عن استغلال هذا المحتوى، ما يؤدي إلى تراجع كبير في نسب الاطلاع على المصدر الأصلي».
 
وحول كيفية تعامل الناشرين مع هذه التغيُّرات، ترى الصحافية المصرية المتخصِّصة في الذكاء الاصطناعي أن «على المؤسسات الصحافية إدراك أن زمن الاعتماد الكلي على عدد الزيارات شارف على الانتهاء، بسبب التغيُّرات في سلوك المستخدمين الذين باتوا يفضِّلون الوصول السريع للمعلومة، ولا يميلون إلى التنقل بين المواقع وقراءة النصوص الطويلة».