عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-May-2019

التسكين خوفاً من التغيير !!! - م. هاشم نايل المجالي

 

الدستور - التسكين سلاح سياسي ومن لا يتقن الاعراب يلجأ الى تسكين اواخر الكلمات حتى لا ينفضح امره وعدم قدرته، فهناك فرق بين الجهاد والاجتهاد بزيادة الهمزة والتاء للعقول وللسواعد، فكيف يأتي الجهاد دون اجتهاد ربما عندما تغلب العاطفة على العقل، ولا ننسى ان هناك ايضاً الاجهاد وهو ما اصابنا حيث زاد العبء على المواطن وزاد على المنادين بالتغيير حتى وصل الى مرحلة التعب والانهاك.
وحتى لا تصغر العقول وعلى ما يبدو فان مقاومة التغيير طبيعة بشرية في مجملها مرتبطة بارتسام الخوف على كثير من وجوه المسؤولين المتمترسين على مناصبهم، فهم الان اوفر حظاً من غيرهم حيث التنقل من منصب لآخر وربما سيكونون اكثر تعاسة إذا ما تم التغيير، وهذا خوف غير واقعي وغير سوي حيث ان هناك مستقبلا مرتبطا باهمية وواقعية وضرورة التغيير.
فهناك قيادات مؤهلة وذات كفاءة وليس احتكاراً على فئة دون غيرها، والمطالبة بالتغيير ليس تمرداً او تجاوزاً للحق والصواب فلقد اصبح اجترار الماضي في كثير من الطروحات حل انسحابي كاحلام اليقظة.
فهل لوعاد صلاح الدين ستحل مشاكلنا مع اليهود وصلاح الدين قد قضى وليطيب الله ثراه وليجزه خير ما فعل، فالموتى لا يعودون والتفكير بالمنطق الرغابئي لن يفعل شيئاً سوى التأخرعن التقدم.
وعلينا ان نتمنى ان يكون هناك من يشبه صلاح الدين في انجازاته وعطائه وان لا نتمسمر كثيراً بالماضي، بل نستقي منه العبر والخبرة والتجربة ونجسده بعطائنا وقيمنا واخلاقنا وانتمائنا ليكون الفرج.
فالسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة والتاريخ لا يعيد نفسه من تلقاء نفسه، بل علينا ان نجد من يصنع التاريخ مع رياح التغيير لنعالج كل مكامن الاخطاء وان نبحث عن الوجوه التي لم تعرف بعد العلة، وليكون الافضل مما عرفناهم وهم مستهلكون وبانت عليهم القضايا تلو القضايا.
فبعض المسؤولين اصبحوا زوار هيئات مكافحة الفساد ومنهم من يقبع في السجون وآخرون هاربون، خاصة وأننا نسعى للدمج مع حضارات متقدمة ومتطورة بالشفافية وتقييم الاداء وحسن العطاء.
وهذا ليس بعبعاً علينا ان نخاف منه وليسوا خصماً علينا ولا حجة لنتجنبها ولا الوقت يخدمنا في التأخير، بل علينا ان نثبت لهم اننا متحضرون ايضاً عندما نتكيف بالتغيير وان نحاور الذات والمصالحة مع الذات لبناء الثقة على كافة المستويات.
ومن ثم بناء حوار متزن فعال حوار متكافئ لاختيار الامثل والاصح وفيه عدالة، والتي لا ينتصر في اجواءه الا الافضل والاكفأ والأحق والأكثر ولاءً وانتماءً لقيادته ولوطنه، ولعطائه باخلاص وبكل واقعية في مجتمع ديمقراطي، فلا احد ينشد ان يكون مشحوناً بادراكات شعورية سلبية بل هناك ادوار انسجامية ومشاريع ايجابية بالامكان تحقيقها.
وهذا دليل عافية وليس ان نبقى على التكلس في فهم الخوف من التغيير فكثير من المسؤولين يحاربون التغيير لانه ليس في صالحهم انما هو في صالح الوطن.
حمى الله هذا الوطن في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة.