عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-May-2019

مسحر «الجبيهة» ابو محمد 25 سنة وهو يردد« يانايم وحد الدايم»

 

عمان -الدستور - طلعت شناعة - يعرف الناس شخصا شخصا ويميز البيوت، بيتا.. بيتا. يجوس الليل بـ«طبلته»، تارة، ويستعين بـ«التكنولوجيا» حينا، آخر، وكلها أدواته لإيقاظ النائمين.
ولولا «عَرج» في قدميه، لامتدت مساحة عمله إلى ما أبعد من منطقة «الجبيهة في العاصمة الاردنية عمان».
رصدتُ حركته، في الليل. كان يأتي في الثانية فجرا، وما ان تسمع «صوته» عبر «شريط مسجّل»، مكررا عبارات مثل: «إصحَ يا نايم. يا نايم وحّد الدايم»، حتى يختفي بسيارته البسيطة.
حتى، دلني عليه احد حُرّاس العمارات في «الجبيهة» وكانت الساعة تقترب من غروب شمس ساخنة.
بداية، استفسرتُ عن «إمكانية» إجراء «دردشة» معه. خاصة اولاده. قال «خذ راحتك».
إنه خالد خليل موسى الخورة «أبو محمد». من بلدة «عجّور» أصلا. ويسكن مخيم «البقعة» وأخذ يسرد حكايته مع «الليل»، خاصة، «ليل/ رمضان» يقول المسحّر «ابو محمد»: اعمل في هذه المهنة منذ قرابة 25  سنة. واخترتُ منطقة «الجبيهة» بالصدفة. حيث وجدتُ نفسي في هذا المكان الممتد من «اشارات الجبيهة» إلى «مسجد الشافعي والنووي» في الشمال.
واضاف: يبدأ عملي في إيقاظ الناس من الساعة الثانية فجرا.. أسير على قدمي في اغلب الوقت ومنذ 25  عاما. حتى تعرضت لمشكلة في إحدى قدمي وكما ترى، جسدي يزداد نحولا. فاستعنتُ بسيارة قديمة هي الأخرى.
ولاختصار المسافات والوقت، وضعتُ صوتي على «شريط» كاسيت، ليسمع الناس عبارات مثل: «يا غافل وحّد الدايم. قوم اتسحّر يا نايم»‘ وغيرها.
أعرفهم جميعا 
ويصف علاقته بالناس بانها علاقة «جيدة» وتقوم على «الاحترام المتبادل». وأشار إلى البيوت التي ظهرت «حديثا» منذ القليل من السنوات. وقال: «هذا البيت..جديد. ولم يكن بالمنطقة قبل عشرين سنة سوى هذا البيت وهذا البيت. (وأشار إلى اصحابها).
تآلفتُ مع السكّان، وأزورهم في الايام العادية ويجتمع الاولاد حولي، وأتعامل معهم مثل اولادي واحفادي.
احيانا أتناول سحوري في بيتي واحيانا اتناول وجبة أثناء «ادائي لعملي». وأحيانا أخرى، أخرج مساء واعود بعد موعد «الإفطار». فمن عادتي التجوال بين البيوت ولقاء الناس الذين باتت تربطني بهم أُلفة وعلاقة محبة وعِشرة عمُر.
وعن اسرته، قال المسحراتي «ابو محمد»: الحمد لله،عندي اولاد وبنات منهم مَن تزوج، ومنهم من بقي عندي.
واضاف: تزوجتُ فتاة «مصريّة» من سكان منطقة «السيدة زينب» بالقاهرة. وكان ذلك أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وتحديدا،عقب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر. وعن قصة زواجه، أشار إلى ان زميلا له، كان متزوجا من سيدة «مصرية»، فعرض عليه ان يشابهه في النسب. وهكذا تزوج الصديقان من فتاتين «مصريتيْن».
واكد المسحراتي «خالد الخورة» انه يحمل «تصريحا» بممارسة مهنة «المسحّر» من «الاوقاف». وتحدث عن بعض المواقف التي مرّت عليه، مثل مساعدته في الكشف عن «سيارة» تعرضت لمحاولة «سرقة»،حيث اخذ «اللصوص» يقذفونه بالحجارة بعد ان دلّ اصحاب السيارة عليهم.
وأنهى «ابو محمد» حديثه قائلا: لم أتعب من إيقاظ الناس ومن «تسحيرهم»، فأنا ارجو الثواب من الله، إضافة إلى بعض ما يجود به الخيّرون من الناس. ولله الحمد «مستورة»