عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Apr-2019

مكافأة الاحتلال - رشيد حسن

 

 الدستور - بدون مقدمات، وبدون لف ولا دوران، وبكلام واضح ومحدد.. لا يحتمل التأويل، نجزم أن العدو الصهيوني يعيش أفضل حالاته منذ إقامة كيانه الغاصب على أرض فلسطين العربية 1948.
 ونجزم أيضا أن الاكتفاء بالشجب والتنديد والاستنكار إلخ.. والاقتصار على الكلام الميت الذي فقد حرارته منذ زمن بعيد وأصبح خشبا مسندة..
 وأن فتح أوسترادات التطبيع مع هذا الكيان الغاصب الغازي الذي يرفض الاعتراف بالحقوق الوطنية والتاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني ويرفض الاعتراف بحقه في تقرير المصير .. وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني .. ويصر على تهويد القدس العربية الإسلامية واغتيال هويتها وعلى تشريد أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني في أربعة رياح الأرض ونجزم أن كل هذا وأكثر منه .. يعتبر مكافأة للاحتلال والذي تحول إلى (احتلال ديلوكس) في ظل إصرار القيادة الفلسطينية على عدم إشغال جذوة المقاومة .. وإطلاق الانتفاضة الثالثة واقتصار على ردة الفعل فقط، على أن تبقى أسيرة مستنقع المفاوضات.
 من هنا ..
 نجد لزاما تذكير كافة المسؤولين عربا وفلسطينيين بأن الوضع الحالي أسهم في فوز نتنياهو ورموز الفاشية الصهيونية في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وإن الوضع الحالي هو الذي شجع القرصان ترامب على طرح (صفعة) العصر والمباشرة في تنفيذها على مراحل.. وإن استمرار هذا الوضع الشاذ سوف يشجعه على التنكر للحقوق الفلسطينية وتصفية القضية.
 وبوضع النقاط على الحروف..
 فإن اكتفاء كثير من الأنظمة العربية بالكلام .. والبعض بالصمت المطبق هو الذي شجع القرصان على اغتصاب القدس الخالدة وإهدائها إلى صديقه نتنياهو، وهو الذي شجعه على تجفيف موارد (الأونروا) والتنكر لحق العودة الذي أقرته الأمم المتحدة في القرار 194، وهو الذي جعل سفيره المستوطن الحاقد ابن مستوطنة (أرئيل ) يتنكر لقرار مجلس الأمن 234 الذي يشجب الاستيطان ويعتبره غير شرعي، ويدعو إلى وقفه وتفكيك المستوطنات .
إن إصرار كثير من الدول العربية على وضع رأسها في الرمال، وإصرارها على إغلاق عينيها وأذنيها ووضع أحاسيسها في ثلاجة الموتى.. هو وراء كل المصائب التي حلت وتحل بالأمة وحلت وتحل بفلسطين والأقصى والقدس .
 ندعو مسؤولي الأمة أن يقتدوا بجنوب إفريقيا التي أغلقت سفارتها في تل الربيع واكتفت بممثلية في الكيان الصهيوني وأن يقتدوا بأندونيسيا التي أجبرت أستراليا على العودة عن فرارها بنقل السفارة، بعد تهديد أندونيسيا بإلغاء الاتفاقيات الاقتصادية .
 ندعو هذه الدول أن تلتزم على الأقل بالمبادرة العربية وتغلق أوتوستراد التطبيع وتعاقب كل من يقوم بالاتفاف على المبادرة والإيفاء بإلتزاماتها لصندوقي القدس والأقصى قبل أن تطفئ الريح الصهيونية قناديل الأقصى .
 باختصار مطلوب من الذين هم ضد صفعة العصر أن يضعوا حجرا واحدا في طريق هذه الصفعة حتى لا تمر، مطلوب منهم أن يقفوا ضد التطبيع ويحاسبوا المطبعين وأن يعيدوا الحياة إلى المقاطعة العربية للعدو الصهيوني، وسوى ذلك هو أراجيف .. أراجيف ولا حول ولا قوة إلا بالله .