عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Dec-2019

أبو رامي.. ذاكرة “50 عاما” محملة بحكايات مهنة الخياطة

 

أحمد الشوابكة
 
مادبا-الغد-  يعيد الستيني طلعت مسعد الصناع، الملابس القديمة إلى نضارتها من جديد بحياكة الخيط بدقة ومهارة ومعرفة في محله الصغير الواقع بمحاذاة دوار بلدية مادبا الكبرى.
ففي الصباح الباكر من كل يوم، يجلس الصناع أمام ماكينة الخياطة محاطاً بالعديد من الملابس التي يتركها أصحابها عنده لتصليحها، وهو يستمع الى أغنيات الطرب، ليؤكد أن حرفة الخياطة ما تزال صامدة وتقاوم خطر الانقراض نتيجة بحث الناس عن الأسهل والأسرع، ما أدى، بحسبه، إلى اقتصار أعمال الخياطين على إصلاح الملابس أو تغيير مقاساتها وفق الطلب.
يستذكر “أبو رامي” ما تبقى من ذكريات خمسين عاما مضت، عندما بدأ العمل بالمهنة آسفاً، لأن الكثير من الزبائن باتوا يفضلون الجاهز الذي يباع في المتاجر، وهو ما أثر بالفعل على المهنة وانخراط أجيال جديدة فيها، لافتا إلى قيام بعض محلات الخياطين أو بيع الأقمشة أو مستلزمات التفصيل بتقليل العمالة، بل إن بعضهم قام بتغيير العمل برمته.
تعلم أبو رامي مهنة الخياطة وأتقنها وهو في عمر (16 عاما) على يد الخياط الماهر حنا حنانيا الذي كان يمتلك مشغلا لخياطة الملابس في فترة بداية السبعينيات، ثم امتهن هذه المهنة لفترة تزيد على خمسة وأربعين عاما، بعد أن افتتح مشغلا خاصا به في التسعينيات من القرن الماضي، واليوم ابنه الوحيد رامي يمارس هذه المهنة بحب وإتقان.
ويعمل أبو رامي في مهنة إصلاح الملابس مع زبائن عديدين من مختلف المستويات، مؤكداً أنه يقوم بتصليح ملابس تخص كبار المسؤولين، من خلال المصابغ التي تقوم بدور الوسيط في ذلك.
ويشير إلى أن ميسوري الحال أيضاً يقومون بإصلاح ملابسهم، وذلك عائد إلى أسعارها المرتفعة وجودة أقمشتها، إضافة إلى أن بعض هذه الملابس تشكل لدى صاحبها قيمة كونها جاءته هدية غالية أو تتميز بلون وحجم مناسبين له أو أنه لا يجد بديلاً مشابهاً لها في الأسواق.
ويبين “أن هذا كله في حال أن الزبون جديد يريد التفصيل لأول مرة، أو يحضر أحياناً قطعة قديمة له لنأخذ المقاسات منها، أما إذا كان زبونا قديما اعتاد على تفصيل البدلة أو البنطال لدينا فتكون مقاساته مسجلة على الدفتر، ونعود إليها مباشرة ويبقى إليه اختيار الأمور الأخرى من قصة أو موديل ونوعية القماش واللون”.
وأشار إلى وجود مواسم تنشط فيها أعمال الحياكة، كما في مناسبات الزفاف والأعياد، لافتاً إلى وجود تفاوت في أسعار الملابس حسب عدد الأمتار والموديل وساعات العمل التي يستغرقها.