الدستور - ايا كان المعنى لـ»الامانة» فقد احسنت وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية بطرق ابواب موضوعها خلال خطبتها المختارة والموحدة لمختلف مساجد المملكة أمس الجمعة والتي فصلها أئمة المساجد.
فمنهم من راح الى ربط الامانة في تسلم المنصب والذي هو في الاساس الواجب ان يتسلمه من هو كفؤ به لا ان تكون ترضية لفئات دون سواها.
فالمسؤوليات والمناصب العامة والخاصة أمانة يجب القيام فيها بالحق والعدل، فمنصب الحكم أمانة، ومنصب القضاء أمانة، ومنصب المدير في أي مؤسسة أمانة، ومسؤولية الأسرة أمانة.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ)، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: (إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ) رواه البخاري (6496).
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: « قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ! أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي ؟، قَالَ : فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا) « رواه مسلم (1825).
والبعض ردها ايضا بالاضافة لما سبق الى الحقوق المالية الثابتة بعقود، كالودائع، والقروض، والإجارات ونحوها، أو بدون عقود كاللقطة وما يجده الإنسان من أموال الناس الضائعة منهم.
والامانة لا تقتصر على ذلك بل تمتد الى حفظ أسرار الناس حيث قال أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ: ان رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا) رواه مسلم.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ الْتَفَتَ: فَهِيَ أَمَانَةٌ) رواه أبو داود.
ومما لاشك فيه ان الامانة امرها عظيم وعقوبتها كبيرة سواء في الشرائع السمواية ام في القوانين الوضعية بدليل أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- ذمّ خائن الأمانة وعدّه من المنافقين، وذلك في قوله -عليه الصلاة والسلام-: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان»، لهذا فإنّ لخيانة الأمانة عقوبة نيل الإثم وغضب الله تعالى ورسوله على الخائن.
وللحديث بقية..