عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Dec-2025

الدكتور غسان عبدالخالق يقدم في ملاحظات في اليوم العالمي للغة العربية

 الدستور-نضال برقان

 
أقام منتدى البيت العربي محاضرة أدبية بعنوان «ملاحظات في اليوم العالمي للّغة العربية»، استضاف فيها الأستاذ الدكتور غسان عبدالخالق أستاذ الأدب والنقد في جامعة فيلادلفيا وسط حضور نوعي من الأدباء والمثقفين وطلبة العلم من محبّي اللغة العربية ومريديها .
 
قدم الشاعر شفيق العطاونة الأمسية بشكر القامة الأدبية د. غسان عبدالخالق على تلبية الدعوة، والحضور الكريم الداعم المستمر لفعاليات المنتدى، ومنتدى البيت العربي الثقافي على كل ما يقدمه للثقافة والمثقفين، واستعرض بعضا من سيرة المحاضر الثرّة، واسهاماته الجليلة في رفعة اللغة العربية لغة القرآن الكريم .
 
وبدوره أثنى د. عبد الخالق على المنتدى والقائمين عليه وعلى الحضور النخبويّ.
 
ثم قدم ملاحظاته ورؤيته العميقة بأسلوب علمي وطرح فكري عقلي للنهوض بلغتنا الشمّاء بعيدا عن العواطف والخطابات الرّنانة ولغة السرد الجوفاء.
 
وأبرز ما جاء على لسان الدكتور من محاور وملاحظات تم استعراضها خلال المحاضرة:
 
«منذ أن اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها، بأن تكون اللغة العربية اللغة الرسمية السادسة؛ والاحتفالات السنوية تتزايد وتتشابه وتتكرّر، شعرًا ونثرًا، ولكن السؤال الذي ينتابني في كل عام هو:
 
- إلى هذه الدرجة نحتاج لتأكيد اقتناعنا بأن لغتنا العربية، هي لغة جميلة وتستحق أن نفتخر بها؟
 
- ألم نلاحظ مثلاً بأن هذه الاحتفالات موجهة في المقام الأول لنا – وكأننا في شك من أن لغتنا تعاني خللاً ما - وليست موجّهة إلى شركائنا في هذا الكوكب؟
 
- ألم نلاحظ أيضًا بأن ما يحول دون رسوخ لغتنا العربية في حياتنا العامة من عقبات، وأن ما يمكن اتخاذه لتمكينها من إجراءات ، نحن من يتحمّل مسؤوليته وليس الآخرون؟
 
- ألم نلاحظ أيضًا وأيضًا، أن الاحتفاء السنوي باللغة العربية، قد تحوّل إلى طقس موسمي مثل الاحتفاء بيوم المرأة العالمي، وأن ثمة علاقة عكسية على أرض الواقع قد راحت تفرض نفسها: فمنذ أن تصاعد الاحتفاء باللغة العربية تراجح الالتزام بها وتكاثر التجاوز عليها؟
 
هذه التساؤلات كلها، جديرة بأن تنقل أنظارنا وأفكارنا وأفعالنا، من حيّز التفكير في(الدفاع) عن اللغة العربية إلى حيز (الإبداع) في اللغة العربية، أو بعبارة أدق: من حيز مخاطبة أنفسنا إلى حيز مخاطبة الآخرين، وذلك من خلال التأمل في الملاحظات التالية:
 
أولاً: تفعيل الاكتشاف والابتكار والاختراع؛ فمن الثابت تاريخيًا، أن اللغة – أي لغة- تنتشر وتزدهر تبعًا لمدى إسهام المتحدّثين بها، في حقول الاكتشاف العلمي والابتكار المعرفي والاختراع الصناعي، ولا أبالغ إذا قلت إن اكتشاف فصيلة نباتية أو ابتكار نظرية رياضية أو اختراع آلة تكنولوجية، بمسميات عربية عملية معاصرة، من شأنه أن يروّج اللغة العربية محليًا وعربيًا واقليميًا وعالميًا.
 
ثانيًا: وقف القصور عن تفعيل الاستثمار في تعليم العربية لغير الناطقين بها: فمع أن هناك مراكز متخصصة لتعليم العربية لغير الناطقين بها في بعض الجامعات العربية، إلا أن هذا التعليم يفتقر إلى التخطيط المطلوب على صعيد تعميق الاستثمار في الاقتصاد اللغوي، والانتقال بهذا الاستثمار من مرحلة التعليم اللغوي إلى مرحلة التأثير الثقافي، كما هو الحال في مراكز تعليم الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والصينية.
 
ثالثًا: وقف القصور عن إدراك دور الترجمة النوعية من العربية إلى اللغات الأجنبية؛ فمع أن هناك هيئات قومية ووطنية للترجمة، ومع أن هناك جهودًا فردية مشكورة، إلا أن هناك قصورًا واضحًا على صعيد اختيار الرموز الثقافية الجمعية العربية والعمل على ترجمتها وترويجها، كما هو حال غوته بالنسبة للألمان وحال شكسبير بالنسبة للإنجليز وحال سارتر بالنسبة للفرنسيين، ولنتذكر جيدًا أن روايته (مائة عام من العزلة) لماركيز، قد أسهمت في نشر وانتشار الإسبانية حتى كادت تحجب الإنجليزية.
 
رابعًا: وقف القصور عن المبادرة لإعداد معاجم تاريخية سياسية معاصرة؛ فبغض النظر عن مواقفنا الفكرية تجاه (الربيع العربي) أو (الحرب على غزة)، إلا أننا مطالبون قوميًا ومعرفيًا وأخلاقيًا، برصد وتوثيق وتحليل مئات المصطلحات التي استجدّت وما زالت تستجد في عالم الإعلام والسياسة والأدب.
 
خامسًا: وقف القصور عن إدراك الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي على اللغة العربية؛ فمع أن هناك فوائد وظيفية وعملية ملموسة للذكاء الاصطناعي على صعيد العلوم والتكنولوجيا، إلا أن محتوى اللغة العربية وآدابها، وخاصة في الشوابك العالمية، سيكون مهددًا بالتزييف والإيهام والتمويه، بدءًا من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه، وليس انتهاء بإصدارات دور النشر العربية والمترجمة.
 
ومن ثم جرى نقاش موسع ومداخلات قيّمة واستفسارات من قبل الحضور قام د. عبدالخالق بالإجابة عنها .
 
وختاما تم تكريم القامة الأدبية والعلمية من قبل رئيس المنتدى صالح الجعافرة وأمينة السر الأديبة ميرنا حتقوة والتقاط الصور التذكارية مع الحضور الكريم وطلبة الدكتور في جو مفعم بالامتنان والفخر للدكتور وللمنتدى وللغة الأم التي جمعت الجميع على منصة الأدب.