عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Jul-2024

عدسة الفوتوغرافية دبابنة تنقب عن الجمال وتبحث في ذاكرة الأمكنة

 الغد-أحمد الشوابكة

تأثرت المصورة الفوتوغرافية نورال داهود دبابنة، بالفن التطبيقي البصري المشحون بالعمق والذي ساهم في تغيير حياتها، فأصبحت ترى الأشياء دائماً من زاوية أخرى، وكل شيء مبني عندها على تأملات وأبعاد ما جعلها تفكر دائماً من وجهة نظر مختلفة. وفق ما ذكرته لـ"الغد".
 
تستطيع دبابنة تصوير الواقع بشكل فني مميز يحبه الآخرون، لتؤكد أن من يمارس فن التصوير يجب أن تكون لديه موهبة بالتصوير قبل اختياره للعمل في هذا المجال، إضافة إلى أن يكون لديه شغف ورغبة في مزاولة فن التصوير.
 
وبدأت الفوتغرافية رحلتها في عالم التصوير وهي في سن العاشرة عندما أهدتها جدتها (والدة والدتها) كاميرا فوتوغرافية لتشجيعها على ممارسة التصوير بشكل دائم. مؤكدة، "كنت طالبة آنذاك لم يكن لدي المبلغ الكافي لشراء كاميرا أو عدسات للكاميرا المتطورة بمبالغ باهظة الثمن، وكنت حينها أحصل على مصروفي الشخصي من والداي وهذا كان من أصعب التحديات، لأنني كنت أقتصد في المصروف لشراء عدسات جديدة. ثم عملت في مجال التصوير وأنا على مقاعد الدراسة، وبدأت أشتري كاميرا جديدة وعدسات جديدة لإكمال مسيرتي في عالم التصوير الفوتوغرافي".
تنتمي دبابنة إلى أسرة فنية عاشقة لمختلف مجالات الفنون، فجدها الفنان التشكيلي سعيد حدادين ووالدتها الشاعرة والفنانة التشكيلية غدير حدادين.
وأقامت دبابنة معرضين شخصيين، الأول في العام 2019 تحت عنوان "فلاش" في الجمعية الأردنية للتصوير، كان يتضمن العديد من الصور لبلدان عربية وأجنبية عدة، والثاني كان تحت عنوان "حب الأردن" العام 2022 في جاليري راس العين، وتضمن صورا لمدن أردنية ووجوه أردنية جميلة وأصيلة تحمل هويتنا.
وتؤكد دبابنة وهي عضو في الجمعية الأردنية للتصوير وتجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية، إضافة إلى العربية، أن شغفها وحبها وموهبتها أسباب اجتمعت لانخراطها في مجال التصوير الفوتوغرافي وتطوير نفسها من خلال التعلم بعمق حول كل ما يتعلق بهذا الفن، لأنها وجدت نفسها فيه ولم تجدها في مجال آخر، مشيرة إلى أنها تستهوي استحضار ذاكرة المكان في جل أعمالها التصويرية، لأنها ترى في المكان أكثر دفئاً وإشعاعاً وحميمية في التقاط صورها الفوتوغرافية من خلال عدستها التي تنقب عن الجمال في الأمكنة، ثم إحالته إلى ذاكرة عميقة تختلط فيها الأزمنة أمام المتلقي، وخصوصاً أن هذا يعتبر وسيلة لتجسيد الأفكار والمشاعر والأحاسيس وإرسالها برسائل للمتلقي من خلال الضوء والعدسة، داعية كل من لديه طموح وشغف إلى تكثيف الجهد والمثابرة لأن التصوير عالم وبحر واسع.
دبابنة تقول: "إنه من الجميل أن يقبض الفوتوغرافي على الزمن بلحظة ويحتفظ بها للأبد، لأن الصورة لحظة مكثفة من الحس، والتقطاها تراه بعين ثالثة وهي جزء كبير من أبعاد تمنح اللقطة شخصية وشعوراً لافتاً للنظر، لذلك يجب مراعاة التكوين في اكتمال جميع العناصر الرئيسية في الصورة، من حيث الأبعاد والمنظر السليم، وأن تكون الألوان مريحة للعين كي تطيل النظر إليها، فيستمتع المشاهد ويتأمل كل ما فيها من تكوين، إضافة إلى ذلك يجب أن يكون دائماً مطلعا على كل جديد وأن ينوع فى مجالات التصوير كي يكتسب خبرات أكثر وأن يقبل دائما النقد البناء ويطور نفسه باستمرار .
وتؤكد دبابنة الحاصلة على درجة البكالوريوس في علاقات دولية من دولة المجر- هنغاريا العاصمة بودابيست من جامعة ELTE، أن أي صورة هي عبارة عن منجز فني يحمل في طياته فكرة إذا أراد فنان الفوتوغراف أن يفشي من خلالها سراً جمالياً أو أن يدل على مكمن لكنز من الجمال على الأقل، مشيرة إلى أن المصور المحترف يجب أن يتميز بالإبداع والخيال الذي يساعده على اختيار الأماكن المناسبة للتصوير والزوايا المختلفة، ليلتقط في النهاية صورة فنية رائعة تحمل الكثير من المعاني.
وتعلل، لذلك يجب أن يتعلم المصور كل ما يخص التصوير الفوتوغرافي نظرياً ويتدرب عملياً على استخدام الكاميرا بالشكل المتين، وليس استخدمها (الكاميرا) بسهولة، بل بالقدرة على التقاط صور استثنائية بسلاسة من دون أن تقف الكاميرا عقبة بوجه ذلك، لإتاحة كل سبل الإبداع بهذا المجال.
وتختتم حديثها بقولها: "إنها في العام 2019، كانت أصغر مصورة فوتوغرافية في مهرجان جرش، وأصغر عضو في الجمعية الأردنية للتصوير، واصفة الصورة باللصقة المتكاملة لها مقدمة ونهاية. الشرط الأساسي لصورة إبداعية هو الإحساس العالي بالجمال والذاكرة المفعمة بالخبرات الضوئية، فمن الضوء تنطلق الحكاية، مشيرة إلى أن كل إنسان هو ابن البيئة التي نما فيها، وأنا ابن بيئة لها تاريخها والصورة ابنة البيئة، ولكل بيئة عناصر جمالية خاصة تحدد هويتها، معبرة عن سعادتها عندما حققت هدفها خلال تعمقها في هذا العالم الذي وصفته بـ "الجميل"، على حد تعبيرها: "أجد في ممارستي للفن التصويري متعة لا تضاهيها أي متعة، رغم التعب في التقاط الصورة التي تحاكي قصة أو حكاية".