عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Feb-2019

مؤتمر عربي إسلامي دولي لمواجهة مؤتمر وارسو - كمال زكارنة

 

الدستور - باعتقادي أن  مؤتمر وارسو الذي ينطلق اليوم يستهدف القضية الفلسطينية، وهذا يعني استهداف الامة العربية بأسرها من المحيط الى الخليج، لانها قضية العرب الاولى والمركزية، وانكسارها يعني انكسار امة وهزيمتها، وتصفيتها تعني انتزاع قلب الامة من مكانه، هذا المؤتمر الذي يعتبر في رأيي الاخطر بعد سايكس بيكو ويأتي استكمالا له، يجب ان يواجه بتحرك عربي اسلامي شامل وواسع على الساحتين الاقليمية والدولية، لابطال مفعول قراراته ومخرجاته وكل ما يصدر عنه، والعمل على عقد مؤتمر عربي اسلامي دولي في احدى الدول العربية او الاسلامية، يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض، وفق مبادرة السلام العربية التي تشكل الاساس الافضل لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
التحرك يجب ان يبدأ من جماعة الدول العربية، تجاه منظمة المؤتمر الاسلامي واتحاد الدول الافريقية وحركة عدم الانحياز ومجموعة الـ77 والصين واليابان والاتحاد الاوروبي وروسيا، واميركا الجنوبية واللاتينية، لحشد اكبر عدد ممكن من دول العالم للمشاركة في المؤتمر واعلان دعم وتأييد اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على اساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ومواجهة المؤتمر الامريكي الاسرائيلي بمؤتمر اوسع واضخم وبعدد اكبر من الدول المشاركة وبقرارات اكثر قوة واكثر تمسكا بالحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق تقرير المصير.
سياسة الصمت ازاء التحرك الامريكي الموجه اسرائيليا على الساحة الدولية، بهدف تصفية القضية الفلسطينية، لا يفسرها العدو على انها نتيجة ضعف مرحلي، او عجز وعدم قدرة على التصدي لهذا التحرك، وانما ينظر اليها على انها موافقة غير معلنة على نتائج مؤتمر وارسو، وهذه بحد ذاتها تشكل كارثة حقيقية.
حشد عدد كبير من الدول في مؤتمر يخرج بنتائج تخالف وتعاكس نتائج مؤتمر وارسو، سوف يؤدي الى وقف الاندفاع الامريكي نحو تبني الطروحات الاسرائيلية في صفقة القرن، وسيضع الدول المشاركة فيه على المحك، اضافة الى ان عقد المؤتمر العربي الاسلامي الدولي سيخلق نوعا من التوازن في السياسة الدولية ازاء القضية الفلسطينية، وبداية سحب البساط من تحت اقدام الولايات المتحدة في المنطقة، وتمهيد الطريق لدخول لاعبين جدد بقوة وفاعلية اكثر مثل الصين وروسيا واليابان، الى جانب دول الاتحاد الاوروبي، ومثل هذا المؤتمر سوف يعرقل المساعي الامريكية الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية او تحجيمها بشكل واضح، كما يشكل بديلا مناسبا عن مشروع قرار في مجلس الامن الدولي سيبطله الفيتو الامريكي فور طرحه للنقاش والتصويت عليه.
الاشهر القليلة القادمة تعتير مصيرية ومفصلية وهي الاخطر في تاريخ القضية الفلسطينية، وسيشكل مؤتمر وارسو لاحقا احد ادوات الهجوم الدبلوماسي الصهيو-امريكي على القضية الفلسطينية، لذا التصدي لهذا المؤتمر مسألة في غاية الاهمية.