عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Oct-2019

«اعترافات تحت الضغط»… أهالي معارضين ومعتقلين عرب في قبضة إعلام السيسي الكاذب

 

لندن ـ «القدس العربي»:كتب «اليوتيوبر» المصري المعارض، عبد الله الشريف: «الآن في هذه اللحظة يتم تصوير والدي وغيره من أهل منطقتي وانتزاع التصريحات منهم تحت التهديد». والأرجح أن تلك التصريحات ستركز على التبرئة من الشريف واتهامه بـ«الخيانة»، مثلما حصل مع علي عبد الخالق علي، والد المقاول والفنان، محمد علي، الذي استضافه الإعلامي أحمد موسى.
فقد طالب علي ابنه بالاعتذار عن اتهامه لمسؤولين كبار في الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالقيام بعمليات نصب على مؤسسته العقارية، وحديثه عن «زيف المشاريع» التي تقوم بها القوات المسلحة، والتي يروِّج لها الرئيس المصري على أنها مشاريع تعود بالفائدة على الشعب. وبكى على الهواء ووصف ولده بـ«الخائن».
وفي انتظار ما سيبثه الإعلام المصري، حول المقابلات مع عائلة الشريف وأهل منطقته، فإن الترجيحات تشير إلى تكرار السيناريو ذاته الذي حصل في برنامج موسى ويحمل اسم «على مسؤوليتي».
والشريف، الذي يحظى بمتابعة واسعة، بث صوراً حصرية لقصر «الهايكستب» والفلل التي تحدث عنها الفنان والمقاول المصري محمد علي.
وبث عبر قناته في موقع «يوتيوب» صوراً بالقرب من القصر الذي يقع شرق القاهرة، إلى جانب مشهد من داخله الذي لا يمكن لأحد الوصول إليه. وبيّن، نقلاً عن مصدر لم يسمه، أن ساحة القصر كبيرة جداً، لافتاً إلى أن في أسفلها أنفاقاً، وقد سبق أن أشار إليها الفنان محمد علي بمقاطعه سابقاً. كما قارن بين صور الفلل الحصرية التي حصل عليها، وتصوير «غوغل إيرث» من الأعلى.
 
إنذار
 
أحد المحامين المصريين المعروفين بكثافة بلاغاتهم ضد المعارضين، ويدعى أيمن محفوظ، قدم إنذارا رسميا لسفير بريطانيا لدى مصر، جيفري آدامز، طالبه فيه باعتقال الشريف طبقا لقانون الإرهاب الإنكليزي.
وجاء في الإنذار أن «الشريف المقيم في بريطانيا ينشر على اليوتيوب مقاطع صورت في دول معادية أو مصطنعة ويدعي أنها لمنشآت عسكرية وسيادية في مصر، بهدف نشر الأفكار الإرهابية والترويع ونشر الفوضى في مصر».
ولم يكتف النظام المصري بإجبار أهالي المعارضين في الخارج على الظهور عبر شاشات الإعلام لانتقاد أبنهائهم بسبب مواقفهم السياسية، بل استعان بعرب زاروا مصر تزامنا مع التظاهرات ضد السيسي، وأجبرهم على الخروج في برنامج عمرو أديب «الحكاية»، للإدلاء باعترافات تبين أنها كاذبة، حول تورطهم في الاحتجاجات ودعمهم لها.
فبعد أن نشر علي فيديوهات تحدث فيها عن إهدار مال عام وفساد، وانتقد بناء السيسي قصورا في منطقة الهايكستب في القاهرة، قبل أن ينتقل إلى ما سماها المرحلة العملية للإطاحة بالسيسي، دعا إلى التظاهر يوم 20 سبتمبر/ أيلول الماضي، وهي الدعوة التي لاقت استجابة واسعة من المصريين الذين خرجوا في تظاهرات في 12 محافظة، قبل أن يوجه دعوة أخرى لتنظيم مليونية يوم 27 سبتمبر/ أيلول الماضي تحت اسم «جمعة الخلاص»، وهي الدعوات التي واجهتها الأجهزة الأمنية المصرية بإجراءات مشددة وحملات اعتقال طالت أكاديميين وصحافيين ومحامين وشبانا ليست لهم علاقة بالعمل العام.
وحسب أحدث تقرير حقوقي عن معتقلي تظاهرات 20 سبتمبر/ أيلول الماضي، فإن عدد المعتقلين تجاوز الـ 3000.
 
