عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Jun-2024

دور الذكاء الاصطناعي في كشف خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاحتماعي*حسام الحوراني

 الدستور

في عالم رقمي يغرق بكم هائل من المحتوى، وحيث اصبحالتواصل عبر الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فإن هذا التواصل والحرية في التعبير تأتي مع تحديات كبيرة، وأحد أكبر هذه التحديات هو انتشار خطاب الكراهية على منصات التواصل الاجتماعي، تاركا وراءه آثارا سلبية على الفرد والمجتمع في العالم.
مفهوم «خطاب الكراهية»
خطاب الكراهية يُعرَّف بشكل عام على أنه أي تعبير يهدف إلى تحقير أو تشويه أو التحريض ضد الأفراد أو الجماعات بناءً على خصائص معينة مثل العرق أو الدين أو الجنس وهذه الأنواع من الخطابات تؤدي إلى خلق بيئات سامة وغير آمنة، مما يعزز الكراهية والعنف في المجتمع، مما يجعل مكافحته أولوية ملحة لمنصات التواصل الاجتماعي والمجتمعات الرقمية.
دور الذكاء الاصطناعي في كشف خطاب الكراهية
أكثر من ثلاثة مليارات شخص يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي يومياً، مما يجعل تأثير هذه المنصات غير مسبوق. لذلك، فإن اكتشاف خطاب الكراهية بشكل فعال يعد ضرورياً لبناء بيئات رقمية آمنة وموثوقة تقوم على احترام الافراد وارائهم. ومن هنا ، يلعب الذكاء الاصطناعيدورًا حاسمًا في كشف خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الانترنت من خلال مجموعة من التقنيات والأساليب اهمها :
1. معالجة اللغة الطبيعية (NLP):: تعتمد هذه التقنية على تحليل وفهم النصوص المكتوبة بلغة الإنسان. يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي تحليل المشاركات والتعليقات لاكتشاف الكلمات والعبارات التي قد تدل على خطاب الكراهية.
2. التعلم الآلي (Machine Learning): : تستخدم هذه النماذج مجموعات بيانات ضخمة لتدريب النماذج على التعرف على أنماط خطاب الكراهية. يتم تصنيف النصوص الجديدة بناءً على التشابه مع أمثلة معروفة لخطاب الكراهية.
3. الشبكات العصبية العميقة (Deep Learning): :تُستخدم الشبكات العصبية المعقدة، لتحليل النصوص بعمق أكبر وفهم السياق بشكل أفضل، مما يزيد من دقة الكشف عن خطاب الكراهية.
ومؤخرًا، طوّر فريق من الباحثين في جامعة واترلو (University of Waterloo) طريقة جديدة للتعلم الآلي تُعرف باسم «محول المناقشة متعدد الأنماط (mDT)»، والتي تحقق دقة تصل إلى 88? في الكشف عن خطاب الكراهية على منصات التواصل الاجتماعي مما يساهم في تقليل التكلفة والجهد المترتبة على قيام البشر بفحص المحتوى يدويًا لايجاد والتحقق من خطاب الكراهية.
طريقة عمل تقنية»محول المناقشة متعدد الأنماطmDT «
تقنيةmDT تتميز بقدرتها على فهم العلاقة بين النصوص والصور معا، مما يمكنها من وضع التعليقات في سياقها الأكبر، اي فهم السياق بشكل دقيق. هذا يساعد في تقليل النتائج الإيجابية الخاطئة التي كانت تُميز التعليقات كخطاب كراهية بشكل غير صحيح بسبب اللغة الحساسة ثقافياً.
أهمية فهم السياق
إن فهم السياق هو عنصر حيوي في تحديد خطاب الكراهية بدقة. النماذج التقليدية في الذكاء الاصطناعي كانت تواجه صعوبة في هذا الجانب، مما أدى إلى دقة أقل في تحديد خطاب الكراهية. ولكن مع الذكاء الاصطناعي وتقنياته المتقدمة، يتم بناء وتدريب النموذج على مجموعة بيانات تتضمن سياقات متعددة، مما يزيد من دقته وكفاءته.على سبيل المثال، قد يبدو تعليق مثل «هذا مثير للاشمئزاز!» غير ضار إذا كان مرتبطاً بنقاش حول صورة لخلط طعام من عدة انواع ، لكنه يأخذ معنى مختلفاً تماماً إذا كان موجهاً نحو شخص من مجموعة مهمشة.
التحديات المرتبطة في هذا المجال
لا يخلو استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال من بعض التحديات مثل التحيز، حيث يُمكن أن تُعاني خوارزميات الذكاء الاصطناعي من التحيز، ممّا قد يؤدي إلى كشف خطاب الكراهية بشكلٍ غير دقيق. وكذالك ممكن ان يؤثر ذالك على حرية التعبير ، حيث يُمكن أن يُؤدّي استخدام الذكاء الاصطناعي في كشف خطاب الكراهية إلى قمع حرية التعبير، خاصةً إذا لم يتمّ تطبيقه بشكلٍ دقيقٍ وموضوعي. ولكن، على الرغم من هذه التحديات، فإنّ الذكاء الاصطناعي يُشكّل أداةً واعدةً لمكافحة خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ختاما، تعتبر تقنيات الذكاء الاصطناعي خطوة كبيرة نحو تحسين الأمان على منصات التواصل الاجتماعي من خلال الكشف الدقيق عن خطاب الكراهية. هذه التكنولوجيا لا تساهم فقط في تقليل العبء لتحديد خطاب الكراهية، بل تساعد أيضًا في خلق بيئات رقمية أكثر أمانًا وتسامحا واحترامًا. واخيرا اذكر بمناسبة الحديث عن خطاب الكراهية بقوا الله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.
والله ولي التوفيق