عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Apr-2024

كيف سترد إيران على الصفعة الإسرائيلية الموجعة في دمشق؟.. محللون يضعون سيناريوهات محتملة

 عواصم - في ظل تحول كيان الاحتلال من (حرب الظل) إلى الاستهداف المباشر والمكشوف لإيران"،  بعد أن قام باغتيال 7 من قادة فيلق القدس في قصف على مبنى ملحق بالقنصلية الإيرانية بدمشق، بمن فيهم القائد البارز محمد رضا زاهدي، يرى محللون أن إيران مع هذا التحول ستكون ملزمة بالرد، سواء للحفاظ على صورتها، أمام حلفائها، أو في الداخل الإيراني.

 
 
إلا أن محللين يراوحون في شكل الرد، متسائلين، هل سيكون متساويا مع حجم الضربة الموجعة التي تلقتها في دمشق، وهل ستكون مباشرة أم عمر حلفائها في المنطقة، وأبرزهم حزب الله الذي تصاعدت وتيرة التوتر فيما بينه وبين كيان الاحتلال مؤخرا، والذي لمح أكثر من مرة أن معركة الشمال باتت حتمية، لوقف تهديد حزب الله وعودة المهجرين من كيان الاحتلال الى بيوتهم بعد إزالة التهديد، وفق ما صرح به أكثر من مسؤول وعلى رأسهم وزير الدفاع.
 
في الداخل الإيراني قلت وسائل إعلام رسمية نقلا عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أول من أمس إن إيران تحتفظ بحقها في اتخاذ إجراءات ردا على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق، مضيفا أن طهران ستحدد "نوع الرد والعقاب بحق المعتدي".
من جهته قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الهجوم على مبنى القنصلية يشكل"خرقا لكل المواثيق الدولية".
ولا يستبعد الخبيران العسكري السوري، أحمد رحال، ومحمود جابر المتخصص في الشؤون الإيرانية، أن يكون استهداف القنصلية الإيرانية "خطوة قد تؤدي لمزيد من الصراع في المنطقة".
ويضع الخبيران سيناريوهات للردود المحتملة من إيران في هذا السياق، بعضها سيكون باهتا ومكررا كما في السابق، وبعضها يحمل تصعيدا وتوسيعا لنطاق المعارك الدائرة منذ اندلاع حرب غزة:
ويرى خبراء أن التصعيد سيكون عبر حزب الله، فقد تدفع إيران الحزب في لبنان لإطلاق صواريخ على أهداف إسرائيلية أو تنفيذ عمليات داخل إسرائيل، وقد يضاف لذلك تصعيد من جانب الميليشيات الموالية لطهران في سورية، عبر والتي قد تشنّ هجمات على مواقع عسكرية أميركية في العراق وسورية، خاصة في منطقة غرب الفرات.
ومن السيناريوهات التي ساقها المحللون أن طهران قد تختار أن ترد على تل أبيب مباشرة بتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية في المنطقة وخارجها، وليس داخل إسرائيل، كما حدث في استهداف مبنى في أربيل بإقليم كردستان في العراق بالصواريخ، كانون الأول (يناير) الماضي، بدعوى أنه مقر لجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، أو استهداف سفن تابعة لإسرائيل في البحار، وسفارات إسرائيلية في دول رخوة أمنيا.
من جانها رأت صحيفة هآرتس في الكيان المحتل، أن إسرائيل التي لطالما التزمت بالقواعد الضمنية وغير الرسمية لـ"حرب الظل" السرية غيرت إستراتيجيتها بهجومها المباشر على هذا المبنى في دمشق، محذرة من أن اختيار التوقيت لم يكن موفقا بالنظر إلى سياق وظروف الحرب المستمرة في غزة، وهو ما حول هذا الهجوم إلى "عمل متهور من التصعيد المتعمد الذي قد لا يقتصر على توسيع كبير للحرب فحسب، بل قد يشمل أيضا إقحام الولايات المتحدة، وهو ما يتوقف على نطاق الانتقام الإيراني وتوقيته.
ورأت الصحيفة أن هناك 4 سيناريوهات محتلمة للرد الإيراني وهي:
أولا، أن تلتزم إيران بسياستها القديمة المتمثلة في عدم الرد الفوري، بل الانتظار بصبر للانتقام في زمان ومكان وهدف يتم اختياره بعناية ويتناسب مع الضرر الرمزي والحقيقي الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي، الا أن الصحيفة تستدرك بأن الأهداف التي ضربتها إسرائيل ورمزيتها والاحتجاج السياسي في طهران الذي يطالب بالانتقام لاستعادة الشرف والردع، وسمعة إيران بين وكلائها، يجعل هذا خيارا صعبا ولكنه ما يزال ممكنا.
ثانيا، أن إيران لم يعد لديها خيار سوى الرد بسرعة وبشكل متناسب، وبالتالي تستهدف السفن والسفارات والأفراد الإسرائيليين في الخارج. ويعتمد هذا على المعلومات الاستخباراتية والفرصة السانحة، وهما عنصران من المرجح أن تكون إيران تمتلكهما، غير أن المشكلة في هذا الخيار هي أنه يطلق العنان لعملية من الخطوات التصعيدية المتبادلة.
أما الخيار الثالث، فهو التوجه نحو تصعيد كامل من خلال حزب الله في لبنان وإشراك إسرائيل في جبهة ثانية أكثر فتكا وتكلفة بكثير مما كانت عليه في غزة.
ويثير هذا الخيار، وفقا للصحيفة سؤالا حاسما فيما يتعلق بمستوى السيطرة والنفوذ الإيراني على حزب الله: هل تستطيع طهران فعلا إجبار الحزب على الانخراط في حرب من شأنها أن تعيث فسادا في لبنان؟
والرابع، هو سيناريو يوم القيامة، حيث تقوم إيران الغاضبة والتي تحس بالإهانة بهجمات لا تقتصر على أهداف إسرائيلية مهمة، بل تشمل أيضا أهدافا أميركية في الخليج العربي.
لكن الصحيفة (هارتس) تستبعد هذا الخيار بوصفه "غير معقول وغير عقلاني"، غير أنها قالت إن للتصعيد عادة خصوصياته، وما قد يكون غير مقصود في البداية يمكن أن يتحول بسرعة إلى صراع أوسع نطاقا.-(وكالات)