عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Apr-2019

حلول عابرة للحدود

 

افتتاحية - «كرستيان سيانس مونيتور»
 
في حين تنغمر مرافق الهجرة في الولايات المتحدة بالاف القادمين من اميركا الوسطى الباحثين عن اللجوء، ربما كان الوقت الراهن مناسبا لقيادة مبدعة وعابرة للحدود. ان الولايات المتحدة والمكسيك وغواتيمالا وهندوراس والسلفادور، بالاضافة الى الجهات المعنية الاخرى، تدري اين تكمن المشكلة. انها تحتاج ببساطة الى الاتفاق على حلول مدروسة. 
 
يقع لوم كبير على الحكومات ازاء الطريقة التي اتبعتها في التعامل مع الهجرات الجماعية لمواطني اميركا الوسطى الذين يفر معظمهم من العنف وشح الغذاء والفقر. وامتدت الزيادة الكبيرة في عدد المهاجرين مؤخرا بين عامي 2013 و2014، غير ان اخر تدفق للعائلات يشير الى حاجة ماسة للتعاون. يمكن لجميع الدول المعنية ايجاد سبل بناءة لاحترام القوانين والاعراف والقيم بدلا من جعل الموقف يزداد سوءا. وقد تكون نقطة البداية في الموافقة على ان القضايا الشائكة لا يجوز توظيفها من اجل تحقيق مكاسب سياسية محلية.
 
ومن نماذج التعاون اتفاق اميركي مكسيكي حديث حول زيادة الاستثمار في جنوب المكسيك وشمال اميركا الوسطى. ولا يزال منتظرا من البرامج المتعددة توفير فرص عمل للحد من اقبال الناس من الهجرة. رغم ذلك فقد بدأ العمل الجاد وهو يعد بنتائج حسنة.
 
احرزت المكسيك ايضا بعض التقدم في الاقرار بان تدفق المهاجرين يعرقل فعليا سير الشؤون الداخلية للولايات المتحدة. واشارت حكومة الرئيس اندريس مانويل لوبيز اوبرادور الى انها ستضاعف جهودها في السيطرة على تدفق المهاجرين، الى جانب احترام الحقوق الانسانية لهم.
 
لقد غمرت المكسيك بعدد كبير من الاشخاص الذين يعبرون الحدود الجنوبية. كما عجزت عن السيطرة على المهاجرين او الاعتناء بهم. ويستطيع الكثير من المهاجرين ايجاد وسائل نقل سريعة الى الشمال، يقدمها في غالب الاحيان المهربون المنظمون. والبعض يتعرض لاعمال عنف في خضم الرحلة او قرب الحدود الاميركية.
 
وتواصل الدول الثلاثة الشمالية في اميركا الوسطى عجزها عن الوفاء بالتزاماتها الاساسية في التعامل مع العنف الاجرامي والفقر وضعف الادارة الذي يدفع الكثير من الناس الى الفرار. ان اصلاح ما سبق مسعى طويل الاجل، لكن التقدم ملموس. لقد اسهمت برامج الاعانة الاميركية المتعددة في تحسين وضع مناطق معينة، عبر خفض معدل الجريمة وتكوين مصادر دخل بديلة على سبيل المثال.
 
قبل فترة وجيزة، وقعت كرستين نيلسن وزيرة الامن القومي الاميركي اتفاقية تاريخية لانفاذ القانون مع نظرائها في غواتيمالا وهندوراس والسلفادور تهدف الى تحسين التعاون في سبيل اجتثاث الهجرة غير الشرعية. من جهة اخرى، تهدد الولايات المتحدة الان بقطع كافة انواع الاعانة التي ترمي الى ابقاء المهاجرين في اوطانهم.
 
ومع ان الدول الثلاث توضع اليوم في سلة واحدة، الا ان لكل منها مشكلات ملحة مختلفة. اذ تشير التقارير الاعلامية الى ان معظم العائلات التي وصلت حديثا الى الحدود تفر من شح الغذاء في غواتيمالا. اما في السلفادور وهندوراس فان الخطر الذي يدعو الناس الى الفرار يبدو متمثلا في العنف الاجرامي عموما. لا بد ان تكون غايات المساعدة والاعانة والمطالبات باتخاذ اجراءات، ملائمة من اجل معالجة الاسباب التي تدفع المهاجرين الى الرحيل. 
 
في الولايات المتحدة، انصب الجدل السياسي على بناء جدار حدودي بدلا من السعي الى اتفاق شامل ثنائي الحزب من اجل تحسين نظام الهجرة. وتتمثل الحاجة الاكثر الحاحا في زيادة عدد قضاة الهجرة الاتحاديين وغيرهم من الكوادر اللازمة من اجل تحسين وتسريع معالجة طلبات الراغبين في اللجوء، وبناء المرافق وتزويدها بالطواقم من اجل اتاحة مساكن لائقة لهم اثناء انتظارهم صدور الحكم المتعلق بطلباتهم.