عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Jun-2025

الرأي|عبد الهادي راجي المجالي

 

عمون-
تحتفل الراي اليوم بعيد ميلادها الـ 54.. وقد التحقت بها في بداية الألفية كاتبا في الصفحة الأخيرة، كان عمري وقتها لا يتجاوز الـ 27 عاما، وكنت أكتب بجانب طارق مصاروة وفهد الفانك ومحمد خروب.. وغيرهم من عباقرة اللغة والكتابة.
 
الفرصة التي أتيحت لي وقتها لم تتح لغيري من جيلي، وما حملني للرأي بعض من الجنون والكثير من التمرد، والأهم هو الهوية التي لم أقم بامتلاكها بل هي من امتلكتني في كل سطر وكل حرف وكل فاصلة.
 
كتبت عن الجيش، عن البلد، عن الحب.. عن البلد والناس، وياما اقترفت خطايا الكتابة وياما نلت فضائلها، لكني بقيت مؤمنا أنها الصحيفة الأولى في الوطن الأردني بقيت مؤمنا أن اللون الأزرق الذي يوضع على شعارها، هو أجمل الألوان.. وبقيت مؤمنا أن مكاتبها ليست بالمكاتب بل هي جزء من التاريخ السياسي والاجتماعي والنقابي لهذا البلد.
 
في الرأي شاب شعري، وذبلت العيون لدرجة أن النظارة صارت رفيقتي حتى في النوم، وجاء جيل جديد له ايقاعه، جيل لا يشبه عبدالوهاب زغيلات حين يقرأ المقال وينفث السيجارة ويقول لي: (ترى أنا بقرا الممحي).. ولا يشبه مجيد عصفور الذي يتوه في مقالك ويصل لتسوية معك مفادها: (بلاش حبيب قلبي).. جيل لا يشبه عبدالله حجازي الذي كنا ننتظره حتى ينهي الصلاة، ولا يشبه أبدا الراحل سامي الزبيدي الذي كنت أجلس معه مطولا، كي يسرد لي قصة البداوة والكتاب واليسار.. كيف اجتمع كل ذلك في روحه.
 
في الرأي أيضا كان سمير الحياري، قد بدأ للتو يدخن السيجار.. ويوزع الضحكات في مكتبه إلى أعلى مدى، سمير مهما نسجنا عليه من مؤامرات ينسى ويمضي..
 
الرأي ليست جدرانا ومكاتب، هي خليل الشوبكي.. محمد خروب، هي يوسف العبسي الذي ظل أنيقا غادرها، ونحن نغار من أناقة لباسه..
 
ربما أنا أقدم صحفي عامل في الرأي الان، والرأي أقدم حبيبة لي.. كان عشقا كاثوليكيا لا فكاك منه.
 
حمى الله الراي