فضيحة عمرو أديب
 
لكن اللافت أن بين المعتقلين شابا سودانيا وأردنيين وآخرين يحملون جنسيات تركية وهولندية وفلسطينية، وظهرو جميعاً في مقطع فيديو بث خلال برنامج يقدمه الإعلامي المصري عمرو أديب، وهم يعترفون بالتهم الموجهة لهم، المتعلقة بالتحريض على التظاهر في مصر، قبل أن تقوم السلطات بالإفراج عن الأردنيين والسوادني، عقب ضغوط من عمان والخرطوم، ليتبين أن كل ما نطقوا به في برنامج عمرو أديب كان تحت الضغط.فالشاب الأردني عبد الرحمن الرواجبة روى ظروف اعتقاله لمدة أسبوعين في السجون المصرية، وكيف ظهر على وسائل الإعلام مدليا باعترافات أكره عليها.
 
«اليوتيوبر» عبد الله الشريف يعلن انتزاع تصريحات من والده… وأردني يفضح إعلام النظام
 
وقال إنه ذهب الى القاهرة بقصد تعلم السينما والعمل بها، وبعد مدة وجيزة تم القبض على زميله ثائر مطر، لتقتحم قوة أمنية منزله بعد ذلك بساعات، وتقتاده إلى جهة غير معلومة.
وأوضح في حديث لقناة «المملكة»، أنه لم يكن يعلم سبب اعتقاله، واقتياده معصوب العينين إلى جهة غير معلومة، مورست عليه خلالها ضغوط جسدية ونفسية، لم يذكرها.
وأكد أنه تم إكراهه على الظهور في فيديو الاعترافات، الذي عرضه الإعلامي عمرو أديب، ويقول فيه إنه ذهب إلى مصر تلبية لدعوة المقاول والفنان محمد علي، وتظاهر برفقة صديقه ثائر مطر ضد نظام السيسي في ميدان التحرير.
إلا أن مطر، وبعد الإفراج عنه، أكد أنه وإلى غاية لحظة اعتقاله، لم يتدخل في أي شأن سياسي في مصر، ولم يتحدث في هذه المواضيع مع أي شخص.
وأوضح أن نيابة أمن الدولة وجهت لهما ثلاث تهم، هي «انتماء إلى جماعة إرهابية، وتمويل جماعة إرهابية، وتسليح جماعة إرهابية».
كذلك كشف الطالب السوداني وليد عبد الرحمن حسن، عن بعض التفاصيل والملابسات التي رافقت عملية اعتقاله، وإجباره على الاعتراف الكاذب من قبل السلطات المصرية خلال برنامج أديب.
وقال «جميع التهم التي وجهت لي ملفقة، وتمت بعد القبض عليّ، وإجباري على قراءة اعترافات ليست صحيحة، حيث تم إذاعتها بعد ذلك ضمن برنامج الإعلامي المصري عمرو أديب على قناة «أم بي سي مصر».
وأوضح خلال لقاء متلفز أجراه مع قناة «الجزيرة مباشر»، أن الكلام الذي تلاه في المقطع المصور هو عبارة عن «ورقة مكتوبة ومصاغة من قبل السلطات المصرية»، مضيفا: «حفظت الكلام بالصيغة ذاتها المكتوبة من الألف إلى الياء».
ونفى الطالب السوداني ارتباطه بأي علاقة مع جماعة الإخوان المسلمين، موضحا أن ذهابه الى القاهرة «كان بهدف دراسة اللغة الألمانية، وهي المرة الأولى التي أدخل فيها مصر، وليس كما ادعى أديب في برنامجه بأني جئت بهدف رصد التظاهرات أو التحريض عليها»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه سافر إلى القاهرة قبل اعتقاله بثلاثة أسابيع، دون أي استدعاء أو مراجعة أمنية.
وقال إنه اعتقل أثناء ذهابه لأول مرة إلى الجامعة الأمريكية، التي لم يكن يعرف أنها بالقرب من ميدان التحرير.
وأفاد بأن سبب سفره إلى القاهرة هو تعلم اللغة الألمانية في معهد «غوته» في القاهرة، قائلا: «أردت تعلم الألمانية بهدف الحصول على منحة تسهل سفري إلى ألمانيا بهدف دراسة الشبكات».
وقال: «إحساس الظلم صعب جدا، ولكل ظالم نهاية»، معربا في الوقت ذاته عن شكره لكل من ساهم في الإفراج عنه.